عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-31-2010, 05:25 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

توطئة

إن حفــظ الســنة مـن حفــظ القـــرآن
قـال تعالـى :
" إِنَّـا نَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ "
سورة الحجر / آية : 9 .
فالله عـز وجـل قـد يسَّـرَ لكتابـه مـن
الدواعـي المُلزمـة بحفظــه ،
وقدر لـه مـن الأسـباب القاضيـة بحراسـته ،
مـع إحاطتـه بعنايتـه وإرادتـه ما عصمـه
الله بـه مـن الضيـاع والفقـد ، والزيـادة
والنقـص ، والتحريـف والتبديـل .
أمـا السـنة النبويــة المطهـرة
فهـي محفوظـة فـي جملتهـا بحفـظ الله
عـز وجـل ،
لـم يُضِـعْ منهـا شـيء ، ذلـك لأن إرادة الله
سـبحانه وتعالـى
حفـظ الذكـر تقتضـي أيضًـا حفـظ السـنة ،
لأنها مبينـة لـه ،
ففيها شـرح مقاصـده ، وتفصيـل مجملـه ،
وتخصيـص عمومـه ، وتقييـد مطلقـه ،
والدليـل على منسـوخه ،......
قـال تعالـى :
" ... وَأَنزَلْنَـا إِلَيْـكَ الذِّكْـرَ لِتُبَيِّـنَ لِلنَّـاسِ
مَـا نُـزِّلَ إِلَيْهِـمْ وَلَعَلَّهُـمْ يَتَفَكَّـرُونَ " .
سورة النحل / آية : 44
فضيـاع السـنة إذن ـ بغيـر شـك ـ ضيـاع
لجملـة مـن الديـن
ولقـد حـاول بعـض المفسـدين لأسـباب مختلفـة ،
أن يدسـوا فـي السـنة مـا ليـس منهـا ،
فحدَّثـوا كذبًـا علـى رسـول الله ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،
وتقوَّلـوا عليـه مـا لـم يقـل ، فوضعـوا ألوفًـا
مـن الأحاديـث المكذوبـة علـى لسـانه ،
ولكـن شـاء الله تبـارك وتعالـى أن يحفـظ
لهـذه الأمـة دينهـا ،
فقيـض للسـنة رجـالاً أفـذاذًا مـن خيـرة
المسـلمين دينًـا وأمانـة وكفـاءة ، فوضعـوا
أدق المناهـج العلميـة وأعظـم القواعـد
النقديـة التـي يتميـز بهـا الحديـث
الصحيـح مـن غيـره ،
ثـم عكـف هـؤلاء الأئمـة الأفـذاذ علـى جمـع
الحديـث وطلـب أسـانيده ، وقامـوا بتدوينـه ،
ونقـد رجالـه ، وتمحيـص متونـه ،
وأقامـوا صرحـًا شـاهقًا مـن العلـوم
والمؤلفـات الحديثيـة ،
فألَّفـوا فـي صحيحـه ، وضعيفـه ، وعللـه ،
ورجالـه ، وطبقـات رواتـه ، وسـائر
فنونـه التـي تُيَسِّـر للباحـث التمييـز
بيـن مـا يصـح نسـبته إلـى النبـي ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومـا لا يصـح
نسـبته إليـه .
والناظـر بعيـن الإنصـاف إلـى هـذه
المؤلفـات الكثيـرة القيمـة ـ
فـي فنـون الحديـث وعلومـه ـ يـدرك أنـه
لـم يتوفـر لشـيء مـن الكتـب علـى وجـه
الأرض بعـد كتـاب الله عـز وجـل
ما توفـر للسـنة النبويـة
مـن منهـج دقيـق ، وتطبيـق واع ، وصـدقٍ
بالـغ ، وإتقـان كامـل ، وحـرص شـديد
علـى حفظهـا وصيانتهـا .
ولا يفوتنـي عندئـذ أن أنبـه علـى ضـرورة
أن يتحـرى
المسـلمون فـي روايـة الحديـث والاسـتشـهاد
بـه ، أو اسـتخدامه فـي الوعـظ والتعليـم ،
وغيـر ذلـك ،
فـلا يذكـروا علـى لسـان النبـي ـ صلى الله
عليه وعلى آله وسلم ـ
إلا مـا يسـتوثقون مـن قبولـه وعـدم رده ،
ويتأكـدون مـن توثيـق أهـل العلـم لإسـناده .
......................................
أصل المعلومة مقتبس من
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف


يتـــبع


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-07-2016 الساعة 01:04 AM