عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 01-31-2016, 06:09 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022


مجالس المراجعة9

28- حِفْظُ الرِّعايةِ
*ابْذُل الوُسْعَ في حِفْظِ العلْمِ " حفْظَ رِعايةٍ " بالعمَلِ والاتِّباعِ ؛ قالَ الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى : "يَجِبُ على طالِبِ الحديثِ أن يُخْلِصَ نِيَّتَه في طَلَبِه ، ويكونَ قَصْدُه وَجْهَ اللهِ سبحانَه ، ولْيَحْذَرْ أن يَجْعَلَه سَبيلًا إلى نَيْلِ الأعراضِ " ، وطريقًا إلى أَخْذِ الأعواضِ ؛ فقد جاءَ الوعيدُ لِمَن ابْتَغَى ذلك بعِلْمِه.
الشرح
جاء الوعيد لمن طلب علما وهو يُبتغَى به وجهُ الله لغير الله لم يجد عَرْفَ الجنة، أي ريحها،
*"
مَن تعلَّمَ علمًا مِمَّا يُبتَغى بِهِ وجهُ اللَّهِ ، لا يتعلَّمُهُ إلَّا ليُصيبَ بِهِ عرضًا منَ الدُّنيا ، لم يجِدْ عَرْفَ الجنَّةِ يومَ القِيامَةِ .يَعني ريحَها" الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 206 - خلاصة حكم المحدث: صحيح الدرر

ما ذكره الخطيب البغدادي- رحمه الله- حق أن يخُلصَ الإنسانُ النيةَ في طلبِ العلمِ بأن ينويَ امتثالَ أمرِ الله تعالى والوصولَ إلى ثوابِ طلبِ العلمِ وحمايةَ الشريعةِ والذبَّ عنها ورفعَ الجهلِ عن نفسهِ ورفعَ الجهلِ عن غيرهِ، كل هذه تدل على الإخلاص، ولا يكون قصدُه نيلَ الأعراضِ كالجاهِ والرئاسةِ والمرتبةِ، أو طريقًا إلى أحدِ الأعواضِ كالمرتباتِ لا يريد هذا.
هذا في العلم الشرعي. أما في العلم الدنيوي فانو فيه ما شئت مما أحله الله. لو تعلم الإنسان الهندسة وقال أريد أن أكون مهندسا ليكون الراتب 10 آلاف ريال. فهل هذا حرام؟
لا.. لماذا؟ لأن هذا علم دنيوي، كالتاجر يتاجر من أجل أن يحصل على ربح.

المتن
*ولْيَتَّقِّ المفاخَرَةَ والْمُباهاةَ به ، وأن يكونَ قَصْدُه في طَلَبِ الحديثِ نَيْلَ الرئاسةِ واتِّخاذَ الأتباعِ وعَقْدَ المجالِسِ ؛ فإنَّ الآفَةَ الداخلةَ على العُلماءِ أَكْثَرُها من هذا الوجْهِ .

الشرح - "أنَّ اللَّهَ تبارَك وتعالى إذا كانَ يومُ القيامةِ ينزلُ إلى العبادِ ليقضيَ بينَهم وَكلُّ أمَّةٍ جاثيةٌ فأوَّلُ من يدعو بِه رجلٌ جمعَ القرآنَ ورجلٌ يقتَتِلُ في سبيلِ اللهِ ورجلٌ كثيرُ المالِ فيقولُ اللَّهُ للقارئِ ألم أعلِّمْكَ ما أنزلتُ علَى رسولي ؟قالَ :بلى يا ربِّ. قالَ: فماذا عملتَ فيما عُلِّمتَ ؟قالَ :كنتُ أقومُ بِه آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ. فيقولُ اللَّهُ لَه كذَبتَ وتقولُ الملائِكةُ كذَبتَ ويقولُ له اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ قارئٌ فقد قيلَ ذلكَ ،ويؤتى بصاحبِ المالِ، فيقولُ اللَّهُ: ألم أوسِّعْ عليكَ حتَّى لم أدعْكَ تحتاجُ إلى أحدٍ .قالَ بلى يا ربِّ. قالَ: فماذا عمِلتَ فيما آتيتُك ؟ قالَ: كنتُ أصِلُ الرَّحمَ وأتصدَّقُ. فيقولُ اللَّهُ لَه :كذَبتَ وتقولُ الملائِكةُ لَه كذَبتَ ويقولُ اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ جَوادٌ وقد قيلَ ذلكَ. ويُؤتى بالَّذي قُتلَ في سبيلِ اللهِ ؛فيقولُ اللَّهُ لَه: في ماذا قُتلتَ ؟ فيقولُ :أُمِرتُ بالجِهادِ في سبيلِك؛ فقاتلتُ حتَّى قُتِلتُ .فيقولُ اللَّهُ لَه :كذبتَ وتقولُ لَه الملائِكةُ كذبتَ ويقولُ اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ جريءٌ فقد قيلَ ذلكَ.

