عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 02-07-2017, 03:22 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المجلس السابع عشر
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
تابع صدقُوا اللهَ فصدَقَهُم
عُمَيْرُ بْنُ الحُمَامِ الأنصاريُّ رضِي اللهُ عنه
1901 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُسَيْسَةَ عَيْنًا يَنْظُرُ مَا صَنَعَتْ عِيرُ أَبِي سُفْيَانَ فَجَاءَ وَمَا فِي الْبَيْتِ أَحَدٌ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أَدْرِي مَا اسْتَثْنَى بَعْضَ نِسَائِهِ قَالَ فَحَدَّثَهُ الْحَدِيثَ قَالَ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَكَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ لَنَا طَلِبَةً فَمَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَلْيَرْكَبْ مَعَنَا فَجَعَلَ رِجَالٌ يَسْتَأْذِنُونَهُ فِي ظُهْرَانِهِمْ فِي عُلْوِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَا إِلَّا مَنْ كَانَ ظَهْرُهُ حَاضِرًا فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَتَّى سَبَقُوا الْمُشْرِكِينَ إِلَى بَدْرٍ وَجَاءَ الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُقَدِّمَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَى شَيْءٍ حَتَّى أَكُونَ أَنَا دُونَهُ فَدَنَا الْمُشْرِكُونَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ قَالَ يَقُولُ عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الْأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ قَالَ نَعَمْ قَالَ بَخٍ بَخٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ قَالَ لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَّا رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرَنِهِ فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ ثُمَّ قَالَ لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ قَالَ فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ التَّمْرِ ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ -
الراوي : أنس بن مالك - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1901 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية . وهنا
الشرح
يَحكي أنسٌ رضِي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثَ بُسَيْسَةَ عَينًا، أي: جاسوسًا، ينظُرُ ما صنعَتْ عِيرُ أبي سفيانَ، أي: قافلتُه وهي الدوابُّ الَّتي تَحملُ الطَّعامَ وغيرَه، فَجاءَ ومَا في البيتِ أحدٌ غيرُ أنسٍ رضِي اللهُ عنه وغيرُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثَه الحديثَ، فَخرجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَتكلَّمَ فقالَ: إنَّ لنا "طِلْبَةً" يريدُ أنَّنا خارِجونَ لِطلبِ القَافلةِ، فَمَن كان ظهْرُه حاضرًا، أي: مركوبُه مِنَ الإبلِ والدوابِّ، فَلْيركبْ معنا فَجعلَ رجالٌ يَستأذِنُونَه في ظَهرانِهم، أي: في إحضارِ مَركوباتِهم في عُلوِ المدينةِ وهي جهةٌ قُباءٍ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا إلَّا مَن كان ظَهرُه حاضرًا، فَانطلقَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابُه، أي: ذَهبُوا مِنَ المدينةِ حتَّى سبَقُوا المشركينَ إلى بدْرٍ، أي: نَزلُوا بدرًا قَبْلَ الكفَّارِ وجاءَ المشركونَ، أي: بعْدَ المسلمينَ وتَصافُّوا، فقال: صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا يَقْدَمَنَّ أحدٌ منكم إلى شَيءٍ حتَّى أكونَ أنا دُونَه، أي: قُدَّامَه؛ فَدنَا المشركونَ، أي: اقْتَرَبُوا مِن صفوفِ المسلمينَ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قُومُوا إلى جَنَّةٍ، أي: عمَلٍ هو سببُ دُخولِها، عرْضُها السَّمواتُ والأرضُ، أي: كَعرضِ السَّماءِ والأرضِ، فقال: عُمَيْرُ بْنُ الحُمَامِ الأنصاريُّ رضِي اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ جَنَّةٌ عَرضُها السَّمواتُ والأرضُ فَأجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: نَعم، فقال: بَخٍ بَخٍ! وهي كلمةٌ تُقالُ عند المدْحِ وَالرِّضَا بِالشَّيءِ وتُكرَّرُ لِلمبالغةِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما يَحملُكَ على قولِك: بَخٍ بَخٍ؟) قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ إلَّا رجاءَ، أي: لِطمَعِ أنْ أكونَ مِن أهلِها، أي: مِن أهلِ الجنَّةِ، فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فإنَّك مِن أهلِها، فَأخرَجَ تَمراتٍ مِن "قَرنِه"، أي: كِنانتِه، يعني: مِن جَعبَةِ نُشَّابِه، فجعل، أي: فَشرَعَ يأكلُ منهنَّ؛ تقويةً لِلبَدَنِ على الجِهادِ، ثُمَّ قال، أي: في أَثناءِ أَكْلِها: لَئِنْ أنا حَيِيتُ، أي: عِشتُ حتَّى آكُلَ تَمراتي هذه، أي: جميعَها، إنَّها لحياةٌ طويلةٌ! يعني: والأمرُ أسرَعُ من ذلك؛ شوقًا إلى الشَّهادةِ، قال فَرمَى بما كان معه مِنَ التَّمرِ، أي: طَرحَ جميعَ ما كان معه، ثُمَّ قاتَلَ حتَّى قُتِلَ في سبيلِ اللهِ.
في الحديثِ: أنَّ مِن فِعلِ الصِّحابَةِ استِقتالَ الرَّجلِ نفسَه في طَلبِ الشَّهادةِ، وإنْ عَلِمَ أنَّه يُقتلُ.
وفيه: المسارعةُ إلى الشَّهادةِ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إرسالَ العيونِ والطَّلائعِ.
وفيه: كتمانُ الأحوالِ وترْكُ الإشاعةِ لِلأمورِ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَواطنِ الحربِ أنْ يَحَّض النَّاسَ بِتحسينِ الصِّفاتِ لِلجنَّةِ.
وفيه: أنَّ زادَ القومِ كان يسيرًا.
وفيه: فضْلُ عُمَيْرِ بنِ الحُمَامِ رضِي اللهُ عنه.

