عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-04-2011, 02:37 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
Haedphone

شهر رجب الفرد الحرام
المشروع فيه ، والمبتدع
~~~~~~~~~~
إن الله قد اصطفى صفايا من خلقه ؛ اصطفى من الملائكة رسلًا ، ومن الناس رسلًا ، واصطفى من الكلام ذكره ، واصطفى من الأرض المساجد ، واصطفى من الشهور رمضان والأشهر الحرم ، واصطفى من الأيام يوم الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر .
الأشهر الحُرُم هي :
رجب ، ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم .
وشهر رجب منفرد عن إخوته ، فبقية الأشهر الحرم متتالية ، لذا سماه العلماء " الفرد " نسبة لانفراده عن بقية الأشهر الحرم .
oفائدة :
وليس معنى اصطفاء الله لهذه الصفايا من خلقه أن نعظمها كيف نشاء ، ولكن في حدود النصوص الشرعية الخاصة بذلك .
* وقد عظم الله حرمات الأشهر الحرم ، وجعل الظلم فيها أعظم خطيئةً ووزرًا من الظلم فيما سواها ، وإن كان الظلم في كل حال عظيمًا ، سواء ظلم الإنسانُ نفسَهُ أو غيره . وقد ذكر الله الأشهر الحرم في قوله تعالى :
" إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " .
سورة التوبة / آية : 36 .
" إن عدة الشهور عند الله " أي في حكم الله ، وفيما كتب في اللوح المحفوظ .
" يوم خلق ..... " ليبين أن قضاءه وقدره كان قبل ذلك ، وأنه سبحانه وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتبها عليه يوم خلق السموات والأرض . وحكمها باقٍ
على ما كانت عليه لم يزلْها عن ترتيبها تغيير المشركين لأسمائها .
والمقصود من ذلك اتباع أمر الله فيها ورفض ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها ، وتعلق الأحكام على الأسماء التي رتبوها عليه . القرطبي .
وقد بين الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأشهر الأربعة الحرم .
* فعن أبي بكرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال
" ألا إن الزمان قد استدار(1) كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو الْقَعْدة وذو الحجة والمحرم ورجبُ مُضَرَ الذي بين جُمَادَى وشعبان " .
صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 8 ) ـ باب : قوله : " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا ... / حديث رقم : 4662 / ص : 550 (1 )
الزمان قد استدار : قيل في التفاسير : قال " إياس بن معاوية " كان المشركون يحسبون السنة اثنى عشر شهرًا وخمسة عشر يومًا ، فكان الحج يكون في رمضان وفي ذي القعدة وفي كل شهر من السنة بحكم استدارة الشهر بزيادة الخمسة عشر يومًا . فحج أبو بكر سنة تسع في ذي القعدة بحكم الاستدارة ، ولم يحـج النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . فلما كان في العام المقبل وافق الحج ذا الحجة في العشر ، ووافق ذلك الأهِلَّة وهذا القول أشبه بقول النبي " إن الزمان قد استدار " أي زمان الحج عاد إلى وقته الأصلي الذي عينه الله يوم خلق السموات والأرض بأصل المشروعية التي سبق بها علمه ، ونفذ بها حكمه .
ثم قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم " السنة اثنا عشر شهرًا
" ينفي بذلك الزيادة التي زادوها في السنة ـ وهي الخمسة عشر يومًا ـ بتحكيمهم ، فتعين الوقت الأصلي وبطل التحكم الجهليّ .
تفسير القرطبي / مجلد رقم : 4 / ص : 3063 / تفسير التوبة .
وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ورجب مُضر الذي بين جمادَى وشعبان " إنما أضافهُ إلى مُضر ليبين صحة قولهـم في رجب ومكانه بين الشهور .
وقيل له " رجب مضر " لأن ربيعة بن نزار كانوا يُحَرِّمُونَ شهر رمضان ويسمونه رجبًا وكانت مُضر تحرِّم رجبًا نفسه . القرطبي .
قال الإمام البغوي : قال قتادة :
والظلم فيهن - أي في الأشهر الحرم -أعظم من الظلم فيما سواهنّ ، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا .
فارتكاب محارم الله كلها ، والفواحش ما ظهر منها وما بطن ، ظلم للنفس حَرَّمه الله ، ونهى عنه ، كما نهى تعالى عن ظلم الإنسان لغيره .
* فعن أبي ذر ، عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال :
" يا عبادي ! إني حرمَتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم محرمًا . فلا تظَالمُوا ..... " .
صحيح مسلم . متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 15 ) ـ باب : تحريم الظلم / حديث رقم : 2577 / ص : 658 .

وحذر النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ من الظلم :
* فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال النبي " الظلمُ ظُلُمات يوم القيامة " .
صحيح البخاري . متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 8 ) ـ باب : ظلمات يوم القيامة / حديث رقم : 2447 / ص : 280 .

وخَوَّفَ النبيُّ أُمتَهُ من دعوةِ المظلوم :
* فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بعث معاذًا إلى اليمن فقال :
" اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " .
صحيح البخاري . متون / ( 46 ) ـ كتاب : المظالم والغضب / ( 9 ) ـ باب : الاتقاء والحذر من دعوة المظلوم / حديث رقم : 2448 / ص : 280 .

فظلم النفس الذي هو ترك طاعة الله ، وترك الانقياد لامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، محرم بنص القرآن الكريم ، وأيضًا ظلم الناس بعضهم لبعض محرم على الدوام . ولكنه في شهر رجب ، وبقية الأشهر الحرم أشد تحريمًا .


فالمشروع في هذا الشهر :رجب الفرد الحرام .

ترك ظلم النفس :
وذلك بالاتباع وفعل المأمورات والبعد عن المحرمات والمنهيات .

2 ـ ترك ظلم العباد :
فظلمهم يكون بشتمهم وقذفهم ، وأكل أموالهم ، وسفك دمائهم ، واغتيابهم ، والسعي بينهم بالفساد حتى يلقى الله مفلسًا .
* فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال :
" أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المُفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي ، يأتي يوم القيامة بصلاةٍ وصيام وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا . فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فَنِيت حسناتُهُ ، قبل أن يَُقْضِي ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه . ثم طُرح في النار " .
صحيح مسلم . متون / 45 ـ كتاب : البر والصلة والآداب / 15 ـ باب :
تحريم الظلم / حديث رقم : 59 ـ 2581 / ص : 659 .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-12-2019 الساعة 09:00 PM