عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 11-21-2014, 05:09 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
الأمر التاسع عشر : رأسُ مالِك – أيُّها الطالِبُ – من شَيْخِكَ :
القدوةُ بصالحِ أخلاقِه وكريمِ شمائِلِه ، أمَّا التلَقِّي والتلقينُ ، فهو رِبْحٌ زائدٌ ، لكن لا يَأْخُذُك الاندفاعُ في مَحَبَّةِ شيخِك فتَقَعَ في الشناعةِ من حيث لا تَدْرِي وكلُّ مَن يَنْظُرُ إليك يَدْرِي ، فلا تُقَلِّدْه بصوتٍ ونَغَمَةٍ ، ولا مِشْيَةٍ وحركةٍ وهَيْئَةٍ ؛ فإنه إنما صارَ شَيْخًا جَليلًا بتلك ، فلا تَسْقُطْ أنت بالتَّبَعِيَّةِ له في هذه .

شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الشيخ :
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله هذا من أهم ما يكون , إذا كان شيخك على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة فهنا اجعله قدوة لك , لكن قد يكون الشيخ على خلاف ذلك أو عنده نقص في ذلك , فلا تقتدي به في مثل هذا ، ولا تقل إذا صار شيخك عنده خلق سيء فاقتديت به، تقول هكذا كان شيخي مثلا , لأن الشيخ يكون قدوة بالأخلاق الفاضلة والشمائل الطيبة , أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد, والواقع أن التلقي والتلقين هو الأصل لأن التلميذ لم يأت للشيخ من أجل أن يتعلم منه الأخلاق فقط , بل من أجل أن يتعلم العلم أولا ثم الأخلاق ثانيا , ففي الحقيقة أن التلقي والتلقين أمر مقصود , كما أن الاقتداء به في أخلاقه أمر مقصود أيضا , ولهذا لو سألت أي طالب علم لماذا حضرت عند هذا الشيخ ؟ لقال: لأتلقى علمه , ولا يقول لأجعله قدوة لي في الأخلاق .
وعلى كل فالشيخ شيخ في العلم وفي الأخلاق .
أما قوله: (لا تقلده بصوت ونغمة) , فهذا صحيح , لأن بعض الناس يملكه الحب لشيخه أو لغيره من الناس حتى يبدأ بتقليد صوته ونغمته .
كذلك (ولا مشية وحركة وهيئة) , هذا أيضا ليست على إطلاقه , بل يقال: إذا كانت مشية الشيخ كمشية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاقتد بها , لكن لا لأن الشيخ قدوتك ولكن لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك . وكذلك أيضا الحركة , الحركة قد تكون من بعض المعلمين حركة ممقوتة , تجده مثلا لو تكلم بكلمة تحرك كل جسده، هذا لا تقتدي به في هذا , لكن حركة تبين المراد أو تبين ما في النفس من انفعال هذه لا بأس بها وربما تكون تنشط الطالب لأنك تجد فرقا بين معلم تكون له حركات تنبئ عن المعنى وعما في نفسه من إحساسات , وبين معلم يسرد لك الحديث سردا .
ولما كنت في الطلب في المعهد العلمي في الرياض يأتينا واحد يدرس لنا النحو ما شاء الله ولكنه هو يتكلم يتحرك كل شيء يحتاج إلى حركة يتحرك تجد أننا معه نتابع تماما ويحيينا حتى ولو كان بنا نوم في الأول يطير عنا النوم، لكن يأتي واحد يتكلم يسرد الحديث سردا هذا يكسل فهذه المسألة يُفَصَّل فيها .
الهيئة , لا تقلد شيخك في الهيئة إلا إذا كانت هيئته حسنة , نحن لا نقول اترك تقليده مطلقا ولا قلده مطلقا .
قد يكون مثلا الشيخ لا يبالي بالهيئة الجميلة، وبالثياب الحسنة، بلبس العباءة على ما ينبغي ، بلبس الشماغ على ما ينبغي ، هذا لا تقلده ، وقد يكون الشيخ مراعي المروءة في ذلك ويستعمل ما يجمله عند الناس ويزينه فهنا لا بأس أن تقلده .
إذن هذه مسائل تحتاج إلى تفصيل وأما قوله: (لا تسقط أنت بالتبعية له) , فإذا كنت أتابعه في أمر محمود فليس هذا بسقوط . هو يعني مثلا صافحت الشيخ وهو قائم فانحنيت له، أما هنا انحناؤك لتقبيل جبهته ، لا تعظيما له ولكن لا يمكن أن تقبله إلا وأنت منحنٍ ولهذا يكون انحناؤك فوق رأسه ، والانحناء للتعظيم يكون انحناءك تحته.
هنا

شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)
قال المؤلف : غفر الله له ولشيخنا
التاسع عشر رأس مالك - أيها الطالب - من شيخك :
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله ، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد ، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري ، فلا تقلده بصوت ونغمة ، ولا مشية وحركة وهيئة ، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك ، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه.
الشيخ :
هذه هي الصفة التاسعة عشرة من صفات طالب العلم أن يعرف الطالب أنّ الشيخ هو الذي استفاد منه العلم ، ومن هنا فإنه يتلقى العلم منه ، وهكذا يستفيد من أخلاقه فيقتدي به فيها ، لكن يجب على الطالب أن يقتلع الشناعة ، وأن لا يُقدم على أمور مخالفة ، و من أمثلة ذلك :
أولها : الحديث في بقية الشيوخ لأنهم ليسوا شيوخا لك ، ولأنك تظنهم أنهم ينافسون شيخك هذا حرام ولا يجوز ، لأنّ عمل العلماء والمشايخ مبني على التعاون ، وبالتالي كل منهم يعاون الآخر ، فعندما يطعن بعضهم في بعض أو يريد إلغاء قدرته في ذلك فإنه يخالف الشرع .
الأمر الثاني : مما يلاحظ في هذا أنّ محبة الشيخ أمر مطلوب ، لأنه صاحب فضل عليك فتتقرب لله بمحبته محبة زائدة عن محبتك لأفراد المؤمنين.
الأمر الثالث : أن تلاحظ أن لا توصلك هذه المحبة إلى تقليده في الصوت أو تقليده في المزامير أو نحو ذلك.
الأمر الرابع : أنّ التقليد يكون في العلم والتعلم والتعليم والعمل به ، وأما الصورة الظاهرة فإنه لا يقلد فيها ، فإنه إنما صار شيخا بعلمه ، وعمله ، وتعلمه ، وتعليمه فيقتدى به في ذلك ، وأما طريقة مشيته ، وطريقة كتابته ، وحركة يديه عند الدرس فهذه لم تجعله شيخا ، إنما الذي جعله شيخا هو العلم ، نعم.


هنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-23-2014 الساعة 04:13 PM
رد مع اقتباس