عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-19-2019, 12:40 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
Haedphone

*الخلق الحسن:
الخُلُقُ الحسن من خصالِ التقوى، ولا تتم التقوى إلا به، وإنما أفرده النبي صلى الله عليه وسلم بالذكر للحاجة إلى بيانه، فإن كثيرًا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عبادِهِ، لذلك يُقَصِّر كثيرُ من الصالحينَ في حقوق الخلق أو يهملونها بالكلية لاشتغالهم بحقوق الله،

"آخَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ سَلْمانَ، وأَبِي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمانُ أبا الدَّرْداءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْداءِ مُتَبَذِّلَةً، فقالَ لَها: ما شَأْنُكِ؟ قالَتْ: أخُوكَ أبُو الدَّرْداءِ ليسَ له حاجَةٌ في الدُّنْيا، فَجاءَ أبُوالدَّرْداءِ، فَصَنَعَ له طَعامًا، فقالَ: كُلْ فإنِّي صائِمٌ، قالَ: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبُوالدَّرْداءِ يَقُومُ، فقالَ: نَمْ، فَنامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فقالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ آخِرُ اللَّيْلِ، قالَ سَلْمانُ: قُمِ الآنَ، قالَ: فَصَلَّيا، فقالَ له سَلْمانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" صَدَقَ سَلْمانُ "الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6139 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

مُتبذِّلَةً: أي:تَلبَسُ ثِيابَ الخِدمةِ وعَمَلِ البيتِ وتَترُكُ التَّزيُّنَ.

*وجمع النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ في وصيته بين حق الله وحق عباده.
"اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا ،وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حسَنٍ" .الراوي : معاذ بن جبل و أبو ذر الغفاري - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3160 - خلاصة حكم المحدث : حسن= الدرر =

ثلاث عبارات موجزة، في وصية جامعة من النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابي جليل عزيز على نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبيب إليه، إنه معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه.
"وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسَنٍ"، أي: خالِطِ النَّاسَ بأخلاقٍ حسَنةٍ، فأحسِنْ مُعامَلاتِهم، مِن تَبسُّمٍ في وُجوهِهم، ورِفقٍ ولينٍ في التَّعامُلِ معَهم؛ فمَن فعَل ذلك حاز الدُّنيا والآخِرةَ.
وقيل:حسن الخلق بذل الجميل، وكف القبيح.
ومن مظاهر سوء الخلق بالخلق:

ومن أمثلة الأخلاق المذمومة القبيحة : الغدر والغرور والغش والغفلة والغل والغيبة والفجور والفحش واللغو واللؤم والمكر والمن بالعطية والقسوة والكذب.
مضايقة الجار والتعدي على حقوقه؛ مثل أن يترك سيارته أمام بابه، أو يترك أكياس القمامة بجوار داره، أو يترك الماء النجس يتسرب عليه، أو يفتح كوة في بيته تكشف بيت جاره، أو يترك أولاده يحدثون الجلبة والصراخ وقت نوم جاره وراحته، أو يرفع أصوات أجهزة الملاهي بالموسيقى والغناء، أو يترك أبناءه يؤذون أبناء جاره ويضربونهم دون أن يحرك ساكنًا وغير ذلك من صور المضايقة والإيذاء .انظر التقصير في حقوق الجار لمحمد الحمد.
"قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ تَصومُ النَّهارَ وتَقومُ اللَّيلَ، وتُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في النَّارِ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، فُلانةُ تُصلِّي المَكتوباتِ، وتَصَّدَّقُ بِالأَثوارِ مِنَ الأَقِطِ، وَلا تُؤذي جيرانَها؟ قال: هيَ في الجنَّةِ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب- الصفحة أو الرقم: 2560 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=
أي: إنَّ كثرةَ العباداتِ والطَّاعاتِ لا تُغني عن صاحبِها إذا ما تداخَلَ معها إيذاءُ الآخرينَ، وبالأخصِّ الجيرانُ، حتَّى لو وقَعَ هذا الإيذاءُ بالقولِ دُونَ الفعلِ.
وفلانةُ تُصلِّي المكتوبةَ"، أي: تَقتصِرُ على الفَريضةِ على عَكسِ المرأةِ الأُولَى التي تُكثِرُ مِن النَّوافلِ، "وتَصَّدَّقُ بأَثْوارٍ"، أي: القِطَعِ مِن الأَقِطِ، وهو اللَّبنُ المُجفَّفُ، "ولا تُؤذِي أحدًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هي مِن أهلِ الجنَّةِ"، وذلك ببَركةِ إحسانِها إلى جِيرانِها، ولم يَقَعْ منها ما فيه مَعصيةٌ؛ لأنَّ مَدارَ أمْرِ الدِّينِ على اكتِسابِ الفرائضِ واجتِنابِ المعاصي.

وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن الوقوعِ فيما يأكُلُ أَجْرَ الطَّاعاتِ = الدرر =

وقد تكاثرت النصوص على فضل حُسن الخلق والأمر به كما قال تعالى"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".سورة البقرة : 83. وقال تعالى"وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاس".سورة آل عمران: 134.
وجماع حُسْن الخُلُق : بذل الندَى
وكف الأذَى .
بذل الندى : أي بذل الكرم و الجود ، و الكرم ليس محصورًا كما يظن البعض في المال فقط ، بل يكون كذلك في بذل النفس و الجاه ،و العلم والكلام الطيب.
قال صلى الله عليه وسلم"
البر حسن الخلق". رواه مسلم. وقال ابن المبارك"هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى". وقال الشعبي"حسن الخلق البذل والعطية والبِشْر الحَسن".
ولحسن الخلق أنواع كثيرة تعود إلى معناه منها:
التواضع والجود والحلم والأناة والرفق والوفاء والصدق والنصيحة وأداء الأمانة والستر والإصلاح والرحمة وبر الوالدين والصلة والشجاعة والإيثار والعفو والبِشْر وطِيب الكلام والعدل
.
ولحسن الخلق فوائد جمة ومزايا عظيمة: دخول الجنة وتثقيل ميزان العبد وكمال الإيمان وقرب المجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وبلوغ منزلة رفيعة في الدين وزيادة العمر وبسط الرزق وكشف الكرب واندفاع النقم وكسب محبة الخلق في الدنيا
.

*كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقًا ما ترك خيرًا إلا تمثل به وما ترك سوءًا إلا هجره وكان قدوة حسنة في جميع أبواب الخير وخصال الإيمان كما قال:

"إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ، وفي روايةٍ-صالحَ- الأخلاقِ" الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني - المصدر : السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 45 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر =

"لأُتَمِّمَ"، أي: أُكمِّلَ ما انتقَصَ، "مكارمَ الأخلاقِ"، أي: الأخلاقَ الحَسنةَ والأفعالَ المُستحسَنةَ الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه؛ مِن الوفاءِ والمُروءةِ، والحياءِ والعِفَّةِ، فيَجعَلُ حَسَنَها أحسَنَ، ويُضيِّقُ على سيِّئِها ويَمنَعُه.الدرر =

وقال أنس "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" متفق عليه.

كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له أبو عُمَيْرٍ - قالَ: أحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ فيُصَلِّي بنَا.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6203 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح =الدرر =

وقد أثنى عليه الله سبحانه بقوله"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ". وكان يتمثل أخلاق القرآن الفاضلة كما قالت عائشة واصفة خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم"كان خلقه القرآن". وكان كلامه وألفاظه من أطيب الكلام كما قال عبد الله بن عمرو بن العاص"لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا" متفق عليه. وكان رفيقًا بأهله وولده كما قال صلى الله عليه وسلم"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". رواه الترمذي وصححه الألباني . وكان رفيقًا بخادمه كما قال أنس"خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا". رواه مسلم.
وكان حليمًا بأصحابه وكان متواضعًا غاية التواضع وكان زاهدًا في حطام الدنيا لا ينازع الناس في دنياهم وحظوظهم وكان متفانيا في هداية الخلق لربهم وكان رفيقًا عادلًا مع الكفار وكان رفيقًا في إرشاد الجاهل والفاسق والتائب إلا إذا اقتضت المصلحة في التعنيف عنف وكان لا يغضب لنفسه فإذا انتهكت محارم الله غضب لله ونصرة لدينه والحاصل أن الله حباه وجبله ووفقه لمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات فينبغي للمسلمين أن يتخذوا حياته وشمائله وفضائله مدرسة وقدوة حسنة للتربية على حسن الخلق ونشرها في الأجيال والمراكز التعليمية والدورات التدريبية. فأسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في محبته واتباعه في هديه ظاهرًا وباطنًا ونصرة دينه والاجتهاد في نشر سنته
.


