عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 09-23-2018, 07:17 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Haedphone

القاعدة الرابعة
الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال، فكلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر من كمال الموصوف بها ما هو أكثر.
ولهذا كانت الصفات الثبوتية التي أخبر الله بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم.
الشرح
انتبه لكلمة:"ظهرمن كمال الموصوف"ولم يقل حَصَلَ للموصوف ماالفرق؟
لأن هذا حاصلٌ، فكمالُ اللهِ تعالى حاصلٌ سواء علمناه أولم نعلمه، لكن كلما تعددت ظهرلنا من صفات كماله مالم يكن ظاهرًا من قبلُ.
أما إذا قال:لأنه كلما كثرت وتنوعت دلالتها ؛حصل الموصوف هناك مالم يحصل من قبل؛ صار هذا بالنسبة لصفات الله غير سديد .
والصفات الثبوتية أكثر بكثير من الصفات السلبية ،لأنها تدل على المدح.ولذلك لو أنك وقفت أمام ملك من الملوك وقلت: أنتَ الكريمُ بلاشُحٍ، أنت الشُجاعُ بلاجُبنٍ ،أنتَ الجوادُ بلا قلة ،أنت القويُّ بلا ضعفٍ ، وماأشبه ذلك ؛ لكان هذا بالنسبةِ له محبوباً إليه ، أما لو قلت له :أنت لست بزبالٍ ،ولا كساح ، ولاكناسٍ ، ولاغسال ثياب ،ولا خدام ،ولا طباخ ، وماأشبه ذلك ،لكان هذا بالنسبةله مكروهًا ، يقول الملك ؟ يقول اضربوه.
لأن صفات النفي هذه لاينبغي أن تُقال أبدًا مع العلم بأن أهل التعطيل يُركزون على صفات النفي،ولايقولون شيئًا عن صفات الإثبات ،لأنهم والعياذ بالله يعتقدون أن صفات الإثبات تقتضي التمثيل ؛وصفات النفي تقتضي العدم وليس فيها تمثيل
المتن
أما الصفات السلبية فلم تذكر غالبًا إلا في الأحوال التالية:
الأولى: بيان عموم كماله كما في قوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" سورة الشورى، الآية: 11، "وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ".سورة الإخلاص، الآية: 4.
الشرح
أما قوله "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" سورة الشورى، الآية: 11،هل قال في كذا وكذا من صفات العيوب؟ لا بل عمم النفي، فالنفي هنا مجمل ، وهذامدحٌ بلاشك لكن النفي المُفصَل هو العيب حقًا.
المتن
الثانية: نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون، كما في قوله "أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا "سورة مريم، الآيتان: 91، 92
الشرح
هذا نفى الولد ، وهو نفي عام ولاخاص؟ خاص؛ وقد قلنا إن النفي الخاص ليس مدحًا في الواقع ، لكنه عز وجل قد نفاه هنا نفيًا خاصًا لنفي ما ادعاه الكاذبون الذين ادَّعو لله ولدًا، فأخبر الله تعالى بنفي ذلك خاصة، كما أخبر بنفي الزوجة نفيًا خاصًا بقوله :" وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا "الجن3
المتن
الثالثة: دفع توهم نقص من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين، كما في قوله "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ". سورة الأنبياء، الآية: 16.وقوله "وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ".سورة ق، الآية: 38.
الشرح
فهمنا من الآية الأولى نفي النقص في الإرادة ، وفي الآية الثانية نفي النقص في الفعل والتنفيذ.ففي الأولى كمال الإرادة حيث قال"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ". سورة الأنبياء، الآية: 16. أي: أردنا بهذا الخلق حقًا ولم نرد به اللعب والسُّدى ،.ففى الأولى كمال الإرادة ، وفى الثانية بين كمال القوة"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ".سورة ق، الآية: 38. مامعنى اللغوب: التعب والإعياء.والمراد بستة أيام: قيل أن المراد بستة أيام ؛ستة ألاف سنة، لقوله تعالى:" وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ "الحج47
وإلى هذا جنح علماء الجيولوجيا ؛ حيث قالوا:بأن تكوين الأرض وتضاريسها والأفلاك؛ يحتاج إلى مدة ووقت طويل حتى تنتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى تصل إلى ما هي عليه الآن ، وقدَّروا هذه المدة بستة آلاف سنة.وبعضهم أطال المدة فقال: ملايين الملايين من السنين .
وقال آخرون: المراد بستة أيام ؛ستة ساعات أو أزمنة ، وهي كست لحظات؛ لأن الله يقول للشيء :"كُن فَيَكُونُ".
وقال آخرون بل المراد ستة أيام كأيامنا هذه ، وقد خلقها الله-عزوجل-في هذه المدة ؛ ليُعلم عبادَهُ كيف يصنعون الأشياء بإتقان دون السرعة
والصحيح أنها ستة أيام كأيامنا، وأما كونه عز وجل قدرها بهذا ،فهذا من الأمورالتي لا نستطيع إدراكها واللهُ أعلم.
فليس لقائلٍ - مثلاً - أن يقول: جعل اللهُ أُذنَ الجملِ صغيرة ، وأذن الحماركبيرة ، مع أن الأنسب العكس، لكون الجمل أكبر حجمًا. ليس له أن يقول ذلك لأن مثل هذه الأشياء لا يستطيع الإنسان أن يُعللها.فليس للإنسان في مثل هذه الأشياء إلا التسليم لله-عزوجل-سواء في الأمور الشرعيةأوالأمورالكونية.
تمت القاعدة الرابعة



