عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-21-2023, 03:25 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,657
افتراضي كيفية الخلاص من الفتن

بسم الله و بحوله و قوته نبدأ

● كيفية الخلاص من الفتن

اجتهد كثير من الصحابة في التعرف على الفتن التي ستعصف باﻷمة و تبين طريق النجاة و الخلاص منها ؛ من هؤﻻء بل في مقدمتهم حذيفة بن اليمان فقد صح عنه أنه قال : (( إني ﻷعلم الناس بكل فتنه هي كائنة ؛ فيما بيني وبين الساعة )) (1).
و قد كان حذيفة يكثر من سؤال الرسول صل الله عليه وسلم عن الفتن حتي ﻻ يقع فيها ؛
(( كان الناس يسألون رسول الله صل الله عليه وسلم عن الخير ؛ وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ؛ فقلت : يارسول الله إنا كنا في جاهلية و شر ؛ فجاءنا الله بهذا الخير ؛ فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ قلت : و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : نعم و فيه دخن ؛ قلت : ما دخنه ؟ قال : قوم يهدون بغير هديى ؛ تعرف منهم و تنكر ؛ قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : نعم ؛ دعاة على أبواب جهنم ؛ من أجابهم قذفوه فيها ، قلت :يارسول الله : صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا ، قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : تلزم جماعة المسلمين و إمامهم ؛ قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و ﻻ إمام ؟ فاعتزل تلك الفرق كلها ؛ و لو أن تعض بأصل شجرة ؛ حتي يدركك الموت و أنت علي ذلك ))(2)

و في حديث العرباض بن سارية أمر الرسول صل الله عليه وسلم بالتمسك باﻹسلام ؛ و طاعة اﻹمام ؛ و التزام سنة الرسول صل الله عليه وسلم و سنة خلفائه الراشدين المهديين من بعده ؛
(( وعظنا رسول الله صل الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون و وجلت منها القلوب ؛ فقلنا يارسول الله ؛ إن هذه لوعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ قال : تركتم علي المجة البيضاء ؛ ليلها كنهارها ؛ ﻻ يزيغ عنها بعدي إﻻ هالك ؛ و من يعش منكم بعدي فسيري اختﻻفا كثيراً فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين ؛ عضوا عليها بالنواجذ ؛ و عليكم بالطاعة ؛ و إن عبدا حبشيا ؛ فإنما المؤمن كالجمل اﻷنف ؛ حيثما قيد ينقاد ))(3)

كيف يتصرف المسلم في الحروب التي تثور بين المسلمين .
أرشد الرسول صل الله عليه وسلم أمته إلي كيفية التصرف في مثل هذه الفتن التي تثور بين المسلمين ؛ حيث يخفي الحق و تضطرب اﻷمور ؛ فقد دعا الرسول صل الله عليه وسلم إلي اجتناب الصراع و القتال في مثل هذه الحال ؛ و اﻻعتزال في مكان ناء ؛ يرعي الرجل الغنم في قمم الجبال ؛ أو يجاهد اﻷعداء علي حدود الدولة المسلمة فإن إليه سيوف المتحاربين ؛ فقد أمر بأن يمتنع عن الدفاع عن نفسه ؛ و لو كان في هذا هلاكه ؛

قال الطبري :
《 الفتنة أصلها اﻻبتلاء ؛ و إنكار المنكر واجب علي من قدر عليه ؛ فمن أعان المحق أصاب ؛ و من المخطئ أخطأ ؛ و إن أشكل اﻷمر فهي الحالة التي ورد النهي عن القتال فيها 》
و ﻻشك أن تبين الحق و الصواب في مثل هذه الظروف التي تقع فيها الفتن ؛ و تظهر فيها اﻷهواء صعب جداً ؛ و اﻷقرب إلي السلامة هو البعد و اﻻعتزال ؛ كيﻻ يصيب المسلم دما حراماً ؛ و ﻻيؤذي مسلماً

● بؤرة الفتن و مصدرها

أخبرنا الرسول صل الله عليه وسلم بالجهة التي تهب منها ريح الفتن علي الديار اﻹسلامية ؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
(( رأس الكفر نحو المشرق ؛ و الفخر و الخيلاء في أهل الخيل و اﻹبل و الفدادين أهل الوبر ؛ و السكينة في أهل الغنم ))(4)
(( الفتنة ها هنا ؛ من حيث يطلع قرن الشيطان ؛ أو قال قرن الشمس )) (5)


(( اللهم بارك لنا في شامنا ؛ اللهم بارك لنا في يمننا ؛ قالوا يارسول الله : وفي نجدنا ؟
فأظنه قال في الثالثة : هناك الزﻻزل و الفتن و بها يطلع قرن الشيطان )) (6)
■ و أصل النجد ما ارتفع من اﻷرض
* من كان بالمدينة المنورة كان نجده بادية العراق و ﻻ شك أن العراق في جهة المشرق
و أنها تعد بالنسبة للمدينة المنورة نجدا .
▪️ ومن استقرأ التاريخ علم أن الفتن كانت تهب علي اﻷمة اﻹسلامية من جهة الشرق

● فمنها الفتنة التي أدت إلي مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان
● و منها خرجت فرقة الحرورية المارقة :
الخوارج ؛
● و بها قامت ثورة الزنج في عام 255 بالبصرة ؛
● انبعثت منها حركة القرامطة في عام 278 .
و من اطلع على ما أحدثه الزنج و القرامطة في اﻷمة اﻹسلامية يذهل مما ارتكبوه من فظائع .
و ليس المشرق قصراً علي العراق ؛ فمن الشرق هبت رياح التتار ؛
و سيبقي اﻷمر كذلك إلي أن تأتي رايات الدجال من خراسان كما أخبر الرسول صل الله عليه وسلم

■● شرح الحديث ●■
قوله صل الله عليه وسلم :
رأس الكفر نحو المشرق ، فهو أن أكثر الكفر وأكبره كان هناك ; لأنهم كانوا قوما لا كتاب لهم ، وهم فارس ومن وراءهم ، ومن لا كتاب له فهو أشد كفرا من أهل الكتاب ; لأنهم لا يعبدون شيئا ، ولا يتبعون رسولا ، فهذا والله أعلم معنى قوله : رأس الكفر نحو المشرق ، من حيث يطلع قرن الشيطان ، وأما أهل الخيل والإبل فهم الأعراب أهل الصحراء ، وفيهم التكبر ، والتجبر ، والخيلاء ، وهي الإعجاب ، والفخر ، والتبختر ، وأما أهل الغنم فهم أهل سكينة ، وقلةأذى ، وقلة فخر وخيلاء على ما قال النبي عليه السلام ، فهو الصادق في خبره - صل الله عليه وسلم - .
وأما قوله الفدادين ، فكان مالك يقول : الفدادون هم أهل الجفاء ، وهم أهل الخيل والوبر - يريد بالوبر الإبل - وهو كما قال مالك ، قال أبو عبيد : هم الفدادون بالتشديد ،
وهم الرجال ، والواحد فداد .
1-الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2891 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
2-الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7084 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
3-الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم : 2676 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
4-الصفحة أو الرقم : 446 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
5-الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7092 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح
6-الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1037 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح


منقول

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 01-02-2024 الساعة 02:49 AM
رد مع اقتباس