الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #152  
قديم 02-26-2019, 01:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(151) وقفات مع بيعة الرضوان

💥نحتاج إلى أن نقف وقفات مع هذه البيعة العظيمة: بيعة الرضوان.

🌱أولاً: ظهر في هذه البيعة التضحية والبذل والعطاء الكامل من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو خلاصة ما هو مطلوب من المؤمن في دنياه.
فأمر هذه البيعة صعب، فهؤلاء المسلمون جاءوا إلى مكة للعمرة بسلاح المسافر فقط، ولا مدد لهم من المدينة؛ لأن المدينة تبعد عن مكة قرابة (500) كيلو، ومن الطبيعي إذا قاتلوا المشركين في هذا المكان فإن المسلمين قد يقتلون؛ لأنهم يقاتلون جيشاً بعدة وعتاد وعلى بعد خطوات من المدد، وليست قريشاً فقط، ولكن معها قبائل الأحابيش الحليفة لها، لكن مع ذلك لم يفكر واحد من المسلمين في أسرته، في أولاده، في زوجته، في تجارته، في أعماله، في حياته، لم يقل أحد منهم: ظروفي لا تسمح أبداً، بل لم يقم أحدهم بهذه البيعة إحراجاً من رسول الله صل الله عليه وسلم أو إحراجاً من المسلمين، بل فعلوها جميعاً راغبين صادقين

🌱ثانياً: هذا الموقف الذي أعلن فيه المسلمون رغبتهم في الموت هز مكة تماماً من داخلها، فمن يستطيع أن يقاتل قوماً يطلبون الموت؟ بماذا ستخوفهم؟ ستقتلهم، فهم الذين يريدون أن يموتوا، فقد بايعوا على أن يموتوا، بايعوا على ألا يفروا حتى النهاية، ولم يكن معهم إلا سلاح بسيط، ومع ذلك بايعوا على الموت.

🌱ثالثاً: قبل أن نخوض في بنود الصلح هناك شيء غريب جداً وهو أنه لم يصب المسلمين سوء عندما أخذوا قرار الموت، بينما في أحد عندما أخذوا قرار الفرار، استشهد منهم سبعون، وكان عددهم في أحد (700) وفي الحديبية (1400) لم يصب منهم أحد بسوء.

🌱رابعاً: أن الله سبحانه وتعالى صرح برضاه عن أولئك الذين قاموا بالبيعة، مع أنهم ما زالوا على قيد الحياة، ومن الممكن أن يرتكبوا بعد ذلك ذنوباً أو أخطاءً أو كذا أو كذا من الأمور، ومع ذلك ربنا سبحانه وتعالى صرح أنه قد رضي عنهم، لكن يوجد معنى في غاية الأهمية ينبغي أن نفهمه من هذا الكلام: وهو أن موقفاً واحداً في حياتك لصالح المسلمين ولصالح الأمة يكون من الثقل بحيث أنه لا يعدل به ذنب بعد ذلك، وهذه ليست دعوة للذنوب، ولكنها دعوة للأعمال الصالحة الثقيلة.

💡إذاً: كل واحد منا يسأل نفسه: هل تملك موقفاً تعتقد أنه منجيك يوم القيامة؟

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس