عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-29-2010, 04:26 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023


الاستقامة
سبق التنبيه على حرمة
شهر الله المحرم
وتحريم الظلم فيه وفي سائر الأشهر الحرم
وتحريم الظلم يستلزم الاستقامة
فمن ظلم النفس معصية الله
" قل ربي الله ثم استقم "
الاستقامــة يراد بها التمسك بالإسلام عقيدة وعملاً وسلوكاً
وفي هذا الزمن اشتهر مصطلح الالتزام للتعبير به عن
الاستقامــة على الدين
الالتزام : هو ملازمــة الشيء والمداومـة عليه ولا
مشاحــة في الاصطلاح إذا عرف
إلا أن التعبير بالاستقامــة هو الأفضـل لأنـه
المصطلح الشرعي

الوارد في كلام الله تعالى وكلام رسوله
صلى الله عليه وسلم .

أمر الله تعالى نبيه بالاستقامة وهو أمر له
عليه الصلاة والسلام ولأتباعه
فقال جل من قائل:
"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
هود : 112
وقال سبحانه وتعالى
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً
بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (14)
الأحقاف 13 ،14
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره
أي: إن الذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية
والتزموا طاعته وداموا على ذلك،

و ( اسْتَقَامُوا) مدة حياتهم ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)
من كل شر أمامهم، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما
خلفوا وراءهم.
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) أي: أهلها الملازمون لها
الذين لا يبغون عنها حولاً ولا يريدون بها بدلاً
( خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
من الإيمان بالله المقتضي للأعمال الصالحة
التي استقاموا عليها
ا.هـ
وكذلك حض ووصى صلى الله عليه وسلم على الاستقامة


قال ابن ماجه في سننه

حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني،
قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ،
عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري،
أن سفيان بن عبد الله الثقفي قال :قلت :
يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال :
" قل ربي الله ثم استقم "
قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال
" هذا"
سنن ابن ماجه /تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الفتن /
باب كف اللسان في الفتنة/حديث رقم :3972 /
التحقيق : صحيح
وورد في معنى الاستقامــة

قال صاحب تحفة الأحوذي شرح الترمذي
في
كتاب: الزهد عن رسول الله /باب :ما جاء في حفظ اللسان
‏هو لفظ جامع لجميع الأوامر والنواهي , فإنه

لو ترك أمرًا أو فعل منهيًا ،فقد عدل عن الطريق

المستقيمة حتى يتوب ،ومنه
قوله تعالى
{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ...}(1)
فإن من رضي بالله ربًا يؤدي مقتضيات الربوبية
ويحقق مراضيه ويشكر نعماءه
‏ا.هـ
(1)

"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)"
فصلت : 30
وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
الاستقامــة
"كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله
على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد..
وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات"
ا.هــ
الأصل في الإنسان الهداية وحب الخير
فقد خلق الله الناس لعبادته
قال تعالى
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
الذاريات: 56
وجعل نفوسهم مفطورة على ذلك وحبب إليهم الإيمان
وخصال الخيروكره إليهم الكفر والفسوق
والعصيان، قال تعالى:
"وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَوَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَوَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ "
[الحجرات: 7 ]
قال أبو داود في سننه
حدثنا القعنبي ،عن مالك ،عن أبي الزناد ،
عن الأعرج ،عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه
وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء
هل تحس من جدعاء"
قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير ؟
قال : "الله أعلم بما كانوا عاملين"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب السنة /
باب في ذراري المشركين/ حديث رقم : 4714 /
التحقيق : صحيح


فعلى المؤمن أن يبذل وسعه لتحري
سبل الهداية والاستقامـة
وأن يحذر من موانعها التي يخوف بها الشيطان
كثيراً من الناس
وخاصة في الأشهر الحرم


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 12-09-2010 الساعة 04:52 AM