أيها الأحبة: إنها حقيقة الدنيا، "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ"الرحمن: 26،27.
فاعتبروا -رحمكم الله- واتعظوا بمرور الأيام، وتزودوا منها لوقوفكم بين يدي الكبير المتعال.

*يقول أنس بن مالك" خدمتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه : لِمَ صنعتَه ، ولا لشيٍء تركتُه : لِمَ تركتَه ، وكان رسولُ اللهِ من أحسنِ الناسِ خُلُقًا ، ولا مسستُ خَزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألينَ من كفِّ رسولِ اللهِ ، ولا شممتُ مِسكًا قط ولا عطرًا كان أطيبَ من عَرَقِ النبيَّ"الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : مختصر الشمائل- الصفحة أو الرقم: 296 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
الشرح:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَيِّبَ الشَّمائلِ حَسَنَ العِشرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "خدَمْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عشْرَ سِنينَ، فما قال لي: أفٍّ قطُّ" و"أُفٍّ" كَلمةُ تَبرُّمٍ، أيْ: إنَّه لم يَتضجَّرْ منِّي في شَيءٍ قطُّ، "وما قال لي لِشَيءٍ صَنعْتُه: لِمَ صَنعتَه؟ ولا لِشَيءٍ تَركْتُه: لِمَ تَركْتَه؟"، والمعْنى: لمْ يقُلْ لِشَيءٍ صَنعْتُه مِن نفْسِي مِن غَيرِ أمْرٍ به: لِمَ صَنعْتَه؟ ولا لِشَيءٍ لمْ أصْنَعْهُ، وكنْتُ مأمورًا بِه: لِمَ لمْ تَصنَعْه؟ بالتَّوبيخِ أو اللَّومِ على ترْكِ الفِعلِ، وتَرْكُ اعتراضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أنسٍ رضِيَ اللهُ تعالى عنه فيما خالَفَ أمْرَه، محمولٌ على ما يَتعلَّقُ بالخِدمةِ لا فيما يَتعلَّقُ بالتَّكاليفِ الشَّرعيَّةِ؛ فإنَّه لا يجوزُ ترْكُ الاعتراضِ فيه، ويُفهَمُ منه: أنَّ أنَسًا لم يَرتكِبْ أمْرًا يَتوجَّهُ إليه فيه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اعتراضٌ.
قال أنسٌ رضِيَ اللهُ عنه "وكان رسولُ اللهِ مِن أحسَنِ النَّاس خُلقًا"، أي: كان أفضَلَ النَّاسِ اتِّصافًا بمعالي الأخلاقِ قَولًا وعملًا مع كُلِّ الخَلْقِ حتَّى مع الحَيواناتِ والجَماداتِ؛ وذلك لكونِه أكملَ النَّاسِ إيمانًا. وحُسنُ الخُلقِ مِن صِفاتِ الأنبياءِ والأولياءِ الصَّالحين، وهو اعتِدالُ الأخلاقِ بَينَ طَرفي مَذمومِها، ومُخالَفةُ النَّاسِ بالجميلِ منها، والبِشرُ والتودُّدُ لهم، والإشفاقُ عليهم، والاحتمالُ والحِلمُ والصَّبرُ فى المكارهِ، وتَركُ الاستطالةِ والكِبرِ على الناسِ والمؤاخذةِ، واستعمالِ الغضبِ، والسَّلاطةِ والغِلظةِ.
قال "ولا مَسِسْتُ خَزًّا ولا حريرًا ولا شَيئًا كان ألْينَ مِن كفِّ رسولِ اللهِ"، وهذا مِن تَمامِ صِفاتِه الجَسديَّةِ؛ فقد كان جَميلَ الجِسمِ والجِلْدِ مع القُوَّةِ والفُتوَّةِ، "ولا شمَمْتُ مِسْكًا قطُّ ولا عِطْرًا كان أطيَبَ مِن عرَقِ النَّبيِّ"، وهذا أيضًا مِن حُسنِ شَمائلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. = الدرر =


