عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-10-2013, 07:42 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الآيات 165_ 168 من سورة آل عمران


من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)


‏}165 ـ 168‏{ ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏

هذا تسلية من الله تعالى لعباده المؤمنين، حين أصابهم ما أصابهم يوم ‏"‏أحد‏"‏ وقتل منهم نحو سبعين، فقال الله‏:‏ إنكم ‏}قد أصبتم‏{ من المشركين ‏}مثليها‏}‏
يوم بدر فقتلتم سبعين من كبارهم وأسرتم سبعين، فليَهُن الأمر ولتخِفَّ المصيبة عليكم،
مع أنكم لا تستوون أنتم وهم، فإن قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار‏.‏
‏{‏قلتم أنى هذا‏}‏
أي‏:‏ من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا‏؟‏ ‏
{قل هو من عند أنفسكم‏}‏
حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، فعودوا على أنفسكم باللوم،
واحذروا من الأسباب المردية‏.‏
‏{‏إن الله على كل شيء قدير‏}‏
فإياكم وسوء الظن بالله، فإنه قادر على نصركم، ولكن له أتم الحكمة في ابتلائكم ومصيبتكم‏.‏{ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض‏}‏
ثم أخبر أن ما أصابهم يوم التقى الجمعان،
جمع المسلمين وجمع المشركين في ‏"‏أحد‏"‏من القتل والهزيمة،
أنه بإذنه وقضائه وقدره، لا مرد له ولا بد من وقوعه‏.‏ والأمر القدري ـ إذا نفذ،
لم يبق إلا التسليم له، وأنه قدره لحكم عظيمة وفوائد جسيمة،
وأنه ليتبين بذلك المؤمن من المنافق،
الذين لما أمروا بالقتال،
{وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله‏}‏
أي‏:‏ ذبا عن دين الله، وحماية له وطلبا لمرضاة الله،
{‏أو ادفعوا‏}‏
عن محارمكم وبلدكم، إن لم يكن لكم نية صالحة، فأبوا ذلك واعتذروا بأن {قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم‏}‏
أي‏:‏ لو نعلم أنكم يصير بينكم وبينهم قتال لاتبعناكم،
وهم كذبة في هذا‏.‏ قد علموا وتيقنوا وعلم كل أحد أن هؤلاء المشركين،
قد ملئوا من الحنق والغيظ على المؤمنين بما أصابوا منهم،
وأنهم قد بذلوا أموالهم، وجمعوا ما يقدرون عليه من الرجال والعدد،
وأقبلوا في جيش عظيم قاصدين المؤمنين في بلدهم، متحرقين على قتالهم،

فمن كانت هذه حالهم، كيف يتصور أنهم لا يصير بينهم وبين المؤمنين قتال‏؟‏
خصوصًا وقد خرج المسلمون من المدينة وبرزوا لهم، هذا من المستحيل،
ولكن المنافقين ظنوا أن هذا العذر، يروج على المؤمنين،

قال تعالى‏:‏ ‏{‏هم للكفر يومئذ‏}‏
أي‏:‏ في تلك الحال التي تركوا فيها الخروج مع المؤمنين ‏
{‏أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم‏}‏
وهذه خاصة المنافقين، يظهرون بكلامهم وفعالهم ما يبطنون ضده في قلوبهم وسرائرهم‏.‏

ومنه قولهم‏:‏ {‏‏لو نعلم قتالا لاتبعناكم‏}‏
فإنهم قد علموا وقوع القتال‏.‏
‏]لأن المنافقين أمروا أن يقاتلوا للدين،
فإن لم يفعلوا فللمدافعة عن العيال والأوطان‏]‏ ‏
{‏والله أعلم بما يكتمون‏}‏ فيبديه لعباده المؤمنين، ويعاقبهم عليه‏.‏
ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا‏}‏
أي‏:‏ جمعوا بين التخلف عن الجهاد،
وبين الاعتراض والتكذيب بقضاء الله وقدره، قال الله ردًّا عليهم‏:‏ ‏
{‏قل فادرءوا‏}‏
أي‏:‏ }‏
ادفعوا ‏عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين

