عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 07-05-2018, 03:44 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
5 ـ اعلَم ـ هُدِيتَ ـ أَنَّ أفضلَ المِنَنْ * عِلمٌ يُزيلُ الشَّكَ عَنْكَ والدَّرنْ

6 ـ وَيكْشِفُ الحقَّ لذي القلوبِ * وَيُوصِلُ العَبْدَ إلى المَطْلوبِ
إن الله عز وجل امتن على عباده بنعم كثيرة ، ومن أفضل وأعظم ما مَنَّ الله تعالى به على عبده هو العلم النافع . لذا قال الناظم :
اعلَم هُدِيتَ :هذه الجملة مشتملةعلى: " التحريض " وهو قوله " اعلَم " ، ومشتملة أيضًا على " الدعاء " وهو قوله " هُديتَ " ، أي اعلم هداك الله .
هُدِيتَ : دعاء له بالهداية ، وهي التوفيق .
فإذا اجتمع هذان الأمران في خطاب ، فهو مبالغة في الحث والتحريض .
والدعاء لطالب العلم بالتوفيق والخير فيه تأليفٌ لقلوب الطُّلاب على مشقة العلم والصبر على تحصيله ، وهو من أخلاق العلماء ، ودعاء العالم الصالح من مظان الإجابة . والأصل فيه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابن عباس ـ رضي الله عنهما " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل".
* ..... عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أنه سكب للنبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وَضوءًا عند خالته ميمونة فلما خرج قال " من وضع لي وَضوئي ؟ "

قالت : ابن أختي يا رسول الله ، قال " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " .
أخرجه الطبراني ، وصححه الشيخ الألباني في : سلسلة الأحاديث الصحيحة / ج : 6 / حديث رقم : 2589 / ص : 173 .
أفضلَ المِنَنْ : أي : أحسن النعم التي وهبها الله للعبد بعد نعمة الإيمان .و " المنن " مِنَّة وهي النعمة ، مَنَّ اللهُ عليَّ بكذا ، أي أنعم عليَّ بكذا .
قال تعالى" لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ " .سورة آل عمران / آية : 164 .
أي : أنْعَم . وإذا قلتَ " منَّ " عني بكذا معناه : قطع .
عِلمٌ يُزيلُ الشَّكَ عَنْكَ والدَّرنْ :قام الناظم هنا ببيان منزلة العلم ، وأن العلم نعمة من النعم التي ينعم الله بها على عباده ، وقد جاءت النصوص متواترة في بيان فضل العلم ، ومكانته ، ومنزلته ، منها قوله سبحانه :
" هلْ يَستَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ " .سورة الزمر / آية : 9 .منظومة القواعد ... / شرح : عبيد الجابري / بتصرف .
وضابط العلم النافع هو : إنه يزيل عن القلب شيئين :
الشك والدرن .
العلم هو : إدراك الشيء على ما هو عليه في الواقع .
الشك هو : التردد ، وضده اليقين ، والمراد به مرض الشبهات .
والدرن هو : القّذَرُ وزنًا ومعنى ، والمراد به هنا مرض الشهوات .
والمرض قسمان : حسي ، ومعنوي .
أما الحسي : فهو اعتلال البدن بالأمراض .
والمعنوي نوعان :
مرض الشبهات: وهي الأباطيل التي تُشبه الحق ، سُميت بذلك لشبهها بالحق ، ومنه قوله تعالى " هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنا وَما يذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ " .سورة آل عمران / آية : 7 .
2 ـ مرض الشهوات (1) : وهي الغرائز المحرمة كالزنا .
( 1 ) الشهوة : المقصود بها هنا : حب المعاصي .