" وإِنَّ صاحبَ حُسْنِ الخُلُقِ لَيبلغُ بهِ دَرَجَةَ صاحِبِ الصَّوْمِ والصَّلاةِ " الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 2641 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=


"إنَّ أكملَ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا ، و إنَّ حُسْنَ الخلُقِ ليبلغُ درجةَ الصومِ و الصلاةِ "الراوي : أنس بن مالك - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 1578 - خلاصة حكم المحدث : صحيح= الدرر=


"من أُعطِيَ حظَّه من الرِّفقِ فقد أُعطِيَ حظَّه من الخيرِ ومن حُرِمَ حظُّه من الرِّفقِ ؛ فقد حُرِمَ حظُّه من الخيرِ . أثقلٌ شيءٍ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ حُسنُ الخُلُقِ ، وإنَّ اللهَ لَيبغضُ الفاحشَ البذِيءَ" الراوي : أبو الدرداء - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الأدب المفرد -الصفحة أو الرقم: 361 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر=
الشرح:
الرِّفقُ واللِّينُ في الأمرِ كلِّه مِن الخيرِ العَظيمِ، وعاقبتُه جميلةٌ ومَحمودةٌ، وبِه يُدرِكُ الإنسانُ ما لا يُدرِكُه بالشِّدَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّه مَن أُعطِيَ حظَّه مِن الرِّفقِ"، أي: نَصيبَه مِن اللُّطفِ واللِّينِ والسَّماحَةِ في تَعامُلِه مع النَّاسِ، "فقد أُعْطِيَ حظَّه مِن الخيرِ"، أي: إنَّ الرِّفقَ خيرٌ كلُّه؛ فإنَّ العبْدَ يَرفُقُ بالنَّاسِ في الدُّنيا، فيَرفُقُ اللهُ به في الآخرةِ جزاءً وِفاقًا، "ومَن حُرِمَ حظَّه مِن الرِّفقِ"، أي: مُنِع نَصيبَه مِن اللُّطفِ واللِّينِ والسَّماحَةِ في تَعامُلِه مع النَّاسِ، "فقد حُرِمَ حظَّه مِن الخيرِ"، فبِهِ تُدرَكُ الدُّنيا والآخرةُ، وبِفَوتِه يَفوتانِ؛ لأنَّ عَكْسَه العُنفُ، وهو أمرٌ غيرُ محمودٍ، ولا يَحصُلُ به خيرٌ في الدُّنيا ولا في الآخرةِ، فمَن أعطاهُ اللهُ الرِّفقَ، فَلْيَحمَدِ اللهَ على ما أعطاهُ مِن الخيرِ؛ إذ بالرِّفقِ يَنالُ مَطالِبَ الدِّينِ والدُّنيا، "أثقَلُ شَيءٍ"، أي: مِن أثقَلِ ما يُوزَنُ مِن الأعمالِ، "في مِيزانِ المُؤمِن يومَ القيامةِ حُسْنُ الخُلقِ"؛ وذلك لأنَّه تَرجمةٌ فِعليَّةٌ لِمَا في قلْبِ العبدِ مِن الإيمانِ، ولأنَّه يَتسبَّبُ عنه كلُّ خيرٍ، "وإنَّ اللهَ لَيُبغِضُ الفاحِشَ"، أي: ذا الفُحشِ في فِعْلِه وقولِه، "البذيءَ"، أي: الَّذي لا حياءَ له، أو فاحشَ القولِ وبذيءَ اللِّسانِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الرِّفقِ، وأنَّه أقصرُ الطُّرقِ للوُصولِ إلى الخيرِ.
وفيه: بَيانُ الأثَرِ العظيمِ للطَّاعاتِ.
وفيه: أنَّ اللهَ لا يُحِبُّ لعِبادِه السُّوءَ. = الدرر =

