الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 11-19-2018, 12:16 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


📌(71) ملامح الجيش المنتصر وصفاته

1⃣ تحقيق مبدأ الشورى بين أفراد الجيش المؤمن

🌱نقلت الاستخبارات الإسلامية خبرين في منتهى الأهمية:

🔹الخبر الأول: هروب القافلة،

🔹الخبر الثاني: جيش مكة على مقربة من بدر،

🌱فالوضع خطير جداً، وإعداد المسلمين كان قوياً جداً بالنسبة لقافلة تجارية، لكن لاشك أنه ضعيف جداً بالنسبة لجيش نظامي خرج مستعداً للقتال،

🌱فلا يوجد سوى اختيار من اثنين:
🔸إما الرجوع إلى المدينة وتجنب القتال،

🔸وإما التقدم إلى بدر والصدام المروع

📢إن كل صفات الجيش المنتصر تجمعت في جيش بدر، وأي جيل مسلم يريد أن ينتصر لا بد أن يعرف صفات جيل بدر جيداً، ولا بد أن يستوعب سورة الأنفال جيداً، فهي سورة تحدثت عن غزوة بدر.

🌱كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد القتال؛ لأن الرجوع له آثار سلبية كبيرة،
💡فهو سيهز جداً كيان المسلمين، وسيضيع مكاسب سرية نخلة، وسيشجع الكفار على التمادي في الحرب على المسلمين،

💡فكلما رجع المسلم خطوة احتلها عدوه،
ولا يستبعد مطلقاً إذا رجع الجيش المسلم أن يستمر الجيش المكي في المسير ويغزو المدينة، وعندئذ سيكون الخطر أكبر

👈لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس قائداً ديكتاتورياً . فمع أنه أحكم البشر كان يستشير أمته في كل القضايا التي لم ينزل فيها وحي

📢إذاً: نستطيع أن نقول ببساطة: إن من أهم ملامح الجيش المنتصر أن يكون جيشاً يعظم الشورى الحقيقية

🌱وهكذا عمل الرسول صلى الله عليه وسلم مجلساً استشارياً كبيراً تبادل فيه الرأي ليس فقط مع قادة الجيش ولكن مع عامة الجيش

🌱فقام المستشار الأول لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق وأيد الحرب ضد الكافرين، وكذلك قام المستشار الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال نفس الكلام، ثم قام المقداد بن عمرو رضي الله عنه وأرضاه وقال كلاماً رائعاً سر الرسول صلى الله عليه وسلم به ،

🌱لكن كلهم من المهاجرين والرسول يذكر بيعة العقبة الثانية، وفيها بايع الأنصار على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا قدم إليهم في المدينة، ولم يبايعوه على الحرب خارج المدينة، والأمر ليس فيه تكليف إلهي الآن فيسمع الجميع ويطيع، ولكن فيه الشورى، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يكره الأنصار على القتال، فشتان بين من يقاتل وهو مكره، ومن يقاتل وهو راغب في الجهاد، ولا ننسى أن الأنصار ثلثا جيش المسلمين،

🌱فهذا الطلب المتكرر للاستشارة: (أشيروا علي أيها الناس! أشيروا علي أيها الناس!)، لفت نظر سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، وكان حامل لواء الأنصار حينها

💥فقام وقال:
لكأنك تريدنا يا رسول الله؟!

🌴قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل،

💥قال سعد : فقد آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله! لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إننا لصبر في الحرب، صدق في اللقاء، ولعل الله عز وجل يريك منا ما تقر به عينك. فسر على بركة الله، ثم قال: لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقاً عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم: فاظعن حيث شئت، وصل حبل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فينا من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فوالله لئن سرت حتى تبلغ برك الغماد لنسيرن معك، ووالله لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك.

🌱هؤلاء هم الأنصار (لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق)، ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الكلام تحرك في منتهى النشاط وقال للناس في حماسة: (سيروا وأبشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين، ووالله لكأني أنظر إلى مصارع القوم)

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس