عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-30-2016, 06:19 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
يَرَوْنَ ذُنوبَهم كالجِبَالِ

كانوا يَرَوْنَ ذُنوبَهم كالجِبَالِ تُوشِك أن تَقْضِيَ عليهم
قال المسيب بن حَزْن
- لَقِيتُ البراءَ بنَ عازبٍ رضي الله عنهما ، فقلتُ : طُوُبَى لك ، صَحِبْتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وبايعْتَه تحتَ الشجرةِ ، فقال : يا ابنَ أخي ، إنك لا تَدْري ما أحدَثْنا بعدَه.
الراوي : المسيب بن حَزْن | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 4170 | خلاصة حكم المحدث : صحيح-

*شرح الحديث
كان الصَّحابةُ رضِي اللهُ عنهم يُحاسِبون أنفسَهم، ويَتَّهِمُونها بالتَّقصيرِ، ويُشْفِقُون مِن حِسابِ الله يومَ القِيامَةِ، فكانوا يَرَوْنَ ذُنوبَهم كالجِبَالِ تُوشِك أن تَقْضِيَ عليهم، وفي هذا الحديثِ مِثالٌ على ذلك؛ فإنَّ أحدَ التابعين وهو المُسَيِّبُ بنُ حَزْنٍ لَقِيَ البَرَاءَ بنَ عَازِبٍ رضِي اللهُ عنه فقال له: طُوبَى لك، وطُوبَى في الأصلِ شَجَرَةٌ في الجنةِ، وتُطْلَقُ ويُرَادُ بها الخيرُ أو الجنةُ أو أَقْصَى الأُمْنِيَّةِ، وقِيل: هي مِن الطِّيبِ، أي: طَابَ عَيْشُكَ فهَنِيئًا لك، صَحِبْتَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبايَعْتَه تحتَ الشَّجرةِ، وعلى الرَّغْمِ مِن هذه المَنْزِلَةِ العظيمةِ مِن صُحْبَةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومُبايَعَتِه إيَّاه تحتَ الشَّجرةِ ودُخولِه في ثَناءِ الله تعالى على أصحابِ الشجرةِ، إلَّا أنَّه قال له: يَا بْنَ أَخِي، وهي على عادَةِ العَرَبِ في المُخَاطَبَةِ، أو أراد أُخُوَّةَ الإسلام، «إنَّك لا تَدْرِي ما أَحْدَثْنَا بَعْدَه»، أي: لا تَعْلَم الذي فَعَلْنا بعدَ كلِّ هذا الفضلِ، وهذا مِن تَواضُعِه واتِّهامِه لِنَفْسِه ومُحاسَبَتِه لها رضِي اللهُ عنه.
الدرر السنية

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 07-30-2016 الساعة 08:09 PM
رد مع اقتباس