عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 12-17-2013, 10:38 PM
الصورة الرمزية توبة
توبة توبة غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 817
افتراضي تابع ورع الصديق رضي الله عنه وحديث الإفك .



المجلس الرابع عشر
15 صفر 1435
والمجلس الخامس عشر
تابع ورع الصديق رضي الله عنه وشرح حديث الإفك




شرح حديث الإفك
شرح النووي على صحيح مسلم



قوله : ( حدثنا حبان بن موسى ) هو بكسر الحاء ، وليس له
في صحيح مسلم ذكر إلا في هذا الموضع وقد أكثر عنه البخاري في صحيحه .


قوله : ( عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عائشة . . . إلى قوله : وكلهم حدثني طائفة من الحديث ، وبعضهم أوعى لحديثها من بعض . . . إلى قوله وبعض حديثهم يصدق بعضا ) هذا الذي ذكره الزهري من جمعه الحديث عنهم جائز لا منع منه ، ولا كراهة فيه ; لأنه قد بين أن بعض الحديث عن بعضهم ، وبعضه عن بعضهم ، وهؤلاء الأربعة أئمة حفاظ ثقات من أجل التابعين ، فإذا ترددت اللفظة من هذا الحديث بين كونها عن هذا أو ذاك لم يضر ، وجاز الاحتجاج بها لأنهما ثقتان ، وقد اتفق العلماء على أنه لو قال : حدثني زيد أو عمرو وهما ثقتان معروفان بالثقة عند المخاطب جاز الاحتجاج به .


قوله : ( وبعضهم أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا ) أي : أحفظ وأحسن إيرادا وسردا للحديث .


[ ص: 252 ] قولها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ) هذا دليل لمالك والشافعي وأحمد وجماهير العلماء في العمل بالقرعة في القسم بين الزوجات ، وفي العتق والوصايا والقسمة ونحو ذلك ، وقد جاءت فيها أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة ، قال أبو عبيد : عمل بها ثلاثة من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين : يونس ، وزكريا ، ومحمد صلى الله عليه وسلم ، قال ابن المنذر : استعمالها كالإجماع ، قال : ولا معنى لقول من ردها ، والمشهور عن أبي حنيفة إبطالها ، وحكي عنه إجازتها ، قال ابن المنذر وغيره : القياس تركها ، لكن عملنا بها للآثار .


وفيه : القرعة بين النساء عند إرادة السفر ببعضهن ، ولا يجوز أخذ بعضهن بغير قرعة ، هذا مذهبنا ، وبه قال أبو حنيفة وآخرون ، وهو رواية عن مالك ، وعنه رواية أن له السفر بمن شاء منهن بلا قرعة ; لأنها قد تكون أنفع له في طريقه ، والأخرى أنفع له في بيته وماله .


قولها : ( آذن ليلة بالرحيل ) روي بالمد وتخفيف الذال وبالقصر وتشديدها : أي : أعلم .



قولها : ( وعقدي من جزع ظفار قد انقطع ) أما ( العقد ) فمعروف نحو القلادة ، ( والجَزع ) بفتح الجيم وإسكان الزاي وهو خرز يماني ، وأما ( ظَفار ) فبفتح الظاء المعجمة وكسر الراء وهي مبنية على الكسر ، تقول : هذه ظفار ، ودخلت ظفار ، وإلى ظفار بكسر الراء بلا تنوين في الأحوال كلها ، وهي قرية في اليمن .
قولها : ( وأقبل الرهط الذي كانوا يرحلون لي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري ) هكذا وقع في أكثر النسخ ( لي ) باللام ، وفي بعض النسخ ( بي ) بالباء ، واللام أجود ، ويرحلون بفتح الياء وإسكان الراء وفتح الحاء المخففة أي : يجعلون الرحل على البعير ، وهو معنى قولها ( فرحلوه ) بتخفيف الحاء ، و ( الرهط ) هم جماعة دون عشرة ، و ( الهودج ) بفتح الهاء مركب من مراكب النساء .


قولها : ( وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام ) فقولها ( يُهَبّلن ) ضبطوه على أوجه أشهرها ضم الياء وفتح الهاء والباء المشددة ، أي : يثقلن باللحم والشحم ، والثاني : يهبلن بفتح الياء والباء وإسكان الهاء بينهما ، ويجوز بضم أوله وإسكان الهاء وكسر الموحدة ، قال أهل اللغة : يقال : هبله اللحم وأهبله إذا أثقله وكثر لحمه وشحمه ، وفي رواية البخاري ( لم يثقلن ) وهو بمعناه ، وهو أيضا المراد بقولها : ( ولم يغشهن اللحم ) و ( يأكلن العلقة ) : بضم العين أي : القليل ، ويقال لها أيضا : البلغة .


قولها : ( فتيممت منزلي ) أي : قصدته .
[ ص: 253 ] قولها : ( وكان صفوان بن المعطل ) هو بفتح الطاء بلا خلاف كذا ضبطه أبو هلال العسكري والقاضي في المشارق وآخرون .


قولها : ( عرس من وراء الجيش فادلج ) التعريس : النزول آخر الليل في السفر لنوم أو استراحة ، وقال أبو زيد : هو النزول أي وقت كان ، والمشهور الأول .


قولها : ( ادلج ) بتشديد الدال ، وهو سير آخر الليل .
قولها : ( فرأى سواد إنسان ) أي : شخصه .
قولها : ( فاستيقظت باسترجاعه ) أي : انتبهت من نومي بقوله : إنا لله وإنا إليه راجعون .
قولها : ( خمرت وجهي ) أي : غطيته .


قولها : ( نزلوا موغرين في نحر الظهيرة ) ( الموغر ) بالغين المعجمة النازل في وقت الوغرة بفتح الواو وإسكان الغين ، وهي : شدة الحر ، كما فسرها في الكتاب في آخر الحديث ، وذكر هناك أن منهم من رواه ( موعرين ) بالعين المهملة ، هو ضعيف ، و ( نحر الظهيرة ) : وقت القائلة وشدة الحر .


قولها : ( وكان الذي تولى كبره ) أي : معظمه ، وهو بكسر الكاف على القراءة المشهورة ، وقرئ في الشواذ بضمها وهي لغة .
[ ص: 254 ] قولها : ( وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول ) هكذا صوابه ( ابن سلول ) برفع ( ابن ) وكتابته بالألف صفة لعبد الله ، وقد سبق بيانه مرات ، وتقدم إيضاحه في كتاب الإيمان في حديث المقداد مع نظائره .


قولها : ( والناس يفيضون في قول أهل الإفك ) أي : يخوضون فيه ، و ( الإفك ) بكسر الهمزة وإسكان الفاء هذا هو المشهور ، وحكى القاضي فتحهما جميعا قال : هما لغتان كنجس ونجس وهو الكذب .
قولها : ( هو يريبني أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه ) ( يريبني ) : بفتح أوله وضمه يقال : رابه وأرابه إذا أوهمه وشككه ، و ( اللطف ) بضم اللام وإسكان الطاء ، ويقال : بفتحها معا لغتان ، وهو : البر والرفق .
قولها : ( ثم يقول كيف تيكم ؟ ) هي : إشارة إلى المؤنثة كذلكم في المذكر .


قولها : ( خرجت بعدما نقهت ) هو بفتح القاف وكسرها لغتان حكاهما الجوهري في الصحاح وغيره ، والفتح أشهر ، واقتصر عليه جماعة ، يقال : نقه ينقه نقوها فهو ناقه ، ككلح يكلح كلوحا فهو كالح ونقه ينقه نقها فهو ناقه كفرح يفرح فرحا ، والجمع نقه بضم النون وتشديد القاف ، والناقه هو الذي أفاق من المرض ويبرأ منه ، وهو قريب عهد به ، لم يتراجع إليه كمال صحته .
قولها : ( وخرجت مع أم مسطح قبل المناصع ) أما ( مسطح ) فبكسر الميم ، وأما ( المناصع ) فبفتحها ، وهي مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها .


قولها : ( قبل أن نتخذ الكنف ) هي جمع كنيف ، قال أهل اللغة : الكنيف الساتر مطلقا .


