عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-04-2010, 06:23 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022


نظـــام الإرث



والمراحل التي مر بها




عـرَفَ العـربُ الإرث كسـبب مـن أسـباب الملكيـة ، وكانـوا يتوارثـون بشـيئين :
" النســب " ، و "الســبب "



وكان الذيـن يسـتحقون الميـراث " بالنسـب" : أي بالقرابـة هـم الأبنـاء الكبـار الذيـن يقاتلـون على الخـيل ويحملـون السـيوف ويحـوزون الغنيمـة ، وكانـوا يعطـون الميـراث الأكبـر فالأكبـر ، على مـا ذكـره الطبـري فـي تفسـيره ،

فـإن لـم يوجـد أحـد مـن الأبنـاء كـان المسـتحق أقـرب أوليـاء المتوفَّـى من العصـب ، كالأخ والعـم ونحوهمـا ،

وكانـوا لا يُوَرِّثُـون النسـاء ولا الصغـار ، ذكـورًا

كانـوا أو إناثـاً .




هنا



والذيـن يسـتحقون الميـراث "الميراث بالسبب "


فكانوا عن طريقين هما

التبني و الحلف


وعلي ذلك لم يكن هذا النظام عادلاً ولا صالحًا

، وظل هذا النظام قائماً حتى جاءالإسلام،وأبطل الله هذا النظام القائم على الجهل والظلم



فنسـخ الميـراث بالتبنـي ، قـال تعـالى :


مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍۢ مِّن قَلْبَيْنِ فِى جَوْفِهِۦ ۚ وَمَا جَعَلَ أَزْوَ‌ٰجَكُمُ ٱلَّـٰٓـِٔى

تُظَـٰهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَـٰتِكُمْ ۚ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَ‌ٰلِكُمْ قَوْلُكُم

بِأَفْوَ‌ٰهِكُمْ ۖ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِى ٱلسَّبِيلَ ﴿4﴾ ٱدْعُوهُمْ

لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوٓا۟ ءَابَآءَهُمْ فَإِخْوَ‌ٰنُكُمْ فِى


ٱلدِّينِ وَمَوَ‌ٰلِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌۭ فِيمَآ أَخْطَأْتُم بِهِۦ وَلَـٰكِن مَّا


تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًۭا رَّحِيمًا ﴿5﴾

سورة الأحزاب / آية : 4 ،5


ونسـخ الميـراث بالحلف




قال أبوداود في سننه


‏حَدَّثَنَا ‏ ‏عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،قال:‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ‏ ‏وَابْنُ نُمَيْرٍ ‏ ‏وَأَبُو أُسَامَةَ ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏زَكَرِيَّا ‏، ‏عَنْ ‏ ‏سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ‏، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ،‏عَنْ ‏ ‏جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ‏ ‏قَالَ :‏
‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


" لَا حِلْفَ فِي الْإِسْلَامِ ،وَأَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ،


لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً "


سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الفرائض / باب في الحلف / حديث رقم : 2925 / التحقيق : صحيح



الحِلْف بكسر المهملة وسكون اللام بعدها فاء : العهد



*شرح الحديث من عون المعبود بشرح سنن أبي داود




( لا حِلْف في الإسلام ) : بكسر الحاء المهملة وسكون اللام المعاهدة ، [ ص: 113 ] والمراد به هنا ما كان يفعل في الجاهلية من المعاهدة على القتال والغارات وغيرهما مما يتعلق بالمفاسد

( وأيما حلف ) : "ما" فيه زائدة

( كان في الجاهلية ) :

المراد منه ما كان من المعاهدة على الخير كصلة

الأرحام ونصرة المظلوم وغيرهما

( لم يزده الإسلام إلا شدة ) : أي تأكيدًا وحفظـًا على ذلك .

كذا في شرح المشارق لابن الملك قال القاضي : قال الطبري : لا

يجوز الحلف اليوم ، فإن المذكور في الحديث والموارثة به

وبالمؤاخاة كله منسوخ لقوله تعالى وأولو الأرحام بعضهم أولى

ببعض وقال الحسن : كان التوارث بالحلف فنسخ بآية المواريث

قلت : أما ما يتعلق بالإرث فنسخت فيه المحالفة عند جماهير العلماء ،

وأما المؤاخاة في الإسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى وإقامة الحق

فهذا باق لم ينسخ ،

وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة

وأما قوله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام فالمراد به حلف التوارث والحلف على ما منع الشرع منه والله أعلم .

كذا في شرح صحيح مسلم للنووي رحمه الله .




وقال في النهاية : أصل الحلف المعاقدة والمعاهدة على التعاضد

والتساعد والإنفاق فما كان منه في الجاهلية على الفتن والقتال

بين القبائل والغارات فذلك الذي ورد النهي عنه في الإسلام بقوله

صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام وما كان منه في الجاهلية

على نصر المظلوم وصلة الأرحام كحلف المطيبين وما جرى

مجراه فذلك الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : وأيما حلف كان

في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة يريد من المعاقدة على الخير

ونصرة الحق ، وبذلك [ ص: 114 ] يجتمع الحديثان ، وهذا

هو الحلف الذي يقتضيه الإسلام ، والممنوع منه ما خالف حكم

الإسلام ، وقيل المحالفة كانت قبل الفتح ، وقوله لا حلف في الإسلام ، قاله زمن الفتح . انتهى .




وقال ابن كثير بعد إيراد حديث جبير بن مطعم: وهذا نص في الرد

على من ذهب إلى التوارث بالحلف اليوم كما هو مذهب أبي حنيفة

وأصحابه ورواية عن أحمد بن حنبل ، والصحيح قول

الجمهورومالك والشافعي وأحمد في المشهور عنه ،


ولهذا قال تعالى :
{وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً }
النساء33

أي ورثة من قراباته من أبويه وأقربيه وهم يرثونه

دون سائر الناس . انتهى .



انتهى ما ورد في عون العبود بشرح سنن أبي داود