الدرر السنية .

قال ابن القيم – رحمه الله - :
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحه - يقول : إن في الدنيا جنَّة مَن لم يدخلها : لا يدخل جنة الآخرة .
وقال لي مرة : ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري ، إن رحتُ فهي معي لا تفارقني ، إن حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة .
" الوابل الصيب " ص 67 . انتهى. هنا

"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً "الأحزاب23.
الدروس من غزوة أحد التي وقعت بين المسلمين والمشركين لا تنقضي لمن تأملها، كيف لا وهي دروس قدرها الله -جل وعلا- لتكون نبراسًا يستضيء به الناس بعد ذلك الزمان، وهذه من النعم الله التي منّ بها علينا أن جعل لنا سلفًا نسير على خطاهم ونقتفي آثارهم.
ومن المواقف: ما حصل من قول ابن مسعود، فإنه قال: "لم أكن أرى فينا أحدًا يريد الدنيا يوم أحد حتى أنزل الله: "مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ". وبهذا يتبين للمرء أن إخلاص النية أمر شاق يحتاج إلى جهاد واستحضار جديد لكل عمل، فإذا كان اللهُ بيّن لنا أن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أراد بعمله الدنيا وهو الغنيمة وهم في المعركة التي تستدعي إخلاص النية أكثر لأنه مقبل على الموت، فما بالك بمن يكون في الأمن والسلامة.
قال سفيان الثوري "جاهدت نيتي عشرين سنة فما استقامت لي".
ومن المواقف التي تُستفاد أن المرءَ قد يفوتُهُ الخيرَ في بعضِ الأحيان، فعليه أن يتهيأَ للفرصةِ القادمةِ ويُعِدُّ لها النيةَ الصالحةَ الصادقةَ كما فعلَ أنسُ بنُ النَّضْرِ،
غاب عِمِّي أنسُ بنُ النضرِ عن قتالِ بدرٍ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، غبتُ عن أولِ قتالٍ قاتلتَ المشركينَ ، لئن اللهُ أشهدني قتالَ المشركينَ ليَرَيَنَّ اللهُ ما أصنعُ . فلما كان يومَ أُحُدٍ ، وانكشفَ المسلمونَ ، قال : اللهمَّ إني أعتذرُ إليكَ مما صنع هؤلاءِ ، يعني أصحابَهُ ، وأبرأُ إليكَ مما صنعَ هؤلاءِ ، يعني المشركينَ . ثم تقدَّمَ فاستقبلَهُ سعدُ بنُ معاذٍ ، فقال : يا سعدُ بنَ معاذٍ الجنةُ وربِّ النضرِ ، إني أجدُ ريحها من دونِ أُحُدٍ ، قال سعدٌ : فما استطعتُ يا رسولَ اللهِ ما صنع ، قال أنسٌ : فوجدنا بهِ بضعًا وثمانينَ : ضربةً بالسيفِ أو طعنةً برمحٍ أو رميةً بسهمٍ ، ووجدناهُ قد قُتِلَ وقد مَثَّلَ به المشركونَ ، فما عرفَهُ أحدٌ إلا أختُهُ ببنانِهِ . قال أنسٌ : كنا نرى ، أو نظنُّ : أنَّ هذهِ الآيةَ نزلت فيهِ وفي أشباهِهِ " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوْا مَا عَاهَدُوْا اللهَ عَلَيْهِ ". إلى آخرِ الآيةِ . وقال : إنَّ أختَهُ ، وهي تُسَمَّى الرُّبَيِّعَ ، كَسرتْ ثنيَّةَ امرأةٍ فأمرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بالقِصَاصِ ، فقال أنسٌ : يا رسولَ اللهِ ، والذي بعثكَ بالحقِّ ، لا تُكْسَرُ ثَنِيَّتَهَا ، فرَضُوا بالأرْشِ وتركوا القِصَاصَ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ " إنَّ من عبادِ اللهِ من لو أقسمَ على اللهِ لأبَرَّهُ " .الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 2805 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح- الدرر .