[ ص: 255 ] قولها : ( وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه ) ضبطوا ( الأول ) بوجهين أحدهما : ضم الهمزة وتخفيف الواو ، والثاني الأول : بفتح الهمزة وتشديد الواو ، وكلاهما صحيح ، والتنزه : طلب النزاهة بالخروج إلى الصحراء .


قولها : ( وهي بنت أبي رهم وابنها مسطح بن أثاثة ) أما ( رهم ) فبضم الراء وإسكان الهاء و ( أثاثة ) بهمزة مضمومة وثاء مثلثة مكررة ، و ( مسطح ) لقب ، واسمه ( عامر ) وقيل : ( عوف ) كنيته أبو عباد ، وقيل : أبو عبد الله ، توفي سنة سبع وثلاثين ، وقيل : أربع وثلاثين واسم أم مسطح ( سلمى ) .


قولها : ( فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت : تعس مسطح ) أما ( عثرت ) فبفتح الثاء ، وأما ( تعس ) فبفتح العين ، وكسرها لغتان مشهورتان واقتصر الجوهري على الفتح ، والقاضي على الكسر ، ورجح بعضهم الكسر ، وبعضهم الفتح ، ومعناه : عثر ، وقيل : هلك ، وقيل : لزمه الشر ، وقيل : بعد ، وقيل : سقط بوجهه خاصة . وأما ( المرط ) فبكسر الميم ، وهو : كساء من صوف ، وقد يكون من غيره .


قولها : ( أي هنتاه ) هي بإسكان النون وفتحها ، الإسكان أشهر ، قال صاحب نهاية الغريب : وتضم الهاء الأخيرة وتسكن ، ويقال في التثنية : هنتان ، وفي الجمع هنات وهنوات ، وفي المذكر هن وهنان وهنون ، ولك أن تلحقها الهاء ; لبيان الحركة ، فتقول يا هنه ، وأن تشبع حركة النون فتصير ألفا فتقول : يا هناه ، ولك ضم الهاء فتقول : يا هناه أقبل ، قالوا : وهذه اللفظة تختص بالنداء ، ومعناه : يا هذه ، وقيل : يا امرأة ، وقيل : يا بلهاء كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم ، ومن المذكور حديث الصبي ابن معبد ، قلت : يا هناه إني حريص على الجهاد . والله أعلم .
قولها : ( قلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها ) ( الوضيئة ) : مهموزة ممدودة هي الجميلة الحسنة ، والوضاءة : الحسن ، ووقع في رواية ابن ماهان ( حظية ) من الحظوة وهي : الوجاهة ، وارتفاع المنزلة ، والضراير . جمع ضرة ، وزوجات الرجل ضراير ; لأن كل واحدة تتضرر بالأخرى بالغيرة والقسم وغيره ، والاسم منه الضر بكسر الضاد ، وحكي ضمها وقولها : إلا كثرن عليها ، هو بالثاء المثلثة المشددة ، أي : أكثرن القول في عيبها ونقصها .


قولها : ( لا يرقأ لي دمع ) هو بالهمزة ، أي : لا ينقطع .
قولها : ( ولا أكتحل بنوم ) أي : لا أنام .
قولها : ( استلبث الوحي ) أي : أبطأ ولبث ولم ينزل .
قولها : ( وأما علي بن أبي طالب فقال : لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير ) هذا الذي قاله علي - رضي الله عنه - هو الصواب في حقه ; لأنه رآه مصلحة ونصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم في اعتقاده ، ولم [ ص: 256 ] يكن ذلك في نفس الأمر ، لأنه رأى انزعاج النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر وتقلقه ، فأراد راحة خاطره ، وكان ذلك أهم من غيره .


قولها : ( والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله ) فقولها ( أغمصه ) بفتح الهمزة وكسر الميم وبالصاد المهملة ، أي : أعيبها ، والداجن : الشاة التي تألف البيت ، ولا تخرج للمرعى ، ومعنى هذا الكلام : أنه ليس فيها شيء مما تسألون عنه أصلا ، ولا فيها شيء من غيره إلا نومها عن العجين .


