عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-21-2010, 12:16 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,031
افتراضي

الشرح


هذا الحديث به حياة القلوب لأن به الابتعاد عن الاغترار عن كل مافي الدنيا.


أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بمنكبي ابن عمر :


هذا يدل على الاهتمام من النبي عليه الصلاة والسلام


بابن عمر وهو شاب صغير


كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل:


هذه من أعظم الوصايا المطابقة للواقع ،


لو عقل الناس فإن الإنسان ابتدأ حياته في الجنة


ونزل إلى هذه الأرض ابتلاء ،فهو فيها غريب أو عابر سبيل


فزيارته للدنيا،زيارة الجنس البشري للدنيا هذه زيارة غريب،


وإلا فمكان آدم ومن تبعه ! - فالمنزل- هو الجنة ،فابن آدم خرج من


الجنة ابتلاءًا وجزاءًا على معصيته.


المرء يجب عليه أن يوطن نفسه ويربيها على أن منزله الجنة


وليست هذه الدنيا


وهو في هذه الدنيا في دار ابتلاء وإنما هو غريب أو عابر سبيل ،


وما أحسن استشهاد ابن القيم -رحمه الله- إذ ذكر :


أن حنين المسلم للجنة و أن حبه للجنة ورغبته فيها هو بسبب أنها


موطنه الأول و أنه هو الآن سبي للعدو و رحل عن أوطانه بسبب سبي


إبليس لأبينا آدم . وهل يا ترى يرجع إلى داره الأولى أم لا.؟


وما أحسن قول الشاعر:


نقي فؤادك حيث شئت من الهوى ماالحب إلا للحبيب الأول
كم من منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدًا لأول منزل


فالحبيب الأول هو الله جل وعلا


وأول منزل للعبد هو الجنة .


من كان على حال أنه غريب أو عابر سبيل فإنه لا يأنس بمقامه،


لأن الغريب لا يأنس إلا مع أهله وعابر السبيل دائمًا


في عجلة من


أمره وهذه هي حقيقة الدنيا، مهما عاش ابن آدم!!


عاش نوح ألف سنة منها تسعمائة وخمسون في قومه


ثم مضت وانتهت وهكذا.


فالحقيقة أنهم غرباء وعابري سبيل مروا بهذه الدنيا وماتوا،


فيجب للمرء أن ينتبه لنفسه


و أعظم مايصاب به العبد هو :


الغفلة


فعليك أن تعتقد ان هذه الدار دار ممر وليس دار مقر


ابن عمر -رضي الله عنهما - كان يوصي:


إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح :


كن على حذر دائمًا من الموت ،


وقد قيل في عدد من السلف


** كان فلان لو قيل له إنك تموت الليلة لما استطاع


أن يزيد في عمله**


وهذا يكون باستحضار حق الله جل وعلا دائمًا


وأنه إذا تعبد فإنه


يستحضر ذلك ويخلص فيه لربه -جل وعلا-


وإن خالط أهله يجب عليه أن يكون ممتثلاً


للشريعة في شأنه كله .


وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك:


هذا يعني أن على العبد المبادرة للخير والعلم والتوبة.


ا.هــ بتصرف


أصل المعلومة مستقى من


شرح الأربعين النووية،


الشريط الحادي عشرللشيخ صالح آل الشيخ


بارك الله في الجميع ونفعنا وإياكم بالعلم النافع والعمل


الصالح ووفق الله الجميع لما فيه صلاح القلوب والأنفس


منقول بتصرف


رد مع اقتباس