{‏‏إنهم لو أطاعوكم ما قتلوا، لا تقدرون على ذلك ولا تستطيعونه‏.‏
وفي هذه الآيات دليل على أن العبد قد يكون فيه خصلة كفر وخصلة إيمان،
وقد يكون إلى أحدهما أقرب منه إلى الأخرى‏.‏




مختصر تفسير الحافظ ابن كثيرتحقيق الشيخ أحمد شاكر


‏}165 ـ 168‏{ ‏{‏أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏}‏

"يقول تعالى: }أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ{
وهي ما أصيب منهم يوم أحد من قتل السبعين منه }قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا
{ يعني يوم بدر، فإنهم قتلوا من المشركين سبعين قتيلاً, وأسروا سبعين أسيراً,
}قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا{ أي من أين جرى علينا هذا ؟ }
قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
}{ سورة آل عمران (165)}
روى ابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- قال:
لما كان يوم أحد من العام المقبل , عوقبوا بما صنعوا يوم بدر من أخذهم الفداء ,
فقتل منهم سبعون , وفر أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم عنه ,
وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه , وسال الدم على وجهه , فأنزل الله عز وجل : {أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها
قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
{ بأخذكم الفداء
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/436
خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة إلى صحته]


"وقال محمد بن إسحاق وابن جريج والربيع بن أنس والسدي:
}قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
(165) { سورة آل عمران]
أي: بسبب عصيانكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
حين أمركم ألا تبرحوا من مكانكم فعصيتم, يعني بذلك الرماة".
}إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [(165)
{ سورة آل عمران] أي: يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا معقب لحكمه.
ثم قال تعالى: }وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ} [(166) {سورة آل عمران]
أي: فراركم بين يدي عدوكم وقتلهم لجماعة منكم,
وجراحتهم لآخرين كان بقضاء الله وقدره وله الحكمة في ذلك".
}وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ [(166)
{ سورة آل عمران] أي الذين صبروا وثبتوا ولم يتزلزلوا".
}وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167)
{ سورة آل عمران] يعني أصحاب عبد الله بن أبي بن سلول
الذين رجعوا معه في أثناء الطريق فاتبعهم من اتبعهم من المؤمنين,
يحرضونهم على الإياب والقتال والمساعدة, ولهذا قال: }
أَوِ ادْفَعُواْ
{
قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- وعكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وأبو صالح والحسن والسدي: يعني كثِّروا سواد المسلمين,
"فتعللوا قائلين: }لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167) {سورة آل عمران] قال مجاهد:
يعنون لو نعلم أنكم تلقون حرباً لجئناكم, ولكن لا تلقون قتالاً.

"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم _
يعني حين خرج إلى أحد _ في ألف رجل من أصحابه ,
حتى إذا كان بالشوط _ بين أحد والمدينة _
انحاز عنه عبد الله بن أبي ابن سلول بثلث الناس , فقال :
أطاعهم فخرج وعصاني ! ووالله ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا أيها الناس ! !
فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه من أهل النفاق وأهل الريب ,
واتبعهم عبد الله بن عمرو ابن حرام أخو بني سلمة , يقول : يا قوم ,
أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوكم , قالوا :
لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكنا لا نرى أن يكون قتال .
فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم , قال :
أبعدكم الله أعداء الله , فسيغني الله عنكم . ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: جماعة من التابعين المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/437
خلاصة حكم المحدث: مرسل