ومنه قوله تعالى " فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ " .سورة الأحزاب / آية : 32 .
وقد يجتمعان في العبد ، وقد ينفرد أحدهما .
فضابط العلم النافع هو ما أزال عن القلب : الشبهة ، والشهوة . لأن الشبهات تورث الشك ،وأما الشهوات فتورث درن القلب وقسوة القلب ، وتثبيط البدن عن الطاعات .
فإذا أزال العلم النافع الشبهة والشهوة حل محل الأول اليقين الذي هو ضد الشك ، وحل محل الثاني الإيمان التام الذي يوصل العبد إلى المطلوب من رضا الله ـ عز وجل ـ ، وكلما ازداد الإنسان علمًا حصل له كمال اليقين وكمال الإرادة وكمال الخشية ، قال تعالى "إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماءُ ".سورة فاطر / آية : 28 .
وإذا كان العلم بهذه المنزلة وبهذه المثابة فإنه ينبغي للإنسان أن يحرص على طلبه وأن يستزيد من طلب العلم ،وكذلك لم يسأل النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ المزيد من شيء إلا من العلم كما أمره ربه سبحانه، قال تعالى "وَقل رَّبِّ زِدْني عِلْمًا"سورة طه / آية : 114 .
القواعد الفقهية ... / خالد الصقعبي / بتصرف .
فما العلاج ؟ !
مرض الشبهات : يعالج باليقين (1) .
( 1 ) باليقين : أي بالعلم ليتضح الحق الذي يؤدي إلى اليقين.
ومرض الشهوات : يعالج بالصبر (2) .
( 2 ) بالصبر : أي بالصبر عن المعصية ، والصبر على الطاعة
وبهما تُنالُ الإمامةُ في الدين ؛ قال تعالى"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " .سورة السجدة / آية : 24 . وجمع الله بينهما في قوله تعالى" إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ". سورة العصر / آية : 3 .
فالحق يدفع الشبهات ، والصبر يكف عن الشهوات . فضابط العلم النافع : هو العم الذي يزيل عن صاحبه الشبهات والشهوات .
ودرجات اليقين ثلاثة : كل واحدة أعلى من الأخرى : علم اليقين ، وعين اليقين ، وق اليقين .
فعلم اليقين : كعلمنا الآن الجنة والنار .
وعين اليقين : إذا ورد الناس القيامة . قال تعالى "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ* وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ " .سورة الشعراء / آية : 90 ، 91 . فرأَوهما قبل الدخول .
وحق اليقين : إذا دخلوهما. الدرة المرضية شرح منظومة / ص : 32 .
وثمرة العلم النافع : أن يكشف الحق لذي القلوب ويوصل العبد إلى المطلوب ، من رضا الله .

لذا قال الناظم :
6 ـ وَيكْشِفُ الحقَّ لذي القلوبِ* وَيُوصِلُ العَبْدَ إلى المَطْلوبِ
يكْشِفُ : أي يظهر ويُبرِز .
الحقَّ : هو الثابت واللازم من العلم النافع ـ وضده الباطل وهو الزائل .
لذِي القلوبِ : الأصل أن يقالَ : لذوي القلوب بالجمع ، لكن مراعاة الوزنِ يوقعُ في هذه المضايق .
لذِي القلوبِ : أي لأصحاب القلوب الواعية ، لأن القلوب قسمان : قلوب واعية وهي المستعدة لقبول الحق ، وقلوب منكوسة وهذه لا يصل إليها من الحق شيئًا ، أعمتها الأهواء والفتن حتى أصبحت لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا إلا ما أُشربت من الهوى .
القواعد الفقهية شرح : عبيد الجابري .منظومة القواعد ... / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم .
والمراد بذوي القلوب : أصحاب العقول ، والقلب يطلقُ على العقل ، كقوله تعالى" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكرَى لِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ ... " .سورة ق / آية : 37 .
أي : عقل ؛ لأن القلب محل الفهم والإدراك ، كما قال تعالى "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا " . سورة الأعراف / آية : 179 .
فأُضيف كل عمل إلى آلته وأداته .
وَيُوصِلُ العَبْدَ : أي يُبْلِغُه . والعبد يطلق على ثلاثة معانٍ ؛ كما ذكره الراغب الأصفهاني :