القاعدة الخامسة
الصفات الثبوتية تنقسم إلى قسمين: ذاتية وفعلية:
فالذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفًا بها، كالعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والعزة، والحكمة، والعلو، والعظمة، ومنها الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين.
* الشرح *
قد يقول قائلٌ: هذا التقسيم لأهل العلم إنه لم يَرد به نصٌ ، فما بالنا نُقسم هذا التقسيم؟!
وهذا إيرادٌ قوي جداً،ويجاب عنه بأن يُقال : لما وقع الخلاف من أهل الكلام بين مايثبتونه من الصفات وبين ما لا يثبتونه ؛ احتاج أهل السُنة المُتبعون للسلف أن يُقسِّموا هذا التقسيم من أجل تحقيق المناط ومايرد فيه الخلاف وما لايرد.ثم هم يقولون:إذا كانت الصفة لازمة لاتنفك عن الله-عزوجل- فهي صفةٌ ذاتية.كالحياة,والعلم, والقدرة,والسمع,والبصر,والعِزة ، والحِكمة ؛وماأشبه ذلك ،فهذه كلها صفات ذاتية ، وسُميت بذلك للزومها للذات ، ثم قسموها إلى:معنوية وخبرية:فماكان نظيرُ مُسماه أبعاضًا لنا سموه: خبرية ، وماكان دالاً على معنىً سَمَّوْهُ :معنوية، فالسمع مثلاً صفة ذاتية معنوية ، واليد صفة ذاتية خبرية، لايقولون:" معنوية" لأنهم لو قالوا "معنوية" عادوا إلى تأويل الأشاعرة وشبيههم .
والذي جعلهم لايقولون "بعضية" كما نقول : يدنا بعضٌ منا أو جزءٌ منا .قالوا:لأننا لايجوز لنا أن نُطلق كلمة "بعض" أو "جزء" على الله-عزوجل- فتحاشَوا هذا بقولهم : صفات ذاتية خبرية.
لماذا قالوا خبرية؟ قالوا" خبرية" لأنها مُتلقاة ٌمن الخبر، فإن عقولنا لاتدلنا على أن لله تعالى يدًا بها يأخذ ويقبض ويبسُطُ، ما تدلُّنا على ذلك، لكن علمناها بمجرد الخبر ، لأن الصفات الذاتية مثل الحياة والعلم والقدرة؛ قد دل عليها العقل ، لكن اليد والوجه والعين لم يدل عليها العقل.
فالصفات الذاتية الخبرية جاءت عن طريق الخبر؛ وليس للعقل دخل في إثباتها أبدًا ، ولهذا لايمكن أن نقول إذا جاز إثبات الساق لله ؛ فلتجز الركبة مثلاً ،ليش. لأن العقل ليس له تدخل في هذا ولا يمكن أن نقول به.