قال الله -عز وجل-: }هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ (167) {سورة آل عمران]
استدلوا به على أن الشخص قد تتقلب به الأحوال
فيكون في حال أقرب إلى الكفر وفي حال أقرب إلى الإيمان لقوله : "هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ" (167)
سورة آل عمران".
ثم قال تعالى: "يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ (167) سورة آل عمران] يعني أنهم يقولون القول ولا يعتقدون صحته.
ومنه قولهم هذا: " لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ (167) سورة آل عمران]
فإنهم يتحققون أن جنداً من المشركين قد جاءوا من بلاد بعيدة,
يتحرقون على المسلمين بسبب ما أصيب من سراتهم يوم بدر
وهم أضعاف المسلمين وأنه كائن بينهم قتال لا محالة, ولهذا قال تعالى: "وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [(167)
سورة آل عمران.
وقوله: "الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ
لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا
[(168) سورة آل عمران] أي:
لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل,
قال الله تعالى: "قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
(168) سورة آل عمران] أي:
إن كان القعود يسلم به الشخص من القتل والموت فينبغي أنكم لا تموتون,
والموت لا بد آتٍ إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة,
فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين.
قال مجاهد عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما-:
نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول".



لا تعليق لهذه الآيات في كتاب بدائع التفسير






تطبيق هذه الآيات في الواقع


• تهون المصيبة على المسلم وتخف
عليه إن فطن أن الله تعالى قد أبقى له من النعم الأخرى التي لا تعد ولا تحصى .
إن أصيب بماله فقد أبقى له عياله , أو أصيب برجله فقد أبقى له صحته ...
كقصة عروة بن الزبير حين قطعت قدمه قال:
اللهم إنه كان لي أطراف أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد ،
وكان لي بنون أربعة فأخذت واحداً وأبقيت لي ثلاثة فلك الحمد
وأيم الله لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لطالما عافيت



مصاب المؤمن في الدنيا شتان بينه وبين مصاب الكافر, "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تالمون
وترجون من الله ما لا يرجون
" (104 سورة النساء)
يرجو المؤمن ثواب الله وجنته ,
والكافر لا ثواب له في الدنيا ولا في الآخرة .
فمن قتل شهيدا في سبيل الله فلا خوف عليه ولا حزن ,
فهو في جنات تجري من تحتها الأنهار , فلقاء ربه خير له من هذه الدنيا الفانية .
وأما مقتل الكافر فإلى النار وبئس المصير ,
وإن صبر المؤمن على ما أصابه في الدنيا فله الأجر والثواب من الله بينما الكافر
لا حظ له من الأجر إن أصيب, لا في الدنيا ولا في الآخرة .
المؤمن يُقتل والكافر يُقتل والمؤمن ربما يُغلب
والكافر يُغلب خلّصنا الله من شره فهل الجزاء سواء ؟!!


• إذا أصابنا البلاء والمصاب, فلنعلم أنه بما كسبت أيدينا,
بسبب معصيتنا لله, فلنحذر مخالفة الله تعالى وعصيان أوامره
وعصيان أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم
: " فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
(63 سورة النور )
فما يصيبنا من أمراض
ومصائب وهموم وغموم في الدنيا حتى الشوكة نشاكها ,
وما يصيبنا من تسلط عدونا علينا وقهره لنا وذلنا إلا بما كسبت أيدينا ,

من تركٍ لحجاب , تقصيرٍ في صلاة , تقصيرٍ في واجبات ,
وتركنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .


• الله قادر على تحقيق كل ما نرجوه وما نأمله ,
من نصر أوتخلص من عدو أو شفاء لمريض أو نجاح في عمل,
فلا نسيء الظن به إن لم يحقق لنا مرادنا ,
ولا يصيبنا القنوط إن لم يرزقنا ما طلبناه من ولد أو نجاح,
فالله عز وجل هو الحكيم في إعطائه أو عدمه ,
فالبلاء يقع لحكمة ورفعه لحكمه , كقصة الملك الذي قطع إصبعه فقال له وزيره :
لعله خير...لو نعي العبرة منها . فكما قال الله عز وجل
:
"... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ
وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ
(216
سورة البقرة )

• ما يصيب الإنسان من خير أو شر فهو بقضاء الله وقدره
النافذ لا محالة , فإذا وقع القدر لا بد لنا من التسليم لله تعالى والرضى بقضائه
وعدم السخط. كموت قريب أو مرض , أو حصول مكروه لولد ,
فلا نقول لو لم يخرج وما شابه , فإذا وقع ما وقع للمؤمن من بلاء فلا يقول إلا :
قدر الله وما شاء فعل .

