عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02-08-2011, 10:37 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

البدع وأقسامها
تعريف البدعة :
هي طريقة في الدين مُخْتَرَعةٍ ، تضاهي الشرعِيَّة ، يُقصَدُ بالسلوكِ عليها المبالغةُ في التعبُّدِ للهِ سبحانه . علم أصول البدع ... / ص : 24 .
" فمن أحدث شيئًا يتقرب به إلى الله تعالى من قولٍأو فعلٍ ، فقد شَرَعَ من الدين ما لم يأذن به الله ،فَعُلِمَ أنَّ كلَّ بدعةٍ من العبادات الدينية لاتكون إلا سيئة " .
علم أصول البدع/علي حسن علي عبد الحميد الحلبي الأثري / ص : 101 .
أقسام البدع :
أ ـ البدع الحقيقية . ب ـ البدع الإضافية .
أ ـ البدع الحقيقية :
قال العلامة الشاطبي في " الاعتصام " 1 / 286 :
" إن البدعةَ الحقيقيةَ هي التي لم يَدُل عليها دليلشرعيٌّ ؛ لا من كتابٍ ولا سنةٍ ، ولا إجماعٍ ، ولا استدلالٍ معتبرٍ عند أهل العلم ، لا في الجملةولا في التفصيل " ا.هـ
علم أصول البدع ... / ص : 147 .
وعليه ؛ فإن البدعة الحقيقية أعظمُ وزرًا ؛ لأنهامخالَفَةٌ مَحْضَةٌ ، وخروج عن السنةِ ظاهرٌ ؛كالقول بالقَدَرِ ،وإنكار تحريم الخمر ، ..... وما أشبه ذلك .علم أصول البدع ... / ص : 148 .
ب ـ البدع الإضافية :
البدعة الإضافية هي التي لها أصل من الدين ولكن أضيف إليها هيئات ، أو أزمنة ، أو ..... ،ليس من الدين .
فالبدعـة الإضافيـة لهـا شـائبتان :
إحداهما : لها من الأدلة مُتَعَلَّقٌ ، فلا تكون من تلك الجهةِ بدعةً .
والأخرى : ليس لها مُتَعَلَّقٌ ؛ إلا مثل ما للبدعةِ الحقيقيـة .
فالبدعة الإضافية بالنسبة إلى إحدى الجهتين سنةٌ ،لأنها مستندةٌ إلى دليلٍ ـ لكنه عام ـ وبالنسبةإلى الجهةالأخرى بدعةٌ ، لأنها مستندة إلى شبهةٍ ،لا إلى دليل ، أو غير مستندة إلى شيءٍ .
فالدليل عليها من جهة الأصل قائم ، ومن جهة الكيفيات أو الأحوال أو التفاصيل لم يَقُمْ عليها ، مع أنها محتاجةٌ إليه
علم أصول البدع ... / ص : 148 .

هذا وإن صاحب البدعة الإضافية يتقربُ إلىاللهِ تعالى بمشروعٍ وغيرِ مشروع ، والتقرب يجب أن يكون بمحضِ المشروع ، فكما يجب أنيكون العملُ مشروعًا باعتبار ذاته ، يجبُأن يكونَ مشروعًا باعتبار كيفيته ، كما يفيده
الحديث : قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم
" من عمل عملاً ليس عليه أمرُنا ؛ فهو ردٌّ " .مسلم .

قال الإمام مسلم في صحيحه:
وَحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي
عَامِرٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللَّهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ مَسَاكِنَ فَأَوْصَى بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ مِنْهَا قَالَ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"صحيح مسلم بشرح النووي - كِتَاب الْأَقْضِيَةِ - من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد – حديث رقم :1718.
فالمبتدع بدعةً إضافيةً قد خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا ، وهو يرى أن الكلَّ صالح .علم أصول البدع ... / ص : 152 / بتصرف يسير.


أمثلة البدع الإضافية
ـ تخصيص نصف شعبان بصيام وقيام :
فأصل الصيام مشروع وأصل القيام مشروع ولكن تخصيص هذا اليوم وليلته بعبادات معينة فهذا مما لا دليل عليه .

ـ عن سعيد بن المسيب : أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثرُ فيهما الركوع والسجود فنهاه .
فقال : يا أبا محمد ! يعذبني الله على الصلاة ؟ !
قال " لا ، ولكن يعذبُك على خلاف السنة " .
رواه البيهقي وغيره بسند حسن .