ثمَّ ضربَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى رُكبتي فقالَ :يا أبا هريرةَ أولئِك الثَّلاثةُ أوَّلُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بِهمُ النَّارُ يومَ القيامةِ"الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذيالصفحة أو الرقم: 2382 | خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر السنية

المتن
*ولْيَجْعَلْ
حِفْظَه للحديثِ حِفْظَ رعايةٍ لا حِفْظَ روايةٍ ؛ فإنَّ رُواةَ العُلومِ كثيرٌ ، ورُعاتَها قَليلٌ ، ورُبَّ حاضرٍ كالغائبِ ، وعالِمٍ كالجاهِلِ ، وحاملٍ للحديثِ ليس معه منه شيءٌ إذ كان في اطِّرَاحِه لِحُكْمِهِ بِمَنْزِلَةِ الذاهبِ عن مَعرفتِه وعِلْمِه .

الشرح
ومعنى «رعاية» أن يفقه الحديث ويعمل به ويبينه للناس، لأن مجرد الحفظ بدون فقه للمعنى ناقص جدا،
والمقصود بالأحاديث أو القرآن الكريم هو فقه المعنى حتى يعمل به الإنسان ويدعو إليه، ولكن الله سبحانه وتعالى بحكمته جعل الناس أصنافا، منهم راو فقط ولا يعرف من المعنى شيئا إلا شيء واضح بين لا يحتاج الناس إلى مناقشته فيه، لكنه في الحفظ والثبات قوي جدا، ومن الناس من أعطاه الله فهما وفقها لكنه ضعيف الحفظ إلا أنه يفجر ينابيع العلم من النصوص إلا أنه ضعيف الحفظ، ومن الناس من يعطيه الله الأمرين: قوة الحفظ وقوة الفقه، لكن هذا نادر،

"نضَّرَ اللَّهُ امرأً سمِعَ منَّا شيئًا فبلَّغَهُ كما سمعَ ، فرُبَّ مبلِّغٍ أوعى من سامِعٍ"

الراوي : عبدالله بن مسعود- المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2657 - خلاصة حكم المحدث : صحيح-الدرر السنية
المتن
*ويَنبغِي لطالِبِ الحديثِ أن يَتمَيَّزَ في عامَّةِ أمورِه عن طرائقِ العَوَامِّ باستمعالِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أَمْكَنَه ، وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِه ؛ فإنَّ اللهَ تعالى يقولُ : " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " اهـ .
الشرح
«ينبغي» أحيانا يراد بها الوجوب، لكن الشائع في استعمالها أنها للندب.
«باستعمال آثار» هذه العبارة فيها شيء من الركاكة، ولو قال «باتباع آثار» كما عبر بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة الواسطية قال: من أصول أهل السنة والجماعة اتباع آثار النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا». وهذا هو اللفظ المطابق للقرآن ." قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "آل عمران31 .

ورعاية العلم على أنواع:
أولها:أن يرعاه بالعمل ، بحيث كلما علم مسألة عمل بها ، وهذا يكون به قد عمل بعلمه.
ثانيها : أن يكون مقصد الإنسان وجه الله والدار الآخرة ،
ثالثها:الدعوة إلى ما لديك من العلم ، فإنّ هذا يُبقي العلم عندك رابعها: ترك المفاخرة به ، فإنّ من فاخر بالعلم عاقبه الله بزوال ذلك العلم منه. وانظر لقصة موسى عليه السلام لما قيل له: هل على الأرض أحد أعلم منك؟ فقال : نعم ، قال الله عز وجل : بلى عبدي الخضر أعلم منك. نأخذ منها أنه مهما بلغ العالم من لايفاخر به لأنه قد يوجد من هو أعلم منه وهو لايدري .
*عن ابن عباس : أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى ، قال ابن عباس : هو خضر ، فمر بهما أبي بن كعب ، فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى ، الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه ، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال : نعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل ، جاءه رجل فقال : هل تعلم أحد أعلممنك ؟ قال موسى : لا ، فأوحى الله إلى موسى : بلى : عبدنا خضر ، فسأل موسى السبيل إليه ، فجعل الله له الحوت آية ، وقيل له : إذا فقدت الحوت فارجع ، فإنك ستلقاه ، وكان يتبع أثر الحوت في البحر ، فقال لموسى فتاه : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة ؟ فإني نسيت الحوت ، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره . قال : ذلك ما كنا نبغي ، فارتدا على آثارهما قصصا ، فوجدا خضرا ، فكان من شأنهما الذي قص الله عز وجل في كتابه .

الراوي : أبي بن كعب|المحدث : البخاري|المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 74 خلاصة حكم المحدث-صحيح-شرح الحديث .الدرر السنية

خامسها: عدم الاستهزاء بالجهّال والضحك على تصرفاتهم ، فإنّ الإنسان متى استهزأ بالآخرين بكونهم لا يعلمون ، عاقبه الله بسلب العلم منه
..
سادسها:حفظ مكانة أهل العلم، فإنك عندما تنتقص غيرك من العلماء فإن ذلك يكون سببا لعدم تمكينك من تحصيل العلم ، فإنّ الله جل وعلا جعل حملة العلم لهم مكانة وحرمة.
قال"وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية" وهذه وسيلة أخرى من وسائل حفظ العلم بالرعاية ، ألا وهي : التأمل والتدبر والتفكر في العلم الذي تعلّمته ، لتستفيد منه وتستخرج منه الفوائد ،


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 02-14-2016 الساعة 07:02 AM
رد مع اقتباس