عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 01-19-2019, 12:44 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


🍃3⃣0⃣🍃

■ الآيات و المعجزات ■

✋ المطلب الاول ✋

▪ تعريف الآية و المعجزة ▪

👈 الآية - في لغة العرب - العلامة الدالة علي الشئ ؛ و المراد بها هنا :
ما يجريه الله علي أيدي رسله و أنبيائه من أمور خارقة للسنن الكونية المعتادة التي لا قدرة للبشر علي الإتيان بمثلها ؛ كتحويل العصا إلي أفعي تتحرك و تسعي ؛ فتكون هذه الآية الخارقة للسنة الكونية المعتادة دليلا غير قابل للنقض و الإبطال ؛ يدل علي صدقهم فيما جاؤوا به ؛
وقد تتابع العلماء علي تسمية هذه الآيات بالمعجزات ؛
و المعجزة - في اللغة - اسم فاعل مأخوذ من العجز الذي هو زوال القدرة عن الإتيان بالشئ من عمل او رأي او تدبير ؛

👈 و علي ذلك فإن الامور التالية لا تعد من باب المعجزات :

● الخوارق التي تعطي للأنبياء و ليس مقصودا بها التحدي ؛ كنبع الماء من بين أصابع الرسول صل الله عليه وسلم ؛ و تكثيره الطعام القليل ؛ و تسبيح الحصا في كفه ؛ و إتيان الشجر إليه ؛ و حنين الجذع إليه ؛ و ما أشبه ذلك ،
● الخوارق التي أعطاها الله لغير الأنبياء و يسميها المتأخرون كرامات ،
والذين فرقوا هذا التفريق هم العلماء المتاخرون ؛ أما المعجزة في اللغة وفي عرف العلماء المتقدمين ك الإمام أحمد فإنها تشمل ذلك كله ؛
● وقد أطلقنا عليها اسم { الآية } كما جاء بذلك القرآن الكريم ؛ وهو اسم شامل لكل ما أعطاه الله جل وعلا لأنبيائه للدلالة علي صدقهم سواء يقصد به التحدي أم لم يقصد .

✋ المطلب الثاني ✋

▪ أنواع الآيات ▪
إذ إستقر أن الآيات و المعجزات التي أعطاها الله لرسله و أنبيائه نجدها تندرج تحت ثلاثة أمور :
♢ العلم
♢ القدرة
♢ الغني
ف الإخبار بالمغيبات الماضية و الآتية ؛
كإخبار عيسي قومه بما يأكلونه وما يدخرونه في بيوتهم ؛ و إخبار رسولنا صل الله عليه وسلم بأخبار الأمم السابقة ؛ و إخباره بالفتن و أشراط الساعة التي ستاتي في المستقبل - كل ذلك من باب العلم ،
و تحويل العصا أفعي ؛ و إبراء الاكمه و الأبرص ؛ و إحياء الموتي ؛ و شق القمر ؛ و ما أشبه هذا - من باب القدرة .

● وعصمة الله لرسوله صل الله عليه وسلم من الناس ؛ وحمايته له ممن أراد به سوءا ؛ و مواصلته للصيام مع عدم تأثير ذلك علي حيويته ونشاطه من باب الغني ؛

👈 ومن الامور الثلاثة :
♢ العلم
♢ والقدرة
♢ و الغني
التي ترجع إليها المعجزات لاينبغي أن تكون ان تكون علي وجه الكمال إلا لله تعالي ؛ لذلك أمر الله تعالى رسوله صل الله عليه وسلم بالبراءة في دعوى هذه الأمور :

{ قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ}
[سورة اﻷنعام 50]

✋ فالرسول يبرأ من دعوي علم الغيب ؛ و ملك خزائن الأرض ؛ ومن كونه ملكا مستغنيا عن الطعام والشراب والمال ؛
و الرسل ينالون من هذه الثلاثة المخالفة للعادة المطردة ؛ او لعدة أغلب الناس بقدر ما يعطيهم الله تعالي ؛ فيعلمون من الله ما علمهم إياه ؛ و يقدرون علي ما أقدرهم عليه ؛ و يستغنون بما أغناهم به ،

🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس