الموضوع: الجزء الخامس
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-03-2018, 12:42 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي




89. ﴿وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِينا﴾: قال القشيري: من نسب إلى أحد ما هو برىء منه من المخازي عكَس الله عليه الحال، وألبس ذلك البريء ثواب محاسن راميه، وسحب ذيل العفو على مساويه، وقلَب الحال على المتعدّى بما يفضحه بين أشكاله، في عامة أحواله.

90. وقوع العبد في المعصية أهون عند الله من اتهام بريء بها (ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً)

91. قال عليه الصلاة والسلام: «كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ما كان من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله«. قيل لسفيان الثوري: ما أشد هذا الحديث! فقال سفيان: ألم تسمع الله يقول: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ فهو هذا بعينه.

92. ﴿وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى ﴾: وعيدٌ إلهي بأنْ يترك الله كل فاسِدِ مع اختيارِه! أي نجعله والياً لما تولاه من الضلال، وأن نُخلِّيَ بينه وبين ما اختار لنفسه من سيء الأحوال، وهذا دليل على استقلال إرادة العبد وحرية الاختيار، فهو مخيَّر لا مسيَّر.

93. (ولآمرنهم): يبلغ من تسلط الشيطان على العبد أن يأمره فيمتثل، كالعبد بين يدي سيده، وهذا قمة الذل والهوان، فضلا عن أنه يورده يوم القيامة النيران.

94. ﴿وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾: والغرور: إظهار الشيء المكروه في صورة المحبوب، والمعنى: أن ما سوَّله لهم الشيطان في حصول ما يرغبون ..

- إما باطل لا يقع، مثل ما يسوِّله للناس من عقائد فاسدة ومذاهب منحرفة.

- وإما حاصل لكنه غير محمود في العاقبة، مثل ما يزيِّنه للناس من قضاء دواعي الغضب والشهوة ومحبة العاجل دون التفكير في الآجل.

95. (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به): حتى أهل الكتاب لهم أماني، لكن لن (يفلح) إلا أهل (العمل).

96. قرأتُ لابن الجوزي في صيد الخاطر: من الاغترار أن تسيء فترى إحسانا، فتظن أنك قد سومحت ، وتنسى : { من يعمل سوءاً يُجْزَ به{

97. (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ): كل ظالم معاقب على ظلمه في العاجل قبل الآجل.

98. (وأُحضرت الأنفس الشح): لا يعطِّل الصلح بين المتخاصمين ، ولا يطيل الخصومة، إلا الشح، فكل خصم يصيح: حقي! حقي!

99. ﴿والصّلحُ خير﴾ الساعي في الإصلاح بين الناس أفضل من القانت بالصلاة والصيام والصدقة.

100. ﴿وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته﴾: هذه أرق كلمة يمكن أن تسمعها المطلقة، ويكفي أنها مواساة من الرب اللطيف لعبده المنكسر الضعيف.

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-03-2018 الساعة 12:44 AM
رد مع اقتباس