وتحريم الظلم فيه وفي سائر الأشهر الحرم
وتحريم الظلم يستلزم الاستقامة
الاستقامــة يراد بها التمسك بالإسلام عقيدة وعملاً وسلوكاً
وفي هذا الزمن اشتهر مصطلح الالتزام للتعبير به عن
الالتزام : هو ملازمــة الشيء والمداومـة عليه ولا
مشاحــة في الاصطلاح إذا عرف
إلا أن التعبير بالاستقامــة هو الأفضـل لأنـه
الوارد في كلام الله تعالى وكلام رسوله
أمر الله تعالى نبيه بالاستقامة وهو أمر له
عليه الصلاة والسلام ولأتباعه
"فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13)
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " (14)
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره
أي: إن الذين أقروا بربهم وشهدوا له بالوحدانية
والتزموا طاعته وداموا على ذلك،
و ( اسْتَقَامُوا) مدة حياتهم ( فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)
من كل شر أمامهم، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) على ما
(أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ) أي: أهلها الملازمون لها
الذين لا يبغون عنها حولاً ولا يريدون بها بدلاً
( خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
من الإيمان بالله المقتضي للأعمال الصالحة
وكذلك حض ووصى صلى الله عليه وسلم على الاستقامة
حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان العثماني،
قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ،
عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري،
أن سفيان بن عبد الله الثقفي قال :قلت :
يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال :
قلت: يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي ؟
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال
سنن ابن ماجه /تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الفتن /
باب كف اللسان في الفتنة/حديث رقم :3972 /
قال صاحب تحفة الأحوذي شرح الترمذي
كتاب: الزهد عن رسول الله /باب :ما جاء في حفظ اللسان
هو لفظ جامع لجميع الأوامر والنواهي , فإنه
لو ترك أمرًا أو فعل منهيًا ،فقد عدل عن الطريق
{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ...}(1)
فإن من رضي بالله ربًا يؤدي مقتضيات الربوبية
ويحقق مراضيه ويشكر نعماءه
(1)
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)"
وقال ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين
"كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين وهي القيام بين يدي الله
على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد..
وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات"
الأصل في الإنسان الهداية وحب الخير
فقد خلق الله الناس لعبادته
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وجعل نفوسهم مفطورة على ذلك وحبب إليهم الإيمان
وخصال الخيروكره إليهم الكفر والفسوق
"وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَوَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَوَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ "
حدثنا القعنبي ،عن مالك ،عن أبي الزناد ،
عن الأعرج ،عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه
وينصرانه كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء
قالوا: يا رسول الله أفرأيت من يموت وهو صغير ؟
قال : "الله أعلم بما كانوا عاملين"
سنن أبي داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب السنة /
باب في ذراري المشركين/ حديث رقم : 4714 /
التحقيق : صحيح
فعلى المؤمن أن يبذل وسعه لتحري
وأن يحذر من موانعها التي يخوف بها الشيطان