فيجب أن نقتصرفي هذه المسائل على ماجاء به الخبر ونُسميها خبرية؛ ولا نسميها "جزئية" أو"بعضية" لوجوب تحاشي هذا التعبيرفي جانب الله- عزوجل- .
*المتن*

والفعلية: هي التي تتعلق بمشيئته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، كالاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا.وقد تكون الصفة ذاتية فعلية باعتبارين، كالكلام، فإنه باعتبار أصله صفة ذاتية؛ لأن الله تعالى لم يزل ولا يزال متكلماً. وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته، يتكلم متى شاء بما شاء كما في قوله تعالى"إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"سورة يس، الآية: 82وكل صفة تعلقت بمشيئته تعالى فإنها تابعة لحكمته. وقد تكون الحكمة معلومة لنا، وقد نعجزعن إدراكها لكننا نعلم علم اليقين أنه - سبحانه - لا يشاء شيئًا إلا وهو موافق للحكمة ، كما يشير إليه قوله تعالى :"وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"سورة الإنسان، الآية: 30.
* الشرح *
القسم الثاني:"الكلام" عند أهل السُنة والجماعة صفة فعلية باعتبار آحاده ، وصفة ذاتية باعتبار أصله.
فباعتبار أن الله لم يزل ولايزال مُتكلمًا، كما أنه لم يزل ولايزالُ خالِقاً ،فعَّالاً لما يُريدُ، بهذا الاعتباريكون صفةً ذاتية.
وباعتبار آحاده ؛يكون صفة فعلية.فمثلاً إذا أراد الله أن يخلق شيئاً قال"كُن فَيَكُون".فهنا إرادتان: إرادة سابقة وإرادة مقارنة. والقول إنما يكون بعد الإرادة المقارنة للفعل.فإذا أراد أن يكون الشيء قال له:"كُن"فبمجرد أن يقول كن ؛ فيكون على وفق ما أراد ؛ولهذا جاءت الفاء"فيكون".أما الإرادة السابقة بأنه سيفعل فهذه سابقة مايقع بعدها قول.لكن الإرادة المقارنة هي التي يقع بعدها القول.فالقول إذن بعد الإرادة.القول"كن" بعد الإرادة وهذا يدل على حدوث هذه الكلمة ولا لأ؟ نعم يدل على حدوثها؛ وأنها صارت عند إرادة الفعل. كذلك القرآن الكريم فيه آيات واضحة تدل على أن اللهَ تكلم بها بعد وقوع الفعل بعد وقوع المتحدَّث عنه . "وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ " إذ غدوت الغدو سابق على هذا القول ولا لاحق؟ سابق"وإذ غدوت تُبوئ".

"
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" فالمسموع سابق ولا لأ؟ سابق.إذن فهذاالقول صار بعده وعلى هذا فقِس.
فكلام الله-عزوجل-باعتبارآحاده صفة فعلية؛ وباعتبار أصله وأنه صفة الله-عزوجل-لم يزل ولايزال مُتصفًا به :صفةٌ ذاتية: هذا هو تقسيم أهل السُنة والجماعة في تقسيم كلام الله.
أما الأشاعرة والماتُريدية ومن على شاكلتهم ، والكُلاَّبية ونحوهم، قالوا:إن الكلام صفة ذاتية فقط ،لأنهم يجعلون الكلام هوالمعنى القائم بالنفس ، وأن هذا المسموع شيءٌ مخلوق.خلقه الله تعالى ليُعبرعما في نفسه؛ فكان على مذهبهم الكلام صفة ذاتية.

ولكن ما ذكره السلف هو الحق المُطابق للمعنى اللَُّغوي والعقلي، وأن الله-عزوجل- يتكلم-سبحانه وتعالى- متى شاء وبما شاء وكيف شاء، فلهذا نقول:إنه صفة ذاتية باعتبار وفعلية باعتبار آخر.
فإذا قالوا:كون الكلام صفة ذاتية وفعلية فهذا جمع بين الضدين؟ قلنا:مادامت الجهة مُنفكة فلا تناقض، فالسجود مثلا قد يكون شركًا وقد يكون طاعة ،وذلك باعتبارين، فإن كان لله كان طاعة وإن كان لغير الله كان شركًا.
انتهت القاعدة الخامسة

:::::::::::::::::::::::::::::::::