قال شيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ في إرواء الغليل : 2 / 236 ، بعد إيراده هذا الأثر :
" وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى ، وهو سلاحٌ قويٌّ على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسم أنها ذِكرٌ وصلاةٌ ! ! ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكـر والصلاة ! !وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك " . ا . هـ .
علم أصول البدع / للشيخ : علي حسن عبد الحميد / ص : 72 .
ـ عن عمر بن سلمة الهَمْدَاني ـ رحمه الله ـ قال " كنا نجلس على باب " عبد الله بن مسعود " قبل صلاة الغداةِ ، فإذا خرج مَشَيْنا معه إلى المسجد . فجاءنا " أبو موسى الأشعري " ، فقال : أَخَرَجَ إليكم " أبو عبد الرحمن " بعد ؟ قلنا : لا .فجلس معنا حتى خرج ، فلما خرج قمنا إليه جميعًا . فقال له " أبو موسى " يا " أبا عبد الرحمن "
إني رأيتُ في المسجد آنفًا أمْرًا أنكرتُهُ ! ولم أرَ والحمد لله إلا خيرًا
.
قال : فما هو ؟
فقال - أي أبي موسى : إنْ عشتَ فستراه .
قال أبو موسى : رأيتُ في المسجد قوْمًا حِلَقًا ،جلوسًا ، ينتظرون الصلاة ، في كل حلْقة رجل ،وفي أيديهم حصى فيقول : سبَّحوا مائة ،فيسبحون مائةً .
قال ـ أي : عبد الله بن مسعود - أبو عبد الرحمن ـ :
فماذا قلتَ لهم ؟

قال - أي : أبي موسى الأشعري : ما قلتُ لهم شيئًا
انتظارَ رأيك .

قال - ابن مسعود : أفلا أمرتَهم أن يَعُدُّوا سيئاتهم
وضَمِنتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟ !
ثم مضى ومضينا معه ، حتى أتى حَلْقةً من تلك الحِلَق ، فوقف عليهم فقال : ما هذا الذي أراكم تصنعون ؟

قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، حصى نَعُدُّ به التكبير والتهليل والتسبيح .
قال : فَعُدُّوا سيئاتكم ، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويْحَكُم يا أمة محمد ! ما أَسْرعَ هلكتكم ! هؤلاء صحابة نبيكم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ متوافرون وهذه ثيابه لم تَبْل ،وآنيته لم تُكْسَرْ ، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو مفتتحوا باب ضلالة ؟ ! ! !
قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير .
قال : وكم من مريد للخير لن يصيبه ، إن رسول الله
ـ
صلى الله عليه وسلم ـ حدثنا " إن قومًا يقرءون القرآن ، لا يجاوز تراقيهم ،يمرقون من الإسلام كما يمرقُ السهم من الرَّمِيَّة " .

" وايم الله " ما أدري لعلَّ أكثرهم منكم! ثم تولى عنهم ..فقال عمرو بن سلمة : فرأينا عامة أولئك الحِلَق يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج .
أخرجه الدارمي . وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة / مجلد رقم :5/حديث رقم : 5002 .
" وايم الله " : كلمة قسم . همزتها همزة وصل . المعجم الوجيز / ص :31 .


قال الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
وإنما عُنيتُ بتخريجه من هذا الوجه لقصة ابن مسعود مع أصحاب الحلقات ، فإن فيها عبرة لأصحاب الطرق وحلقات الذكر على خلاف السنة ، فإن هؤلاء إذا أنكر عليهم منكر ما هم فيه ، اتهموه بإنكار الذكر من أصله ! وهذا كفر لا يقع فيه مسلم ، وإنما المنكَر ما أُلصِق به من الهيئات والتجمعات التي لم تكن مشروعة على عهد النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وإلا فما الذي أنكره ابنُ مسعود ـ رضي الله عنه ـ على أصحاب تلك الحلقات ؟ ! إلا التجمع في يوم معين ، والذكر بعدد لم يرد ، وإنما يحصره الشيخ صاحب الحَلْقة ، ويأمرهم به من عند نفسه ، وكأنه مُشرِّع عن الله تعالى .
قال تعالى " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ ... " .
سورة الشورى / آية : 21 .
ـ زد على ذلك أن السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم فعلاً وقولاً إنما هي التسبيح بالأنامل .
* ومن الفوائد التي تؤخذ من الحديث ، أن العبرة ليست بكثرة العبادة ، وإنما بكونها على السنة ، بعيدة عن البدعة.
وقد أشار إلى هذا ابن مسعود بقوله :
" اقتصاد في سنة ، خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة " .
* ومن الفوائد أن البدعة الصغيرة بريدٌ إلى البدعة الكبيرة ، ألا ترى أن أصحاب الحلقات صاروا بعدُ مِنَ الخوارج الذين قتلهم الخليفة الراشد " علي بن أبى طالب " ؟
فهل من مُعْتَبِر ؟ نظم الفرائد : ج : 1 / ص : 211 .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-30-2020 الساعة 09:51 PM