الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 01-19-2019, 12:29 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة الثامنة عشرة:

"ما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر"
...............، ومَنْ يَتصبَّرْ يُصبِّرْهُ اللهُ ، وما أُعطِىَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسَعَ من الصبْرِ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 5819 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |


🚧 إنَّ الحياة مليئة بالمنغصات والمكدرات، والإنسان فيها كما قال عنه خالقه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4].

❓فما القوة التي يمكنه أن يواجه بها مصاعب الحياة، وكبد الزمان، ونوائب الدهر؟!

☀ الصبر وحده هو الذي يُشع للمسلم النورَ العاصم من التخبط، والهداية الواقية من القنوط.

🌱 إنَّ الصبر علاج شرعي، تكرر الحديثُ عنه في القرآن في أكثر من تسعين موضعًا.

💡وبالصبر والاحتساب: تخف وطأة البلاء، بل وربما انتقل العبد منها إلى درجة أخرى من درجات العبودية، وهي درجة: الرضا عن الله، وقد يرتفع أكثر لينتقل إلى عبودية الشكر على ما قضاه الله وقدره، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

📍إنَّ الصبر يعتمد على حقيقتين خطيرتين:

🔻أما الأولى: فتتعلق بطبيعة الحياة الدنيا؛ فإنَّ الله لم يجعلها دار جزاء وقرار، بل جعلها دار تمحيص وامتحان.. وامتحان الحياة ليس كلامًا يكتب، أو أقوالًا توجّه، إنه الآلام التي قد تقتحم النفسَ، وتفتح إليها طريقًا من الرعب والحرج.

🔻وأما الحقيقة الأخرى فتتعلق بطبيعة الإيمان: فالإيمان صلة بين الإنسان وبين الله -عز وجل-، لابد أن تخضع صلتُه للابتلاء الذي يمحصها، فإما كشفَ عن طيبها، وإما كشف عن زيفها:

🔅 {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:2-3].

🏆 وإنما كان الصبر أعظم العطايا: لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته، وكل حال من أحواله تحتاج إلى صبر؛ فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله، حتى يقوم بها ويؤديها، وصبر عن معصية الله حتى يتركها لله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخطها، بل صبر على نعم اللّه ومحبوبات النفس، فلا يدع النفس، تمرح وتفرح الفرحَ المذموم، بل يشتغل بشكر اللّه، فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر، وبالصبر ينال الفلاح.

والسؤال: كيف لي أن ألحق بركب الصابرين؟

لقد بيّن ذلك النبي -ﷺ- في نفس الحديث الذي وردت فيه هذه القاعدة فقال: "ومن يتصبّر يصبّره الله" أي: يطلب توفيق الصبر من الله؛ كما قال -تعالى-: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل:127]،

أو يأمر نفسَه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه، فمن يفعل ذلك الاجتهاد والطلب: "يصبّره الله" أي: يسهل عليه الصبر.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار وتصرف يسير)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-19-2019 الساعة 12:35 AM
رد مع اقتباس