تابع قواعد في صفات الله عز وجل

القاعدة السادسة:
يلزم في إثبات الصفات التخلي عن محذورين عظيمين:
أحدهما: التمثيل. والثاني: التكييف.
فأماالتمثيل: فهو اعتقاد المثبت أن ما أثبته من صفات الله تعالى مماثلٌ لصفات المخلوقين، وهذا اعتقاد باطل بدليل السمع والعقل.
أما السمع: فمنه قوله تعالى "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" سورة الشورى، الآية: 11. وقوله "أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ".سورة النحل، الآية: 17. وقوله "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا"سورة مريم، الآية: 65.. وقوله "وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" سورة الإخلاص، الآية: 4.
الشرح
السمع المقصود به الكتاب والسنة ؛فقوله تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ"سورة الشورى، الآية11كلمة" شيء" هنا نكرة في سياق النفي ؛ فتعم كل شيء ،أيُّ ليس هناك شيءٍ أبدًا مُمَاثِلاً للهِ.
وقد وقع في "الكاف" جدلٌ كبيرٌ بين العلماء ، لأن وجودها مع"مثل"مشكلة؛ إذ كلٌ منهما يدلُ على التشبيه أو التمثيل؛ فلو قلتَ"ليس مثل مِثلِهِ شيئًا"؛ معناه: أنك أثبتَ المثلَ ونفيتَ المُماثلة عن هذا المِثل، وهذا تناقض؛ لأنك إذا نفيت المماثلة عن المِثل لم تُثبت وجود المثل ، وهذا يقتضي التناقض الظاهر.

ولهذا اختلف العلماء في هذه الكاف .
فمنهم مَنْ قال:إن الكاف زائدة ؛وتقدير الكلام:"ليس مثلهُ شيء" .

.ومنهم مَنْ قال:إن "مِثل" هي الزائدة ، فتقدير الكلام هو:"ليس كهو شيءٌ"؛ فالزائد إحدى هاتين الكلمتين ،ولاشك أن القول بزيادة "الكاف" ؛أولى من القول بزيادة "المِثل"؛ لأن زيادة الحروف في اللغة العربية كثيرة، لكن زيادة الأسماء قليل جدًا؛ فضلاً عن كونه موجودًا أصلاً .
ومنهم مَنْ قال:إن"مِثل"هنا بمعنى "ذات"؛ فتقدير الكلام ؛ ليس كذاته شيء . وهذا أيضًا ليس بصواب ؛ لأن المِثل لايُمكن أن يُقال أنه يُرادُ به الذات، فذاتُ الشيءِ ليست هو مثل الشيء.
ومنهم مَنْ قال:إن المِثل بمعنى الصفة، وذلك كقوله تعالى"إنما مثلُ الحياةِ الدنيا كماءٍ أنزلناهُ" يونس24. أي صفتها وحالها ، وكما في قوله:"وله المثلُ الأعلى" الروم27- أي الوصف الأكمل. وقالوا:إن "المِثْلَ" و"المَثَلَ" يرجعان إلى معنى واحدٍ ، كـ"الشِّبْهِ" و"الشَّبَهِ"؛ فيكون المراد بـ"المِثْلِ" هنا على رأي هؤلاء؛الصفة ؛أي ليست كصفته شيءٌ، .فمِثْلُ بمعنى :مَثَل ، والمَثُلُ بمعنى الصفة.
ومنهم مَنْ يقول:إن المِثل هنا على بابها ، فمعناها كما يتبادر إلى الذهن، و"الكاف" هنا زائدة للتوكيد، فهو نفس المعنى الأول ،.فإن العرب قد تُطلقمثل هذه العبارة وتريد ذاتَ الشيءِ، كما يقولون: "مِثلكَ لايُهزمُ" ؛ المراد : أنتَ لا تُهزم، لكن أضافوا ذلك إلى المِثل لأنه إذا كان مثلُك لايُهزم فأنتَ من باب أولى.فإذا كان مِثلُ اللهِ ليس له مِثل فالله تعالى من باب أولى.
والذي يظهر لي : أن هذا من باب التوكيد، كأنه عز وجل كرر الكلمة مرتين لتكرار نفي المماثلة.أما قوله تعالى"أفَمَن يَخْلُقُ كَمَنْ لَّا يَخْلُقُ" النحل17. فالأمرُ فيها واضحٌ، فإنه يوبخهم ولذلك قال:"أفَلَا تَذَكَّرُونَ" يوبخهم. وذلك مثل قوله تعالى "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمًِّيا" مريم 65 . والسَّمي معناه الكُفء والنظير؛ والاستفهام للنفي. ومثاله أيضًا قوله تعالى"وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ" سورة الإخلاص، الآية: 4.أيضًا ظاهر في نفي المكافأة.
:::::::::::::::::::::::::::::::::

انتهى الشريط الثاني
= هنا =
رد مع اقتباس