الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 01-03-2019, 01:35 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة الخامسة عشرة:

"إنَّما الناس كالإبل المائة"

📌 هذه من القواعد المحكمة التي دلَّ عليها قول النبي -ﷺ-: " إنَّما النَّاسُ كالإبلِ المائةِ ، لا تكادُ تجِدُ فيها راحلةً
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6498 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

💡 والمعنى: أن المتميّز ومن يصلح للقيادة والتأثير نادرٌ في الناس مع كثرة عددهم، ومع كثرة مَن يدّعي ذلك أيضًا، وهذا كحال الإبل في كثرتها، ومع ذلك فالنجائب والرواحل فيهن قلائل.

🔆 ومن تأمل القرآن الكريم؛ وجد آيات عديدة تؤكد هذا المعنى العام، ففي عشرات الآيات نجد الحديث عن أكثرية الضالين، وأكثرية الذين لا يُعمِلون عقولهم فيما ينفعهم، وقلة الشاكرين...

💬 قال القرطبي: «الذي يناسب التمثيل: أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحمالات عنهم، ويكشف كربهم؛ عزيز الوجود، كالراحلة في الإبل الكثيرة»

🚨 ثم هاهنا وقفات عدّة:

❶ أن على الدعاة والمربين الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة؛ إذ هم قليلٌ في الناس، عزيزٌ وجودهم، وأثر استجابتهم للدعوة لا يقاس بأثر غيرهم..

❷ حين يدرك الداعية والمربي هذا المعنى يدعوه ذلك لأن يكون واقعيًا فيما يطلبه من الناس وينتظره منهم؛ فالناس لن يكونوا كلهم رواحل، ولا يسوغ أن نرسم صورة مثالية وننتظر من الناس جميعًا أن يصلوا إليها.

❸ ليس معيار الاختلاف بين الناس قاصرًا على القدرات العقلية والذهنية وحدها؛ فهم يتفاوتون في تحمّلهم للأعباء، وفي جدّيتهم، وفي تضخيمهم للمخاطر، وفي قدراتهم النفسية .. إلى آخر هذه العوامل، وهي كلها مما لا بد من أخذه في الاعتبار.

❹ إدراك هذا المعنى يجعل المسلم عالي الهمة، متطلّعًا للمزيد، ينظر في العلم والصلاح إلى من هو فوقه، ولا ينظر إلى من هو دونه.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫
رد مع اقتباس