1 ـ عبدٌ بحكم الشرع : وهو الإنسان الذي يصحُّ بيعه ، ويُقابله الحُرُّ ، ومنه قولُه تعالى "وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ" . سورة البقرة / آية : 178 .
2 ـ عبدٌ بالإيجاد : وهو كل من أوجده اللهُ تعالى ، فيشمل المخلوقات جميعًا ، كما قال تعالى "إن كُلُّ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ".سورة مريم / آية : 93 .
3 ـ عبدٌ بالطاعة والعبادة ، وهو نوعان :
أ ـ عبدٌ لله تعالى : وهذه عبودية شرف ، ومنه قوله تعالى " وَعِبادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا" . سورة الفرقان / آية : 63 .
ب ـ عبدٌ لغير الله : وهذه عبوديةُ ذِلَّةٍ ومَهانةٍ ، ومنه الحديث : تَعسَ عبد الدينار .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " تعس عبدُ الدينار والدرهم والقطيفة والخميصةِ إن أُعطِىَ رضيَ ... ، وإن لم يُعْطَ لم يرض " .
صحيح البخاري . متون / ( 56 ) ـ كتاب : الجهاد والسير / ( 70 ) ـ باب :الحراسة في الغزو في سبيل الله / حديث رقم : 2886 / ص : 340 .
والعبد في البيت المذكور ؛ من الإطلاق الثاني ، وهو العبدُ بالإيجاد الشامل للمعاني الأخرى .

