عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 06-03-2013, 03:45 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
y

شرح الشيخ العثيمين

فنحنُ نُسلم بهذه النصوص ونُجريها على ظاهرها مع اعتقاد أن ظاهرها لايُرادُ به الباطل يعني لو قال قائلٌ:إن ظاهر قوله تعالى:"بل يداهُ مبسوطتان" أن تكون له يدان تُماثلان أيدي المخلوق.هل هذا هو الظاهر؟ أسألكم جَردوا أنفسكم من كل شيءٍ"بل يداهُ مبسوطتان" هل تفهمون أن هاتين اليدين تُماثلان أيدي المخلوقين؟ ها. لأ ما نفهم هذا.إذن ليس هو ظاهر اللفظ بل نفهم يداهُ اللائقتان به.كما لو قلتُ للهر يدان والهر البِس هل أحد من الناس يقولإن ظاهر هذا اللفظ أن يدي الهِر كيدي الإنسان؟ لأمادام أضفته إلى الهِرمعناها تليق بالهر. للذرة يدان هل تليق أن أحدا يفهم من هذا الكلام أن يدي الذرة كيدي الجمل والفيل؟ ها..لأ أبداً مادام أضيف للذرة عارف أنها يد كيد الذرة. إذن ظاهر النصوص في أسماء الله وصفاته ظاهرها المعنى اللائق بالله ولهذا يجب علينا إجراؤها على ظاهرها لاعلى سبيل التمثيل بل على المعنى اللائق بالله-سبحانه وتعالى-لأن هذه صفاتٌ أضيفت إلى موصوفها فيقتضي أن تكون لائقة ًبه. أنا أقول أمسكتُ الكأسَ يدَهُ بيدي هل تفهم أن يدَ الكأسِ كيدي؟ ها إيش يد الكأس؟ العروة هذه يد الكأس لكن يدي غير يد الكأس شوف يده بيدي كلمتان في جملة واحدة ومع ذلك كلٌ يفهم من اليد المُضافة إلى الكأس غير مايفهم من اليد المُضافة إلى الذي أمسك. فإذن يدُ اللهِ-عزوجل-التي نطق بها القرآن والسُنة ليس ظاهرها أنها كأيدي المخلوقين أبداً بل إن ظاهرها يدٌ تليقُ به-سبحانه وتعالى-.وحينئذٍ نقطعُ دابرَ هؤلاءِ المحرِّفين الذين يدَّعون أن ظواهرالكتاب والسُنة يُفضي إلى هو التمثيل ويتوصلون بهذا الاعتقاد الباطل إلى نفي ماجاء في الكتاب والسُنة.
. [المتن] ودليلُ ذلك السمع والعقل. أما السمع:فقوله تعالى:"نزل به الروحُ الأمينُ على قلبكَ لتكونَ من المُنذِرين بلسانٍ عربيٍ مُبين" وقوله:"إنا أنزلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون" وقوله:"إناجعلناهُ قرآناً عربياً لعلكم تعقلون". وهذا يدل على وجوب فهمهِ على مايقتضيه ظاهره بالسان العربي إلاأن يمنع منه دليلٌ شرعيٌ. الشرح:- يقول:"بلسانٍ عربيٍّ مبين" إذن ما الواجب إذا جاءنا شيءٌ في الكتاب والسُنة ما الواجب ؟ أن نُجريه على مايقتضيه هذا اللفظ باللسان العربي لأنه نزل باللسان العربي.كذلك يقول:"إناأنزلناهُ قرآناعربياًلعلكم تعقلون" "إنا جعلناهُ قرآنا عربيا لعلكم تعقلون آياتان الأولى في يوسف والثانية في الزخرف."لعلكم تعقلون"هذاللتعليل أي لأجل أن تعقلوا معانيه لأنه نزل بلغتكم فهذا يلزم أن نُجريه على مايقتضيه اللسان العربي ولهذا قال:وهذا يدل على وجوب فهمه على مايقتضيه ظاهره باللسان العربي إلاأن يمنع منه دليلٌ شرعي واللهُ أعلم.
[المتن] ولقد ذمَّ اللهُ تعالى اليهود على تحريفهم وبيَّنَ أنهم بتحريفِهم من أبعد الناس عن الإيمان فقال:"أفتطمعون أن يُؤمنوا لكم وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلامَ اللهِ ثمَ يُحرفونه من بعدِ ماعقلوه وهم يعلمون".وقال تعالى: "من الذين هادوا يُحرفون الكَلِم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا".
وأما العقل:فلأن المُتكلمَ بهذه النصوص أعلمُ بمرادهِ من غيرهِ وقد خاطبنا باللسان العربي المبين فوجب قبوله على ظاهره وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة. الشرح:- واضح الآن أن الواجب في نصوص القرآن والسُنة إجراؤها على ظاهرها هذا الواجب دون تحريفٍ. دليلُ ذلك السمع والعقل. السمع استدللنا بعدة آيات وبيَّنا في الآية الأخيرة أن التحريف من صُنع اليهود وأن مَنْ حرَّف من هذه الأمة نصوصَ الكتاب والسُنة سواءً العملية أو العلمية كان فيه شبهٌ من اليهود. أما العقل:فنقول:إنَّ المتكلمَ بهذه النصوص وهو الله ورسوله أعلمُ الناس بمراده ولا لأ؟ كما أن كلَ متكلمٍ أعلمُ الناسِ بمراده .كلُ متكلمٍ سواء الله أو رسوله أو غيرهما فإنه أعلمُ الناسِ بمراده أي بمراد ماتكلم به. والله-عزوجل-خاطب النبى بماذا؟ باللسان العربي المبين كما قال تعالى:"نزلَ به الروحُ الأمينُ على قلبكَ لتكونَ من المُنذرين بلسانٍ عربيٍ مبين".إذا كان كذلك فإنه يجب قبوله على ظاهره لأننا لو لم نقل بقبوله على ظاهره لكان أنا

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 06-03-2013 الساعة 04:05 AM