شرح الحديث


كان أنسُ بنُ النَّضْرِ رضِي اللهُ عنه مِمَّنْ قال الله فيهم"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"الأحزاب: 23، فكان رضِي اللهُ عنه صادِقَ العَهدِ مع اللهِ تعالى، وقد غابَ رضِي اللهُ عنه عَن غَزوةِ بدرٍ، فجاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقال له: يا رَسولَ اللهِ، غِبْتُ عَن أوَّلِ قِتالٍ قاتلْتَ المشركينَ، لَئِنِ اللهُ أَشهدَني قِتالَ المشركينَ لَيَرَيَّن اللهُ ما أصنَعُ، فلمَّا كان يومُ أُحدٍ، وانكشفَ المسلِمونَ، أي: انكشفوا لِعدُوِّهم وبدَتْ هزيمتُهم، قال: اللَّهمُّ إنِّي أعتذِرُ إليك ممَّا صَنعَ هؤلاء، يعني: أصحابَه مِن تركْهِم لِأمرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونزولِهم مِن على الجبلِ لِجمعِ الغنائمِ، وأبرأُ إليك ممَّا صَنعَ هؤلاء، يعني: المشركينَ مِن قتالِهم لِأهلِ الإسلامِ وإيذاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ تَقدَّمَ فاستقبلَه سعدُ بنُ معاذٍ رضِي اللهُ عنه، فقال: يا سعدُ بنَ معاذٍ الجنَّةُ، وربِّ النَّضْرِ، إنِّي أجدُ رِيحها مِن دُونِ أُحدٍ، أي: أجدُ رِيحَ الجنَّةِ وطِيبَها عندَ جبلِ أُحدٍ، قال سعدٌ رضِي اللهُ عنه: فما استطعْتُ يا رسولَ اللهِ ما صنعَ، يعني: لا أستطيعُ أنْ أفعلَ مثلَ فِعلِه مِن إقدامِه وقتالِه لِلمشركينَ، قال أنسُ بنُ مالكٍ رضِي اللهُ عنه وكانَ أنسُ بنُ النَّضرِ رضِي اللهُ عنه عمَّه: فوَجدْنا به بِضعًا وثمانين ضربةً بِالسَّيفِ أو طعنةً بِرمحٍ أو رميةً بسهمٍ، ووجدْناه قد قُتِلَ وقد مَثَّلَ به المشرِكونَ، أي: قَطَعوا مِن أعضائِه بعد موتِه، فما عرَفَه أَحدٌ إلَّا أُختُه بِبنانِه، يعني: عَرفَتْه بِطرفِ إصبَعِه، قال أنسٌ رضِي اللهُ عنه: كنَّا نَرى، أو نَظنُّ: أنَّ هذه الآيةَ نزلَتْ فيه وفي أشباهِه"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ"، وقال: إنَّ أُختَه، وهي تُسمَّى الرُّبَيِّع، كَسرتْ ثَنيَّةَ امرأةٍ، والثَّنيِّةُ هي الأسنانُ الأماميَّةُ، فأمرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بِالقِصاصِ، أي: بِكَسْرِ سِنِّها مثلَ ما كسرَتْ سِنَّ المرأةِ، فقالَ أنسٌ رضِي اللهُ عنه: يا رسولَ الله، والَّذي بَعثَك بِالحقِّ، لا تُكسَرُ ثَنيَّتُها، فَرَضوا بِالأرْشِ وتَركوا القِصاصَ، والأَرْشُ: هو العِوَضُ الماليُّ عَنِ الجنايةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم «إنَّ مِن عبادِ اللهِ مَن لو أقسمَ على اللهِ لَأبرَّهُ»، أي: لم يَلزَمْه كفَّارةُ يمينٍ؛ لأنَّ اللهَ تعالى سوف يَبَرُّ قَسَمَه؛ وذلك لِمكانتِه عندَ اللهِ.الدرر .



قالَ عمِّي أنسُ بنُ النَّضرِ ، سمِّيتُ بِهِ ، لم يشْهَد بدرًا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فَكبُرَ عليْهِ ، فقالَ : أوَّلُ مشْهدٍ شَهدَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ غِبتُ عنْهُ ، أما واللَّهِ لئن أراني اللَّهُ مشْهدًا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ليَرينَّ اللَّهُ ما أصنعُ ، قالَ : فَهابَ أن يقولَ غيرَها ، فشَهدَ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يومَ أُحُدٍ منَ العامِ القابلِ فاستقبلَهُ سعدُ بنُ معاذٍ ، فقالَ : يا أبا عمرٍو أينَ؟ قالَ : واهًا لريحِ الجنَّةِ أجدُها دونَ أُحدٍ ، فَقاتلَ حتَّى قُتِلَ ، فوُجِدَ في جسدِهِ بضعٌ وثمانونَ من بينِ ضربةٍ وطعنةٍ ورميةٍ ، فقالَت عمَّتي الرُّبيِّعُ بنتُ النَّضرِ : فما عرفتُ أخي إلَّا ببنانِهِ . ونَزلت هذِهِ الآيةَ"رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3200 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر .


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-19-2017 الساعة 02:24 AM
رد مع اقتباس