عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-09-2013, 05:48 PM
أخت الإسلام أخت الإسلام غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 27
افتراضي


من تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)

[‏161‏]‏ ‏{‏وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏}‏
الغلول هو‏:‏ الكتمان من الغنيمة، ‏[‏والخيانة في كل مال يتولاه الإنسان‏]‏ وهو محرم إجماعا، بل هو من الكبائر،
كما تدل عليه هذه الآية الكريمة وغيرها من النصوص، فأخبر الله تعالى أنه ما ينبغي ولا يليق بنبي أن يغل،
لأن الغلول ـ كما علمت ـمن أعظم الذنوب وأشر العيوب‏.‏ وقد صان الله تعالى أنبياءه عن
كل ما يدنسهم ويقدح فيهم،وجعلهم أفضل العالمين أخلاقا، وأطهرهم نفوسا،
وأزكاهم وأطيبهم، ونزههم عن كل عيب، وجعلهم محل رسالته، ومعدن حكمته }‏‏الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}‏‏.‏
فبمجرد علم العبد بالواحد منهم، يجزم بسلامتهم من كل أمر يقدح فيهم، ولا يحتاج إلى دليل على ما قيل فيهم من أعدائهم، لأن معرفته بنبوتهم،مستلزم لدفع ذلك، ولذلك أتى بصيغة يمتنع معها وجود الفعل منهم، فقال‏:‏ ‏}‏وما كان لنبي أن يغل‏{
أي‏:‏ يمتنع ذلك ويستحيل على من اختارهم الله لنبوته‏.‏
ثم ذكر الوعيد على من غل، فقال‏:‏ ‏{‏ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة‏}‏ أي‏:‏ يأت به حامله على ظهره،
حيوانا كان أو متاعا، أو غير ذلك، ليعذب به يوم القيامة، ‏
}‏ثم توفى كل نفس ما كسبت‏}‏ الغال وغيره، كل يوفى أجره ووزره على مقدار كسبه، ‏{‏وهم لا يظلمون‏{‏ أي‏:‏ لا يزاد في سيئاتهم، ولا يهضمون شيئًا من حسناتهم،وتأمل حسن هذا الاحتراز في هذه الآية الكريمة‏.‏
لما ذكر عقوبة الغال، وأنه يأتي يوم القيامة بما غله، ولما أراد أن يذكر توفيته وجزاءه، وكان الاقتصار على الغال يوهم ـ بالمفهوم ـأن غيره من أنواع العاملين قد لا يوفون ـ أتى بلفظ عام جامع له ولغيره‏.‏




من مختصر تفسير ابن كثير تحقيق الدكتور أحمد شاكر
رحمه الله وقوله }:
وَمَا كان لنبي أن يغل :{ قال ابن عباس , ومجاهد , وغير واحد : ما ينبغي لنبي أن يخون

نزلت هذه الآيه }وما كان لنبي أن يغل{ في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر فقال : بعض الناس لعل رسول الله أخذها ، فأنزل الله تبارك وتعالى:

(وما كان لنبي أن يغل( إلى آخر الآية

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3009
خلاصة الدرجة: صحيح



وهذه تبرئة له , صلوات الله وسلامه عليه , عن جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة وقسم الغنيمة وغير ذلك .
وحكى عن بعضهم أنه فسر هذه القراءة بمعنى : يُتّهم بالخيانة .
ثم قال تعالى: }وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ‏ :{
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد .وقد ورد في السنة النهي عن ذلك أيضا في أحاديث متعددة:
"أعظم الغلول عند الله ذراع من الأرض : تجدون الرجلين جارين في الأرض _ أو في الدار _
فيقطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا ,فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين إلى يوم القيامة "
الراوي: أبو مالك الأشجعي سعد بن طارق المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح



وروي أيضا:
من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا , أو ليست له زوجه فليتزوج , أو ليس له خادم فليتخذ خادما ,

أو ليس له دابة فليتخذ دابة ,ومن أصاب شيئا سوى ذلك فهو غال
الراوي: المستورد بن شداد الفهري المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: {أشار في المقدمة إلى صحته}


وروي أيضا :
لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغاء , ينادي : يا محمد , يا محمد , فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل جملا له رغاء , فيقول : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فرسا له حمحمة , ينادي : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك .
ولا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل فشعا من أدم , ينادي : يا محمد , يا محمد . فأقول : لا أملك لك من الله شيئا , قد بلغتك
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/433
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح


وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل عاملا ، فجاءه العامل حين فرغ من عمله ، فقال : يا رسول الله ، هذا لكم وهذا أهدي لي .
فقال له : ( أفلا قعدت في بيت أبيك وأمك ، فنظرت أيهدى لك أم لا ) . ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية بعد الصلاة ، فتشهد وأثنى على الله بما هو أهله ،
ثم قال : ( أما بعد ، فما بال العامل نستعمله ، فيأتينا فيقول : هذا من عملكم ، وهذا أهدي لي ، أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر : هل يهدى له أم لا ،
فوالذي نفس محمد بيده ، لا يغل أحدكم منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه ، إن كان بعيرا جاء به له رغاء ، وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار ،
وإن كانت شاة جاء بها تيعر ، فقد بلغت ) . فقال أبو حميد : ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، حتى إنا لننظر إلى عفرة إبطيه .
قال : أبو حميد : وقد سمع ذلك معي زيد بن ثابت ، من النبي صلى الله عليه وسلم ، فسلوه .
الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6636
خلاصة الدرجة: [صحيح]


وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال:

قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره ، قال : ( لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ،
على رقبته فرس لها حمحمة ، يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك ،
وعلى رقبته بعير لها رغاء ،يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ،
وعلى رقبته صامت فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ،
أو على رقبته رقاع تخفق ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد بلغتك( .