قولها : ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول ) أما ( أبي ) منون ، وابن سلول بالألف وسبق بيانه ، وأما استعذر : فمعناه : أنه قال من يعذرني فيمن آذاني في أهلي ، كما بينه في هذا الحديث ، ومعنى ( من يعذرني ) من يقوم بعذري إن كافأته على قبيح فعاله ، ولا يلومني ، وقيل : معناه من ينصرني ، والعذير الناصر .


قولها : ( فقام سعد بن معاذ فقال : أنا أعذرك منه ) قال القاضي : هذا مشكل لم يتكلم فيه أحد ، وهو قولها : ( فقام سعد بن معاذ فقال أنا أعذرك منه ) وكانت هذه القصة في غزوة المريسيع ، [ ص: 257 ] وهي غزوة بني المصطلق سنة ست فيما ذكره ابن إسحاق ، ومعلوم أن سعد بن معاذ مات في إثر غزاة الخندق من الرمية التي أصابته ، وذلك سنة أربع بإجماع أصحاب السير ، إلا شيئا قاله الواقدي وحده ، قال القاضي : قال بعض شيوخنا : ذكر سعد بن معاذ في هذا وهم والأشبه أنه غيره ، ولهذا لم يذكره ابن إسحاق في السير ، وإنما قال : إن المتكلم أولا وآخرا أسيد بن حضير ، قال القاضي : وقد ذكر موسى بن عقبة أن غزوة المريسيع كانت سنة أربع ، وهي سنة الخندق ، وقد ذكر البخاري اختلاف ابن عقبة ، قال القاضي : فيحتمل أن غزاة المريسيع وحديث الإفك كانا في سنة أربع قبل قصة الخندق ، قال القاضي : وقد ذكر الطبري عن الواقدي أن المريسيع كانت سنة خمس ، قال : وكانت الخندق وقريظة بعدها ، وذكر القاضي إسماعيل الخلاف في ذلك وقال : الأولى أن يكون المريسيع قبل الخندق ، قال القاضي : وهذا لذكر سعد في قصة الإفك ، وكانت في المريسيع ، فعلى هذا يستقيم فيه ذكر سعد بن معاذ ، وهو الذي في الصحيحين ، وقول غير ابن إسحاق في غير وقت المريسيع أصح ، هذا كلام القاضي وهو صحيح .


قولها : ( ولكن اجتهلته الحمية ) هكذا هو هنا لمعظم رواة صحيح مسلم ( اجتهلته ) بالجيم والهاء ، أي : استخفته وأغضبته وحملته على الجهل ، وفي رواية ابن ماهان هنا ( احتملته ) بالحاء والميم وكذا رواه مسلم بعد هذا من رواية يونس وصالح ، وكذا رواه البخاري ، ومعناه : أغضبته ، فالروايتان صحيحتان .
قولها : ( فثار الحيان الأوس والخزرج ) أي : تناهضوا للنزاع والعصبية ، كما قالت : حتى هموا أن يقتتلوا .


قوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ) معناه : إن كنت فعلت ذنبا وليس ذلك لك بعادة ، وهذا أصل اللمم .
[ ص: 258 ] قولها : ( قلص دمعي ) هو بفتح القاف واللام ، أي : ارتفع لاستعظام ما يعنيني من الكلام .


قولها لأبويها : ( أجيبا عني ) فيه تفويض الكلام إلى الكبار ; لأنهم أعرف بمقاصده واللائق بالمواطن منه ، وأبواها يعرفان حالها ، وأما قول أبويها : ( لا ندري ما نقول ) فمعناه : أن الأمر الذي سألها عنه لا يقفان منه على زائد على ما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي من حسن الظن بها والسرائر إلى الله تعالى .


قولها : ( ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ) أي : ما فارقه .


قولها : ( فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء ) هي بضم الموحدة وفتح الراء وبالحاء المهملة والمد ، وهي : الشدة .
قولها : ( حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق ) معنى ( ليتحدر ) لينصب ، و ( الجمان ) بضم الجيم وتخفيف الميم ، وهو : الدر ، شبهت قطرات عرقه صلى الله عليه وسلم بحبات اللؤلؤ في الصفاء والحسن .


[ ص: 259 ] قولها : ( فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : كشف وأزيل .


