الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #163  
قديم 03-29-2019, 01:33 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

(162) تابع موقف الرسول وأصحابه من رد أبي جندل.

💥هل يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل؟

🌱 الموازنة هنا وتحكيم العقل تقول: أنه يرد أبا جندل مع كل التداعيات التي قد تحدث لـأبي جندل بعد ذلك.

💡لأن ثمن إتمام صلح الحديبية هو أن يرد أبا جندل إلى المشركين مرة ثانية؛ لأننا قد كتبنا العهد، والمسلمون عند عهودهم، وخاصة أنها في صالح المسلمين .

🌱 لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يترك أبا جندل هكذا إنما قال له كلمات، وفي داخل هذه الكلمات إشارات جميلة جداً منه صلى الله عليه وسلم،

🌴قال له صلى الله عليه وسلم: (يا أبا جندل ! اصبر واحتسب؛ فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله، فلا نغدر بهم).

💡في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من إشارة:

1⃣ الرسول عليه الصلاة والسلام حكم العقل وقال: لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ننقض المصالحة الآن، وذكر قاعدة هامة جداً من قواعد المسلمين في المعاهدات 👈 وهي الوفاء لا الغدر، حتى لو كانت هناك تداعيات سلبية بعد ذلك، فما دمت قد عاهدت فلا غدر، والمسلمون عند عهودهم.

2⃣ أنه صلى الله عليه وسلم أعطى طريقاً للنجاة لـأبي جندل ، قال له: (اصبر واحتسب) ثم بشره بأن الله عز وجل سوف يخرجه من هذه الأزمة فقال: (فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً)

👈فهو صلى الله عليه وسلم ذكر أن مع أبي جندل في داخل مكة المكرمة بعض المستضعفين، وفي هذا إشارة إلى أنك إذا وجدت جهدك مع أولئك المستضعفين فقد يكون ذلك هو السبب في خروجكم من الأزمة، وهو السبب في الفرج الذي سيجعله الله عز وجل لك ولمن معك من المستضعفين.

🌱وهؤلاء المستضعفون عندهم أكثر من طريق:

🔸فيمكن أن يهاجروا كما هاجر المسلمون قبل هذا إلى الحبشة، يمكن أن يهاجروا إلى أي مكان آخر غير المدينة المنورة، حتى لا يوقعوا المسلمين في حرج بعد هذه المعاهدة،

🔸ويمكن أن يكتموا إسلامهم،

🔸ويمكن أن يتظاهروا بالكفر، ويمكن أن يعملوا أي شيء إلى أن يجعل الله عز وجل لهم فرجاً ومخرجاً، وهذا وعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

💥وقد يقول شخص: قدِّر أن أبا جندل فتن في دينه؛ نتيجة الإيذاء والتعذيب الذي وقع عليه من سهيل بن عمرو أو من غيره من زعماء مكة!

👈نقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام يرد على هذه الكلمات كما جاء في صحيح مسلم، قال: (إن من ذهب منا إليهم فأبعده الله)، يعني: الذي يترك الإسلام ويرتد ويعود إلى المشركين أبعده الله، ولا نريده: (ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً)، يعني: من جاءنا منهم ورددناه بعد ذلك إلى مكة فلا شك أن الله عز وجل سوف يخرجه من هذه الأزمة، وليس من الممكن أبداً أن يسعى هو إلى الله عز وجل، ثم يوقعه الله عز وجل في فتنة.

ولكن ماذا كان رد فعل الصحابة ؟

〰🌸🍃〰🌸🍃〰
🌷همسات الأوابين
رد مع اقتباس