الموضوع: قواعد]_نبوية
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 01-02-2019, 12:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


🌟القاعدة الرابعة عشرة:

"البِرُّ حسن الخلق"

اانَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ البرِّ والإثمِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ البرُّ حسنُ الخلقِ والإثمُ ما حاكَ في نفسِك وَكرِهتَ أن يطَّلعَ عليهِ النَّاسُ
الراوي : النواس بن سمعان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2389 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |
الراوي : النواس بن سمعان | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد

الصفحة أو الرقم: 226 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

📌هذه القاعدة العظيمة، من القواعد التي جمعت الخير فأوعت، فسبحان من ألهم نبيه جوامع الكلم هذه!

💡وأصل البرّ: التوسع في فعل الخير.. فالبرّ من الله: الثواب، ومن العبد: الطاعة، وقد يستعمل في الصدق وحسن الخلق؛ لأنهما من الخير المتوسع فيه.

🔖 عند التأمل: نرى أن حسن الخلق هنا يعم أمرين اثنين يجمعان الدين كله! وهما:

1- حُسْنُ الخلق مع الله -تعالى-، ولا يتحقق إلا بتحقيق أركان الإسلام والإيمان.

2- ثم حُسْنُ الخُلق مع خَلق الله -تعالى-، يدخل في هذا كل مخلوقات الله؛ من إنسٍ وجنّ، وحيوان، وجماد -كبيوت الله تعالى-.

🌟 بهذا نعلم السر الذي جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع البر الواسع في حسن الخلق.

🔆 إن حسن الخلق إذا كان مطلوبًا من جميع المسلمين؛ فهو من الدعاة إلى الله -تعالى- والعلماء أكثر إلحاحًا؛ فهم أصحاب رسالة ودعاة هدى، والفِطَرُ مجبولة على التأثر بالفعل أكثر من القول، ولهذا كان من حكمة الله -تعالى- أن يكون النبي من قومه، ويبعث بعد عدة عقود من الزمان؛ ليظهر للناس خُلُقه قبل النبوة، فكيف به بعدها!

🔅 وأحدُ الأسرار في هذا الأمر: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه ربط كمال الإيمان بحسن الخلق فقال: " إنَّ أكملَ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا ، و إنَّ حُسْنَ الخُلُقِ ليبلغُ درجةَ الصومِ و الصلاةِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة

الصفحة أو الرقم: 1590 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

🔅وقال -حينما سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة-: " سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ما أكثرُ ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ ؟ قال : تقوَى اللهِ ، وحُسْنُ الخُلُقِ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الموارد

الصفحة أو الرقم: 1615 | خلاصة حكم المحدث : حسن


❓وههنا سؤال يطرح نفسه: كيف أُحصّل حسن الخلق هذا؟ فيقال:

«حُسن الخلق تارة يحصل بكمال الفطرة منحةً من الخالق.. وتارة يحصل بالاكتساب، وذلك بالرياضة -وهي حمل النفس على الأعمال الجالبة للخلق المطلوب-... إلا أنه لا ينبغي أن يطلب تأثير ذلك في يومين أو ثلاثة! وإنما يؤثر مع الدوام، كما لا يُطلب في النمو علو القامة في يومين أو ثلاثة، وللدوام تأثير عظيم».

🕌 ثم يقول -ﷺ- [في حديث القاعدة نفسه]: "والإثم ما حاك في نفسك، وكرهتَ أن يطلع عليه الناس"

وسبحان الله! ما أشد توافق الوحيين قرآنًا وسنة؟ فأنت حين تقرأ هذه الجملة؛ تشعر وكأنها تفسيرٌ عمليّ وتطبيقيّ لقوله -سبحانه-: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة:14].

📌وأختم حديثي في هذه القاعدة النبوية: بأن أنبه إلى أن من أهل الفسق والفجور من أصبحت الآثام لا تحيك بنفوسهم، ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس، بل بعضهم يتبجح! ويُخبر بما يصنع من الفجور والفسق!

⚠ فالتوجيه في هذا الحديث لا يتوجه إلى مثل هؤلاء! ولكن الكلام مع الرجل المستقيم؛ فإنه إذا همَّ بسيئة حاك ذلك في نفسه، وكره أن يطّلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي -عليه الصلاة والسلام- إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.

اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

💫من كتاب: قواعد نبوية- أ.د.عمر المقبل (باختصار)💫

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-02-2019 الساعة 12:35 AM
رد مع اقتباس