قولها : ( فقالت لي أمي قومي ، فقلت : والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي ) معناه : قالت لها أمها : قومي فاحمديه ، وقبلي رأسه ، واشكريه لنعمة الله تعالى التي بشرك ، فقالت عائشة ما قالت إدلالا عليه وعتبا ، لكونهم شكوا في حالها ، مع علمهم بحسن طرائقها ، وجميل أحوالها ، وارتفاعها عن هذا الباطل الذي افتراه قوم ظالمون ، ولا حجة له ولا شبهة فيه ، قالت : وإنما أحمد ربي سبحانه وتعالى الذي أنزل براءتي ، وأنعم علي ، وبما لم أكن أتوقعه ، كما قالت : ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله تعالى في بأمر يتلى .


قوله عز وجل : ولا يأتل أولو الفضل منكم أي : لا يحلفوا ، والألية : اليمين ، وسبق بيانها .


قولها : ( أحمي سمعي وبصري ) أي : أصون سمعي وبصري من أن أقول : سمعت ولم أسمع ، وأبصرت ولم أبصر .
قولها : ( وهي التي كانت تساميني ) أي : تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي مفاعلة من السمو وهو الارتفاع .


قولها : ( وطفقت أختها حمنة تحارب لها ) أي : جعلت تتعصب لها ، فتحكي ما يقوله أهل الإفك ، [ ص: 260 ] وطفق الرجل بكسر الفاء على المشهور ، وحكي فتحها ، وسبق بيانه .


قوله : ( ما كشفت عن كنف أنثى قط ) ( الكنف ) : هنا بفتح الكاف والنون ، أي : ثوبها الذي يسترها ، وهو كناية عن عدم جماع النساء جميعهن ومخالطتهن .
قوله : ( وفي حديث يعقوب موعرين ) يعني بالعين المهملة وسبق بيانه ، وقوله في تفسير عبد الرزاق : ( الوغرة شدة الحر ) هي بإسكان الغين وسبق بيانه .


قوله صلى الله عليه وسلم : ( أشيروا علي في أناس أبنوا أهلي ) هو بباء موحدة مفتوحة مخفف ومشددة رووه هنا بالوجهين التخفيف أشهر ، ومعناه : اتهموها ، والأبن بفتح الهمزة ، يقال : أبنه ويأبنه بضم الباء وكسرها : إذا اتهمه ورماه بخلة سوء ، فهو مأبون ، قالوا : وهو مشتق من الأبن بضم الهمزة وفتح الباء ، وهي : العقد في القسي تفسدها وتعاب بها .


[ ص: 261 ] قوله : " حتى أسقطوا لها به فقالت : سبحان الله " هكذا هو في جميع نسخ بلادنا ( أسقطوا لها به ) بالباء التي هي حرف الجر ، وبهاء ضمير المذكر ، وكذا نقله القاضي عن رواية الجلودي قال : وفي رواية ابن ماهان ( لهاتها ) بالتاء المثناة فوق قال الجمهور غلط وتصحيف ، والصواب الأول ، ومعناه : صرحوا لها بالأمر ، ولهذا قالت : سبحان الله ; استعظاما لذلك ، وقيل : أتوا بسقط من القول في سؤالها وانتهارها ، يقال أسقط وسقط في كلامه ، إذا أتى فيه بساقط ، وقيل : إذا أخطأ فيه ، وعلى رواية ابن ماهان إن صحت معناها أسكتوها ، وهذا ضعيف ، لأنها لم تسكت بل قالت : سبحان الله ، والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تبر الذهب ، وهي القطعة الخالصة .
قولها : ( وأما المنافق عبد الله بن أبي فهو الذي كان يستوشيه ) أي : يستخرجه بالبحث والمسألة ، ثم يفشيه ويشيعه ويحركه ، ولا ندعه بحمد . والله أعلم .


المصدر
هنــــــــــــــا



وهنـــا

شرح حديث الإفك
مادة صوتية للشيخ أبي اسحاق الحويني حفظه الله
رائع لا يفوتكم

__________________


مدونة ( أصحابي )
مناقب الصحابة رضي الله عنهم





التعديل الأخير تم بواسطة توبة ; 01-04-2014 الساعة 09:41 PM
رد مع اقتباس