• أن نثق بأن الله عز وجل أراد لنا الخير في كل قضاء قضاه ,
فحكمته عظيمه والفوائد من ذلك كثيرة ,
ابتداء من تكفير الذنوب والخطايا وانتهاء برفع الدرجات ,

ولكننا لا نعلمها ,ومهما سخطنا فلن نغير من الواقع شيئا , فحكم الله نافذ .


• حتى يعلم الإنسان من نفسه أهو مؤمن حقا أم لا ؟
فإن لم يرض ولم يصبر فليعمل على تقوية إيمانه وتقوية صلته بالله ,
فقد ظهر له ضعف إيمانه لأن المؤمن لا يسخط من قضاء الله وقدره
بل يرضى ويسلم ويستعين بالله ليصبر على ما أصابه من سوء.

فالمسلم يمحص إيمانه عند وقوع المصائب وعند البلاءات والفتن التي تعرض له في الحياة الدنيا . فهنا لما طلب منهم القتال أبوا مع أنهم قبل ذلك كانوا مع المؤمنين .

• تخلي المؤمن عن العمل لله تعالى مع سائر المؤمنين يدل على
قرب عمله من الكفر وبعده عن الإيمان ,فهو قريب من النفاق
بقدر معصيته لله عز وجل, كتخلي المسلمين عن الصلاة
وتركهم لصلاة الجماعة وغيرها من الأوامر (هم أمروا بالقتال مع المسلمين فلم يفعلوا )
ونحن أمرنا بطاعة الله ورسوله فلم نفعل
..
( فلنحذر من مخالفة امر الله ورسوله فكلما ازددنا تلبية وطاعة لله دل
على زيادة الإيمان والعكس صحيح فمن مظاهر ضعف الإيمان معصية الله تعالى .



• أعذار يأتي بها الذي لا يريد تنفيذ أمر الله ,
قيقول أحدنا : الناس.. الجيران .. فمن النساء من تدعي أن الزوج يرفض
أن ترتدي الحجاب, والله تعالى أعلم بما في القلوب وما تخفي النفوس
فيحاسب العبد على ما يخفيه في نفسه..

• ويستدل بهذه الآية على قاعدة ‏"‏ارتكاب أخف المفسدتين لدفع أعلاهما،
وفعل أدنى المصلحتين، للعجز عن أعلاهما‏"‏؛ ‏

بعض من الناس يستدل بهذه القاعدة
(دفع أعلى المفسدتين )أن يقوم الناس بأعراسهم بوضع جهاز الستيريو
للأغاني الدينية دفعا للمفسدة الكبرى والتي هي الموسيقى العادية ,
فبالطبع تسمية الأغاني بالدينية يرفضه العقل والنقل ,
فلا مجال للكلام هنا وليرجع القارئ لفتاوى العلماء الأثبات في هذا .
وأما ما يفعله البعض من اختيار لهذا النوع من
الأعراس بحجة دفع المفسدة الكبرى , هل هو حقا دفع لها
أم أنه يمكن دفع المفسدتين دون أدنى تعب , ولكنه الهوى
الذي يسيطر على القلوب وخوار الإيمان الذي جعلنا نخشى
الناس أكثر من خشيتنا له , والله مطلع على حالنا .
وأما من أجبر على مفسدة كبرى فلعله يجد سبيلا في اللجوء
إلى المفسدة الصغرى , لكن دون اعتقاد لحلِّ ما حرم الله عز وجل .



• كما ذكرَ سابقا , إذا أصيب إنسان
بضرّ أو بمصيبة فلا دافع لها لأن أمر الله نافذ لا محالة

(وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ
بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ
إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ"
رواه الترمذي ، وأحمد ،
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957.)


وفي رواية : لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم
وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من
أعمالهم ، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ،
فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،
ولو مت على غير هذا لدخلت النار
الراوي: أبي بن كعب و زيد بن ثابت المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5244
خلاصة حكم المحدث: صحيح


•محاسبة النفس وتنقيتها من مشابهة
أعمال الكفار وصفاتهم وتمييزها بصفات المؤمنين ,
وهذا يدل على أن الإيمان يرتفع أحيانا , وينقص أحيانا أخرى ,
فينقص ويضعف بالمعاصي ويرتفع بالطاعات فلننتبه....





