عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 11-18-2018, 12:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


#الدرس_رقم_12

⬅عندما أصبح عمره أربعة وخمسين عامًا، كان قد فقد القدرة على القيام من شدة الإعياء والمرض، فكان يقول: أتمنى لو ذهبت إلى الهند. حتى يكمل بقية الرسالة ويجمعهم،

⬅🌼، لكن دعونا نحكي وفاة الشافعي،..... واللحظات الأخيرة قبل وفاته.

👈قبل وفاته بسنة طلب طلبًا غريبًا جدًّا،.... قال لتلميذه ربيع: أريد أن أذهب إلى الإسكندرية.
قال: لمَ؟
قال: لأرابط في سبيل الله، على ثغور المسلمين أمام الرومان.
قال: لمَ؟ -أي: فما شأنك بذلك؟ ‼
قال الشافعي: بذلت في العلم الكثير، ....وجاهدت بالعلم الكثير.....، وأحب أن أجاهد في آخر حياتي بالرباط في سبيل الله..... فيذهب للإسكندرية،..... و: يقف أمام البحر كالجندي يقرأ القرآن.....، فلربما قرأ القرآن في ليلته وهو مرابط إلى اليوم التالي واقفًا، ....
يريد ياأحبه ....أخذ ثواب الرباط في سبيل الله بأنه واقف في سبيل الله،
سبحان الله ⤵
وأنت طوال عمرك في سبيل الله يا شافعي.

✍قبل الوفاة بأيام -يقول ربيع-....: رأيت في المنام – قبل وفاة الشافعي بأسبوع- أن آدم عليه السلام يموت، فسألت عن تفسيرها.....، فقيل لي: سيموت أعلم أهل الأرض.
فقلت: ولمَ؟
ما علاقة موت أعلم أهل الأرض بآدم عليه السلام؟‼ ‼
👈 فقال لي مفسر الأحلام:..... لأن الله يقول: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا....} (البقرة:31)،
فموت آدم في الحلم او في المنام، هو موت لأعلم أهل الأرض،
👈يقول: فقلت لنفسي سيموت الشافعي،...... لأنه لا يعلم أن أحدًا في الأرض أعلم منه.

⬅🌼في الحقيقة قبل موت الشافعي بيومين ..... قال بيت شعر جميل جدًّا، يقول فيه:
متعب العيش مرتحلا من بلدٍ إلى بلد والموت يطلبني في هذا البلد

👈يذكر أنه تعب كثيرا، .....وتنقل بين البلدان، ....ولكنه سيموت في هذا البلد......
في الليالي الأخيرة قبل موت الشافعي،..... دخل عليه ربيع فقال له: كيف تجدك؟ ‼ ‼
فقال الشافعي: أجدني ضعيفاً.
فقال له ربيع: قوى الله ضعفك.
👈فنظر الشافعي إلى ربيع فوجده يبكي، ...فصَعِبَ عليه أمره، هو يموت الآن والربيع يبكي،
فأراد أن يضحكه ويذكر له طرفة، ...فقال له: أتدعو علي يا ربيع‼؟ ‼
قال: كيف يا شافعي‼؟ ‼
قال: تقول: قوى الله ضعفي! إذا قوى ضعفي مت يا ربيع.
👈فقال ربيع: والله يا إمام لا أدري أأبتسم لكلمتك أم أبكي؟‼
فقال لي: - هذا يوم الوفاة-.... اقرأ علي القرآن يا ربيع.
فقلت: ماذا أقرأ عليك؟ ‼ ‼
فقال: اقرأ علي قول الله تبارك وتعالى:
{ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا.... } ( آل عمران:193) يقول فأخذت أقرأ وهو.... يبكي،..... وتنهمر الدموع من عينيه، .....وكأنه يقصد نفسه بهذه الآيات، ......{....رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ{193} رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ{194} فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ.....}
يقول....: فسمعت له شهيقا من شدة البكاء عند قوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى....} ....{....بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ....} ( آل عمران: 193-195)..... يقول: فعلا نحيبه وابتسامته،
👈 ثم قال لي: يا ربيع اذهب إلى فلان المالكي – من مذهب مالك- فقل له: يقول لك الشافعي ادع له،
* سبحان الله! يعمل على تجميع الناس وتأليفهم حتى وهو يموت!*
☘ماهذا الرجل☘
يقول: فقلت له: بعد قليل.
👈فقال الشافعي: اذهب الآن.... فهو أطيب لقلبه وقلبي-.... هذا أجمل لقلبي وقلبه قبل موتي!

⬅🌼هل تستطيع أن تفكر هكذا-؟‼
ألم أقل لكم أن التوافق وتأليف الناس ما هو إلا طريقة تفكير،... كيف تجمع الناس؟ ‼كيف تؤلف قلوبهم؟‼
يقول: فقلنا له - وكان في النزع الأخير عند المغرب- نخرج ونتركك؟ ‼ ‼

فقال: لا حتى تشهدوا خروج روحي،.... وكان آخر شيء ....قاله أبيات من الشعر – كان يحب الشعر جدا - قال:
✍ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت رجائي نحو عفوك سُلَّماً
أي: عندما كثرت ذنوبي، جعلت رجائي سُلَّماً أصل به لعفوك.
تعاظمت ذنوبي فلمـا قارنتهـا بعفوك كـان عفـوك أعظمـا
فمـا زلتَ ذا عفـو عن الذنب تجـود و تغفـر منة وتكرمـا

يقولون: ....فقال هذه الأبيات عن عفو الله .....ثم فاضت روحه رضي الله عنه وأرضاه.
مات الشافعي. ،
وقبره معروف في مصر إلى الآن.

أنهيت قصة الشافعي لكم ياأحباب المصطفى.
⬅🌼 يقولون: ما رأينا أهل مصر يبكون أحدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم من العظماء كهذا البكاء!
فحزنت مصر جميعها،
بل حزن العالم الإسلامي بأكمله.
رجل جمع الأمة،
جمع الناس قدر استطاعته، بذل الكثير، حتى المخالفين له احترموه.

تم بحمد الله نهاية قصة الشافعي
رد مع اقتباس