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3073
خلاصة الدرجة: [صحيح]


من استعملناه منكم على عمل ، فكتمنا مخيطا فما فوقه ، كان غلولا يأتي به يوم القيامة . قال : فقام إليه رجل أسود ، من الأنصار .
كأني أنظر إليه . فقال : يا رسول الله ! اقبل عني عملك . قال ومالك ؟ قال : سمعتك تقول كذا وكذا . قال : وأنا أقوله الآن .
من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره . فما أوتي منه أخذ . وما نهي عنه انتهى
الراوي: عدي بن عميرة الكندي الحضرمي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1833
خلاصة الدرجة: صحيح


ردوا الخياط والمخيط , فإن الغلول عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة
الراوي: جد عمرو بن شعيب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/434
خلاصة الدرجة: هو بمعناه جزء من حديث طويل وإسناده صحيح


لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا برجل فقالوا فلان شهيد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا إني رأيته يجر إلى النار في عباءة غلها
أخرج يا عمر فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون فخرجت فناديت أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 1/165
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح


لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم . فقالوا : فلان شهيد . فلان شهيد . حتى مروا على رجل فقالوا :
فلان شهيد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلا . إني رأيته في النار . في بردة غلها . أو عباءة .
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن الخطاب ! اذهب فناد في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون .
قال فخرجت فناديت: ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون .
الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 114
خلاصة الدرجة: صحيح


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غنم غنيمة أمر بلالا فينادي في الناس , فيجيؤون بغنائمهم , فيخمسه ويقسمه ,
فجاء رجل يوما بعد النداء بزمام من شعر فقال : يا رسول الله , هذا كان مما أصبناه من الغنيمة . فقال : أسمعت بلالا ينادي ثلاثا ؟
قال : نعم . قال : فما منعك أن تجيء به ؟ فاعتذر إليه , فقال : كلا أنت تجيء به يوم القيامة , فلن أقبله منك
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/435
خلاصة الدرجة: {أشار في المقدمة إلى صحته}





لا يوجد لهذه الآية تعليق في كتاب بدائع التفسير لابن القيم





تطبيق هذه الآية في الواقع :
- المسلم يعلم يقينا , إن كان المتكلَّم عنه نبي , فلا يحتاج لدليل حتى يعلم براءته مما قيل عنه ,
لأنه يعلم أن الله تعالى اصطفى خير الخلق الذين هم منزهون عن المعاصي والكبائر ,
فمثلا : نجد أن اليهود في كتبهم يذكرون أنبياءهم بصفات لا يمكن أن نتكلم بها عن الإنسان العادي فكيف بنبي "كقولهم على داوود عليه السلام " ,
فلا ينبغي لمسلم أن يقول على نبي من أنبياء الله قولا منافيا لنبوتهم وعصمتهم كأنبياء فضلا عن أن يتكلم في نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ,
أو يصدق ما يثار حوله من شبهات من الكفار والمستشرقين وغيرهم من الحاقدين على الإسلام وأهله .

- ليتذكر الذي يأخذ شيئا ليس له , سواء كان مالا أو غيره , أنه معروض أمام الله تعالى وما سرق وأخذ .
- كل من يكسب عملا سيوفى ما عمل ولن يظلم شيئا , فلا يغفل عن ذلك.
-الوعيد الشديد لكل من يأخذ حقا لغيره ولو كان شبرا أو ذراعا من أرض أو كانت دارا أو غير ذلك.
فإنه يطوق بما أخذ إلى يوم القيامة .

- من يتولى أمر المسلمين أو يكون مسؤولا عن مال معين فلا يحق له أن يأخذ منه شيئا إلا إذا
لم يكن له منزلا أو دابة أو زوجا .

- الوعيد الشديد لمن يأخذ شيئا ليس له ولو كان شيئا يسيرا, ولو كان شاة أو
جملا أو ما شابه ,فلن يستطيع دخول الجنة والخزي والعار له ولن يدافع عنه رسول الله وقد أعذره .
- وإن أهدي لمسلم هدية وهو متولٍّ أي عمل من أعمال المسلمين وجب عليه أن يضعها في مال المسلمين ولا يأخذ منها شيئا لأنه لو كان في بيته
لما وصلت إليه .

- وهذا ينطبق في واقعنا على من يحول أموال المسلمين لماله الخاص عندما يكون رئيسا لبلد أو جمعية
أو مسؤول عن جمع أموال لغرض معين أو مال يتامى وما شابه , فالمال فتنة لكثير من الناس ,
فالاختلاس من الأموال في كثير من المجالات يجب الحذر منه وعدم الوقوع فيه حيث هو كبيرة من الكبائر .






التعديل الأخير تم بواسطة أخت الإسلام ; 02-09-2013 الساعة 05:53 PM سبب آخر: بعض التعديلات في التنسيق
رد مع اقتباس