"صِلَةُ الرَّحِمِ ، و حُسنُ الخُلُقِ ، و حُسنُ الجِوارِ ، يُعَمِّرْنَ الدِّيارَ ، و يَزِدْنَ في الأعمارِ"الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع-الصفحة أو الرقم: 3767 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =
الشرح:

"وصِلَةُ الرَّحمِ" بالبِرِّ والإحسانِ إلى الأهْلِ والأقاربِ، "وحُسنُ الخُلقِ"، أي: ومُعامَلةُ الخلْقِ بأفضلِ الأخلاقِ، "وحُسنُ الجِوارِ"، أي: بمنْعِ الأذى عن الجارِ وإيصالِ النَّفعِ إليه، "يُعمِّرانِ الدِّيارَ"، أي: بالبركةِ والخيرِ، "ويَزيدانِ في الأعمارِ" بالبركةِ فيها؛ بحيث يُوفِّقُه اللهُ لعمَلِ الخيرِ الكثيرِ والطَّاعاتِ ذاتِ الفضْلِ العظيمِ، أو الزِّيادةُ حقيقيةٌ بتَطويلِ العُمرِ، وظاهرُ الحديثِ يُعارِضُ قولَه تعالى"فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"الأعراف: 34، والجمْعُ بيْنهما مِن وَجهينِ: أحدِهما: أنَّ هذه الزِّيادةَ كِنايةٌ عن البركةِ في العُمرِ بسَببِ التَّوفيقِ إلى الطَّاعةِ وعِمارةِ وقْتِه بما يَنفَعهُ في الآخرةِ، وصِيانتِه عن تَضْييعِه في غيرِ ذلك، وحاصِلُه: أنَّ هذه الأعمالَ الطَّيِّبةَ تكونُ سببًا للتَّوفيقِ للطَّاعةِ والصِّيانةِ عن المعصيةِ، فيَبْقى بعْدَه الذِّكرُ الجميلُ، فكأنَّه لم يَمُتْ، ثانيهما: أنَّ الزِّيادةَ على حَقيقتِها، وذلك بالنِّسبةِ إلى عِلْمِ المَلَكِ المُوكَّلِ بالعُمرِ، وأمَّا الأوَّلُ الَّذي دلَّت عليه الآيةُ فبالنِّسبةِ إلى عِلْمِ اللهِ؛ كأنْ يُقالَ للمَلَكِ مثلًا: إنَّ عُمرَ فُلانٍ مِئةٌ إنْ وصَلَ رَحِمَه، وسِتُّونَ إنْ قطَعَها، وقد سبَقَ في عِلْمِ اللهِ أنَّه يَصِلُ أو يَقطَعُ؛ فالَّذي في عِلْمِ اللهِ لا يَتقدَّمُ ولا يتأخَّرُ، والَّذي في عِلْمِ المَلَكِ هو الَّذي يُمكِنُ فيه الزِّيادةُ والنَّقصُ، وإليه الإشارةُ بقولِه تعالى"يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"الرعد: 39.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الرِّفقِ، وأنَّه أقصرُ الطُّرقِ للوُصولِ إلى الخيرِ.
وفيه: بَيانُ الأثَرِ العظيمِ للطَّاعاتِ.الدرر =


"أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا ، صدْقُ الحديثِ ، و حفْظُ الأمانةِ ، و حُسْنُ الخُلقِ ، وعفَّةُ مَطْعَمٍ "الراوي : عبدالله بن عمر و عبدالله بن عمرو بن العاص و ابن عباس - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 873 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