وأصل مادة " عبد " يدل على التذليل ، كما تقول العرب : طريق مُعبَّد أي : مُذَلَّل .
وتقول : عَبَّدْتُ فلانًا ، أي : ذللتُه واتخذتُه عبدًا ، ومنه قوله تعالى "أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ ".سورة الشعراء / آية : 22 .
المَطْلوبِ : أي المقصود .
ففي هذا إشارة إلى أن العلم ليس مقصودًا لذاته ، وإنما يُطلبُ للوصول به إلى العمل ورضا الله تعالى ورِضوانه ، كما قيل : هتف العلمُ بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل .
منظومة القواعد الفقهية / للسعدي / شرح : د . مصطفى كرامة مخدوم / بتصرف .
o مستخلص ووقفة :
المعنى الإجمالي للبيتين : اعلم وفقك الله أن منن الله على العباد كثيرة ، وأفضل ما منَّ الله على عبده ـ بعد نعمة الإيمان ـ العلم النافع ، وهذا هو الخير الذي أشار إليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
* ..... قال : سمعتُ معاوية بن أبي سُفيان ، وهو يخطبُ يقول : إني سمعتُ رسولَ اللهِ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " من يرد الله به خيرًا يفقهْهُ في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي اللهُ " .
صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب الزكاة / ( 33 ) ـ باب : النهي عن المسألة /حديث رقم : 100 ـ ( 1037 ) / ص : 245.
وكل مسلم يفقه في الدين ، فمن مات على التوحيد له نصيب من هذا الحديث ، فهو يفقه شيئًا في الدين ، وليس معنى ذلك أنه يفقه كل شيء ، ويتفاوت الناس ي ذك زيادة ونقصًا .
فهذا الحديث يجعلك تجتهد في تحصيل الفهم في دينك ، والفهم مِنَّة من الله سبحانه وتعالى .
لذا كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسأل الله العلم النافع ، ويتعوذ من العلم الذي لا ينفع .
الدرة المرضية في شرح منظومة القواعد الفقهية / ص : 31 .
* عن أم سلمة ، أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كان يقول إذا صلى الصبح حين يُسلِّمُ :
" اللهم ! إني أسألُك علمًا نافعًا ، ورزقًا طيبًا ، وعملاً مُتَقبَّلاً " .سنن ابن ماجه المجلد الواحد / تحقيق الشيخ الألباني / ( 5 ) ـ كتاب : إقامة الصلوات والسنة فيها / ( 32 ) ـ باب : ما يُقال بعد التسليم / حديث رقم : 925 / ص : 170 / صحيح .
* عن كثير بن قيس ؛ قال : كنت جالسًا عند أبي الدرداء في مسجد دمشق ، فأتاه رجل ، فقال : يا أبا الدرداءِ ! أتيتُك من المدينة ـ مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . لحديث بلغني أنك تُحدث به عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال : فما جاء بك تجارةٌ ؟ . قال : لا . قال : ولا جاء به غيرُهُ ؟ قال : لا .
قال : فإني سمعتُ رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا سَهَّل الله له طريقًا إلى الجنة ، وإن الملائكةَ لتضعُ أجنحتها رضًا لطالب العلم ، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض ، حتى الحيتان في الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضلِ القمر على سائر الكواكب ، إن العلماء هم ورثة الأنبياء ، إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا ، وإنما ورَّثوا العلم ،
فمن أخذه أخذ بحظ وافر (1)" .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 17 ) ـ باب : فضل العلماء والحث على طلب العلم / حديث رقم : 223 / ص : 56 / صحيح .
( 1 ) الحظ الوافر : النصيب الوافر . حاشية سنن ابن ماجه / ص : 56 .
ما هو العلم المقصود ؟
هو العلم النافع الذي يزكي النفس ويوَلِّد فيها خشية الله تعالى فتسري منها إلى سائر الجوارح ، ويثمر العمل الصالح الذي ينال به رحمة الله تعالى والجنة .
حاشية اللآليء والدرر السعدية / ص : 47 .
* عن زيد بن أرقم ، قال لا أقولُ لكم إلا كما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول : كان يقول " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل ، والهَرَمِ ، وعذاب القبر . اللهم آتِ نفسي تقواها ، وزكِّهَا أنت خيرُ من زكاها ، أنت وليُّهَا ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفسٍ لا تشبع ، ومن دعوة لا يُستجاب لها " .
صحيح مسلم . متون / ( 48 ) ـ كتاب : الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار / ( 18 ) ـ باب :التعوذ من شر ما عمل ، ومن شر ما لم يعمل / حديث رقم : 73 ( 2722 ) / ص : 689 .
تعوذ صلى الله عليه وعلى آله وسلم من علم لا ينفع ، لتعدد أنواع العلوم فمنها :
أ ـ علوم ضارة ضررًا محضًا ، أو شرها أعظم من خيرها .
كعلوم السحر ، وتعلم الباطل بغير بصيرة بالحق .
ب ـ ومنها علوم مباحة وهي التي تُشغل العبد عن العلوم النافعة في دينه .
ج ـ ومنها العلم الشرعي الذي لا يعمل به صاحبه ، يعرف الخير فيتركه ويعرف الشر فيقتحمه .
د ـ أما العلوم النافعة فهي علوم الدين ، وما أعان عليها من علوم الآلة . بشرط أن تثمر هذه العلوم خشية الله ، وتثمر الخشية العمل الصالح الذي ينال به رضا الله .
اللآليء والدرر السعدية / للسعدي / ص : 48 / بتصرف .
س : من هو القلب الخاشع ؟
القلب الخاشع هو الذي يخاف ويضطرب عند ذكر الله سبحانه وتعالى ، ثم يلين ويطمئن ويركن إلى حمى مولاه ، فمن كان كذلك ، كان قلبه محلاً لنور الله الذي يجعله الله في قلب عبده فرقانًا بين الحق والباطل .
[ ونور القلب الخاشع هو العلم النافع ] .
حاشية : اللآليء والدُّرر السعدية / للسعدي / ص : 47 / بتصرف .
فندعو بما علمنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
* فعن أبي هريرة قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقول " اللهم ! انفعني بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علمًا " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 23 ) ـ باب :
الانتفاع بالعلم والعمل به / حديث رقم : 251 / ص : 61 / صحيح .
* وصية الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بطلبة العلم :
عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال " سيأتيكم أقوامٌ يطلبون العلمَ ، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، واقنوهم " . قلتُ للحَكَم (1) : ما " اقنوهم " ؟ . قال : علموهم .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 22 ) ـ باب :
الوصاة بطلبة العلم / حديث رقم : 247 / حسن .
( 1 ) الحَكَم : من رجال هذا السند [ ... قال حدثنا الحَكَمُ بن عبدَةَ ، عن أبي هارون العبديّ ، عن أبي سعيد الخدري ] .
ـ وحاصل ذلك أن العلم : شجرة تثمر كل قول حسن وعمل صالح ، والجهل شجرة تثمر كل قول وعمل خبيث
وإذا كان العلم بهذه المثابة فينبغي للإنسان أن يحرص كل الحرص ، ويجتهد كل الاجتهاد في تحصيله ، وأن يديم الاستعانة بالله في تحصيله ، ويبدأ بالأهم فالأهم.
ومن أهمه معرفة أصوله وقواعده التي ترجع مسائله إليها .
رسالة القواعد الفقهية / للسعدي / ص : 8 / بتصرف .
لذا قال الناظم ـ رحمه الله ـ :
فاحرص على فهمك للقواعد ... .

رد مع اقتباس