إضافات من أخت فاضلة :

•المؤمن يرجو المغفرة أولا ثم ثواب الله وجنته

•إذا أصاب أحدنا البلاء والمصاب فلنعلم أنه بما كسبت أيدينا- ويعفو عن كثييير –
• الانتباه للمصائب وربطها بما نقوم به من معاصي وهذه والله
منة عظيمة لمن رزقه الله بها.

مثلا : يقيم أحدهم عرسا فيه من المعاصي ما فيه ثم يجد صعوبة
بعد في حياته الزوجية وإشكالات قد تؤدي للانفصال بادئ الأمر
و يقول له من حوله ( المؤمن مصاب ) تصبيرا !!!
وكان الأولى القول بأنه بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير

مثال آخر : متعامل بالربا حياته لا تنفك تصيبه المصائب
والبلاءات وعدم البركة و... وهو غافل عن ربط معصيته بما يصيبه

وكلنا أخية هذا الرجل تجدين من تشتكي عقوق أولادها وهي عاقة بداية لوالديها ....

الشاهد : لو استطاع كل منا تأمل حاله دائما ومحاولة الربط بين
المصائب وذنوبه ليستغفر ويتوب ويصبر ويحتسب ويحمد الله
أنه يصيبه ليطهره في الدنيا ,وهذه علامة محبة يغفل عن هذا المعنى كثير من الناس
ألا وهو : اعتقاد أن حتى البلاء والمصائب دليل محبة للعبد لأنه
يطهره بالأخففي الدنيا ولا يتركه ليذهب بحمل كل ذنوبه إليه نسأل الله العافية .

• (من رضي فله الرضا ومن تسخط فله السخط ولا تضروه شيئا)

"إنَّ عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ و إنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن
رضِيَ فله الرِّضا و من سخِطَ فلَهُ السُّخطُ"
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني -
المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 146
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن


{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} {الزمر 10}

• كل معصية هي من شعب الكفر كما
أن الطاعة هي شعبة من شعب الإيمان
وكلنا عنده منذا وذلك ( معاصي وطاعات ) وإذا غلبت المعاصي قرب
فاعلها لوصف الكفر ( ولا نقول المخرج عن الملة )
وإذا غلبت عليه الطاعات قرب لتحقق الإيمان الكامل على قدر تلبسه بالطاعات
وكلنا يختلف حالنا لذا فالإيمان يزيد وينقص ،
وعلى كل منا أن ينتبه فإذا عصى استغفر وعاد لحظيرة الإيمان
الكامل ما استطاع لذلك سبيلا .


كلنا هذا الرجل إذا قصرنا احتججنا وتعذرنا
والله يعلم السر وأخفى وهنا لابد من استحضار معنى المراقبة لله تعالى
ولذا من يقصر أو يعصي ويعترف بخطئه ويستغفر خير من عاصى مقصر
يحتج بأعذار ليسوغ سواد أفعاله
والمثل بمعصية آدم وإبليس يوضح ذلك المعنى
الشاهد لو عصينا أو قصرنا نعترف ونستغفر ولا نتعذر لأنه سمت لا يحبه الله
نسأل الله العافية .



** الإيمان بالقدر خيره وشره الركن السادس من أركان الإيمان
والرضا بالقدر والتسليم له دليل على سلامة الإيمان
فالمصائب من الله أقدار كونية وبلاءات لحكم وللمسلم
كفارات تصيبه ببعض ما اكتسب من الإثم ( فقط بعض )
وقال بعض أهل العلم : يستدل بقدر الله على المصائب ولا يستدل به على المعائب )
الشاهد : أن ما أصابك ما كان ليخطئك ومن مات لم يترك من أجله لحظة
ولا ترك رزقا من نفس_ هواء _ولا شربة من ماء ولا لقمة من طعام
( فما أصاب العبد ما كان ليخطئه أبدا ) ومن هنا يأتي التسليم والرضا
والدعاء بالصبر ونوال الأجر .


رد مع اقتباس