الشرح:
حُسْنُ الخُلُقِ يرْقَى بصاحِبِهِ إلى أعْلى المراتِبِ في الدُّنْيا والآخِرَةِ، ومَن رُزِقَ حُسنَ الخُلُقِ فلا عليه ممَّا فاتَه مِن الدُّنيا، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ "أرْبعٌ"، أي: خِصالٍ وصِفاتٍ، "إذا كُنَّ فيك"، أي: اتَّصفَ المُسْلمُ وتخلَّق بهن، "فلا عليك ما فاتَك من الدُّنْيا"، أي: لا بأْسَ بما يَضيعُ من الدُّنْيا من مُتعٍ، إنْ كان المُسْلمُ بتلك الصفاتِ، ويَحْتمِلُ: أنه لا بأْسَ بما يفوتُ من الدُّنْيا إذا كان الفائِتُ منها ما يترتَّبُ من معاملاتٍ بتلك الخِصالِ، الأُولى "صِدْقُ الحديثِ"، أي: التزامُ الصِّدْقِ في القَوْلِ والإخبارِ بأيِّ شيءٍ، والثانيةُ "وحِفْظُ الأمانةِ"، وحِفظُ الأماناتِ يكونُ في الأموالِ والأعمالِ، والثالثة: "وحُسْنُ الخُلُقِ"، أي: الَّذي يَمتَثِلُ بالخلُقِ الحَسنِ بيْن النَّاسِ جميعًا؛ فيُحَسِّنُ خُلُقَه مع اللهِ عزَّ وجَلَّ بالرِّضا بقَضاءِ اللهِ وقدَرِه، والصَّبرِ والحَمدِ عندَ البلاءِ، والشُّكرِ عندَ النِّعمةِ، ويكونُ حَسَنَ الخلُقِ مع النَّاسِ؛ بكَفِّ الأَذى عنهم، وطَلاقةِ الوَجهِ، ولِينِ الكَلامِ، والإحسانِ إليهم، وبَذْلِ العَطاءِ فيهم، مع الصَّبرِ على أذاهُم؛ فكمالُ الإيمانِ يُوجِبُ حُسْنَ الخُلقِ، والإحسانَ إلى النَّاسِ كافَّةً، والرابعةُ "وعِفَّةُ مَطْعَمٍ"، أي: التزامُ الحَلالِ في المَأْكلِ والمَشْربِ؛ لأنَّه أكثرُ ما يطْلُبُه الناسُ، ويعُمُّ كلَّ ما يَنْتفِعُ به الإنسانُ كالمَلْبسِ والمَسْكَنِ = الدرر =
"أَقَمْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي مِنَ الهِجْرَةِ إلَّا المَسْأَلَةُ، كانَ أَحَدُنَا إذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن شيءٍ، قالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ."الراوي : النواس بن سمعان - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم-الصفحة أو الرقم: 2553 - خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر =

معنى البِرِّ لغةً:
البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، وبَرَّ يَبَرُّ، إذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ، إذا صدَّقه ولم يحنث. وبَرَّ رحمه يَبَرُّ، إذا وصله. ويقال: فلان يَبَرُّ ربَّه ويتبرَّره، أي: يطيعه. ورجل بَرٌّ بذي قرابته، وبارٌّ: من قوم بررة وأبرار، والمصدر: البِرُّ، والبَرُّ: الصَّادق أو التقي وهو خلاف الفاجر، والبِرُّ: ضدُّ العقوق. وبَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَرُّهُ برًّا، وقد بَرَّ والده يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرًّا... وهو بَرٌّ به وبارٌّ.. وجمع البَرِّ الأبرار، وجمع البَارِّ البَرَرَةُ.

قال المناوي:البِرُّ بالكسر أي: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي هو في تزكية النَّفس... يقال: بَرَّ العبدُ ربَّه. أي: توسَّع في طاعته... وبِرُّ الوالد: التَّوسع في الإحسان إليه، وتحرِّي محابِّه، وتوقِّي مكارهِه، والرِّفقُ به، وضدُّه: العقوق. ويستعمل البِرُّ في الصِّدق؛ لكونه بعض الخير المتوسَّع فيه.هنا =

والبر هو جامع الخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات= هنا =

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-26-2019 الساعة 05:43 PM
رد مع اقتباس