عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-27-2011, 11:10 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي معاني العقيدة من خلال فريضة الحج .




معاني العقيدة من خلال فريضة الحج

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والـســـلام على أشرف
الأنبياء والمرسلين ـ نبينا محمد ـ وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: ففي الحج معان عظيمة، وحكم بالغة، ومنافع كثيرة،
كـمـا قال سبحانه: ((
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ))[الحج: 28]،
وفي هـذه الصفـحـات نورد جمـلـة مـن معاني العقيدة
ومسائل أصول الدين من خلال هذه الفريضة:

أولاً:التسليم والانقياد لشرع الله تعالى:


كم نحتاج ـ أخي القارئ ـ إلى ترويض عقولنا ونـفـــوسـنـا
كي تنقاد لشرع الله (تعالى) بكل تسليم وخضوع ،
كما قال (سبحانه): ((
فَلاوَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
))[النساء: 65].

فالحج خير مثال لتحقيق هذا التسليم ، فإنّ تنقل الحجاج بـيـن المـشاعر ،
وطوافهم حول البيت العتيق ، وتقبيلهم للحجر الأسود ، ورمي الجمار...
وغيره كـثـيـر: كل ذلك أمثلة حية لتحقيق هذا الانقياد لشرع الله (تعالى) ،
وقبول حكم الله (عز وجل) بـكـل انـشـــراح صدر ، وطمأنينة قلب.

لـقــد دعا إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل (عليهما الصلاة والسلام) فقالا: ((
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً
مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
))[البقرة: 128].
لقد دعوا لنفسيهما ، وذريتهما بالإســـــلام ،
الذي حقـيقـته خضوع القلب وانقياده لربه المتضمن لانقياد الجوارح.
ورضـي اللـه عـن الفـاروق عمـر إذ يقـول عن الحجـر الأسود
: »إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك« (1).

يقول الحافظ ابن حجر:
» وفي قول عمر هذا التسليم للشارع فـي أمور الدين ،
وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها ، وهو قاعدة عظيمة في اتباع الـنـبــي -صلى الله عليه وسلم-
فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه« (2).

ويقــول قوام السنة إسماعيل الأصفهاني (رحمه الله):
»ومن مذهب أهل السنة: أن كل ما سمـعـه المرء من الآثار(3) مما لم يبلغه عقله ،
فعليه التسليم والتصديق والتفويض والرضا ، لا يتصرف في شيء منها برأيه وهواه« (4).


ويقول ابن القيم (رحمه الله):
»إن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم،
وعـــــدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع ،
ولهذا لم يحك الله (سبـحـانـه) عن أمة نبي صدقت نبيها وآمنت بما جاء ،
أنها سألته عن تفاصيل الحكمة فيما، ونـهـاهـــا عنه،
وبلغها عن ربها، بل انقادتْ، وسلمتْ، وأذعنت،
وما عرفت من الحكمة عرفته، ومــــا خفي عنها لم تتوقف في انقيادها وإيمانها واستسلامها بسبب عدم معرفته ،
وقد كانت هذه الأمة التي هي أكمل الأمم عقولاً ومعارف
وعلوماً لا تسأل نبيها لِمَ أمر الله بذلك؟ ولِمَ نـهـى عـــــــن ذلك؟
ولِمَ فعل ذلك؟ لعلمهم أن ذلك مضاد للإيمان والاستسلام« (5)



يتبــــــــــ إن شـاء الله
ـــــــــع
__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم




رد مع اقتباس