عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 06-22-2019, 01:21 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,646
افتراضي


✋ الإستقامة أعظم كرامة :

ليست الكرامة دليلا علي تفضيل هذا المعطي علي غيره ؛ فقد يعطي الله الكرامة :
* ضعيف الإيمان لتقوية إيمانه .
* و محتاجا لسد حاجته .
ويكون الذي لم يعط مثل ذلك أكمل إيمانا و أعظم ولاية ؛ وهو لذلك مستغن عن مثل ما أعطي غيره ؛ و لذلك كانت الامور الخارقة في التابعين أكثر منها في الصحابة ؛ وعلي هذا فلا ينبغي أن يشغل المرء نفسه بالتطلع إلي الكرامة ؛ ولا ينبغي له أن يحزن إذا لم يعطها ؛ وقد ابو الجوزجاني حين قال :
(( كن طالبا للإستقامة ؛ لا طالبا للكرامة ؛ فإن نفسك منجبلة علي طلب الكرامة ؛ و ربك يطلب منك الاستقامة ؛
قال بعض من فهم قوله :
و هذا أصل عظيم كبير في الباب ؛ و سر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك و الطلاب .

✋ الخوارق و الاحوال الشيطانية :

ضل كثير من الناس عندما ظنوا أن كل من جرت علي يديه خوارق العادات فهو من أولياء الله الصالحين ؛ فبعض الذين يطيرون في الهواء و يمشون علي الهواء ؛ و نحو ذلك ؛ وهم من أفجر خلق الله ؛ بل قد يدعون النبوة ؛ مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبد الملك بن مروان ؛ و ادعي النبوة ؛ وقد أظهر أمورا خارقة للعادة ؛ فقد كانوا يضعون القيود في رجليه فيخرجها ؛ و يضرب بالسلاح فلا يؤثر فيه ؛ و تسبح الرخامة إذا مسحها بيده ؛ وكان يري الناس رجالا و ركبانا علي خيل في الهواء ؛ و يقول هي
الملائكة ؛ وهذا و أمثاله من فعل الشياطين ؛ و لذلك إذا حضر بعض الصالحين هذه الاحوال الشيطانية و ذكر الله تعالى و قرأ آية الكرسي أو شيئا من القرآن بطلت أحوالهم هذه ؛ فهذا الحارس الدمشقي الكذاب لما امسكه المسلمون ليقتلوه طعنه طاعن بالرمح ؛ فلم ينفذ فيه ؛ فقال له عبد الملك : إنك لم تسم الله ؛ فسمي الله ؛ فطعنه فقتله ،

👈 والمسيح الدجال تجري على يديه أمور خارقة للعادة تذهل من يراها وهو مع ذلك يدعي الألوهية .

ف الخوارق ليست دليلا علي أن صاحبها ولي لله تعالى ؛ ف الكرامة سببها الإيمان و التقوي و الإستقامة علي طاعة الله تعالي ؛ فإذا كانت الخارقة بسبب الكفر و الشرك و الطغيان و الظلم و الفسق فهي من الاحوال الشيطانية ؛ لا من الكرامات الرحمانية .

🌸🍃🌸🍃🌸🍃
رد مع اقتباس