عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-08-2016, 04:27 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023
التقوى الدرة المفقودة

المجـلـس السادس
الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة
إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.
وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه .

التقوى الدرة المفقودة

خلّ الذنــــــوب صغيرها وكبيرها فهو التقــى

واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر مايـــرى

لا تحقرنّ صغيرة إن الجـــــــــــبال من الحصـى

التقوى أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه..هنا .
*قيل في التقوى
التقوى عباد الله! هي كما قال طلق بن حبيب: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله.
وقوله: على نور من الله: أي على علم وبصيرة.
وقيل: التقوى هي: ألا يراك الله حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك.
دروس الشيخ أحمد فريد. التقوى
- المسلمُ أخو المسلمِ لا يخونُهُ ولا يَكذِبُهُ ، ولا يخذلُهُ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ : عِرضُهُ ومالُهُ ودمُهُ . التَّقوَى ههُنا . بِحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحتقِرَ أخاهُ المسلمَ.الراوي : أبو هريرة -المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 1927 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية .


*ومما يعين العبد على ذلك : التفكر في أمر الدنيا والآخرة ، ومعرفة قدر كل منهما ، فإن هذه المعرفة لا بد أن تقود الإنسان إلى السعي إلى الفوز في الآخرة بنعيم الجنان ، والنجاة من النار ، ولذلك أخبرنا الله عز وجل عن الجنة أنها "أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" آل عمران/133.
ومما يزيد التقوى في القلوب : اجتهاد الإنسان في طاعة الله تعالى ، فإن الله يكافئه على ذلك بزيادة الهداية والتقوى ، فيعينه على القيام بما أمر الله به ، ويفتح له من أبوب الخير والطاعات وييسرها له ما لم يكن يسيرًا عليه من قبل . قال الله تعالى "وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ" محمد/17. الشيخ المنجد . هنا .

" يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : من جاءَ بالحسنةِ فلهُ عشرُ أمثالِهَا وأزيدُ . ومن جاءَ بالسَّيِّئةِ ، فجزاؤهُ سيِّئةٌ مثلُها . أو أغفِرُ . ومن تقرَّبَ منِّي شبرًا ، تقرَّبتُ منه ذراعًا . ومن تقرَّبَ منِّي ذراعًا ، تقرَّبتُ منه باعًا . ومن أتاني يمشي ، أتيتُهُ هَرْوَلَةً . ومن لَقيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةٍ لا يشركُ بي شيئًا ، لقِيتُهُ بمثلِها مغفرةً . وفي روايةٍ : نحوَهُ . غيرَ أنَّه قال : فلَهُ عشرُ أمثالِها أو أزيدُ"الراوي : أبو ذر الغفاري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2687 - خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر السنية .
الشرح
في هَذا الحديثِ أنَّ تَضعيفَ الحَسنَةِ بعَشَرَةِ أَمثالِها بفَضلِ اللهِ ورَحمتِه ووَعدِه الَّذي لا يُخلَفُ، والزِّيادةُ بَعدُ بكَثرةِ التَّضعيفِ إِلى سَبعِ مِئةِ ضِعفٍ وإِلى أَضعافٍ كَثيرةٍ يَحصُلُ لبَعضِ النَّاسِ دونَ بَعضٍ عَلى حَسبِ مَشيئتِه سُبحانَه وتَعالى.
وقَولُه"ومَن تَقرَّب مِنِّي شبرًا، تَقرَّبتُ مِنه ذِراعًا، ومَن تَقرَّب مِنِّي ذِراعًا، تَقرَّبتُ مِنه باعًا، ومَن أَتاني يَمشي، أَتيتُه هَرولةً"، فإقبالُ اللهِ عَلى العَبدِ إِذا أَقبلَ العَبدُ عَليه سُبحانَه وتَعالى أَكثرُ مِن إِقبالِ العَبدِ عَليه، ومَعنى "الباع" طُولُ ذِراعي الإِنسانِ وعَضُديْه.
(وَمن أَتاني) حالَ كَونِه (يمشي)، أي: في طاعَتِي (أَتيتُه هَرولةً)، الهَرولَةُ في اللُّغةِ: الإِسراعُ في المشيِ دونَ العَدْوِ، وصِفةُ الهَرولةِ للهِ عزَّ وجلَّ كَما تَليقُ بِه ولا تُشابِهُ هَرولةَ المخلوقِينَ.
ثُمَّ تَكلَّم عن صاحِبِ الخَطايا فَقال"وَمن لَقِيَني بقُرابِ الأَرضِ خَطيئةً" وقُرابُ الأَرضِ، أي: مِلؤُها، فَلو جاءَ بِما يَقرُبُ مِلأَها مِنَ الصَّغائرِ والكبائرِ، "لَقيتُه بِمثلِها مَغفرةً"، ما دام تائبًا عَنها، مُستغفِرًا مِنها، أمَّا إِذا لم يَتُبْ منَ الذُّنوبِ مَع تَحقيقِ التَّوحيدِ، فهُو تحتَ المشيئَةِ لقَولِه تَعالى"وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ"النساء: 116.الدرر السنية


* أمر الله عز وجل بتقواه ، وأخبر أن التقوى هي عنوان الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة ، فقال عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون"آل عمران/ 102، وقال عز وجل "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" النور/ 52
وأخبر أنه سبحانه مع المتقين، فقال "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" النحل/ 128 ، وأنه وليهم ، فقال "وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ" الجاثية/ 19 ، وأن العاقبة للمتقين، فقال "وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" الأعراف/ 128، وأنهم أهل النجاة والفوز في الدنيا والآخرة، فقال "وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ" فصلت/ 18، وقال "ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا" مريم/ 72 ، وقال "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا" النبأ/ 31. والمتقون من المؤمنين هم أولياء الله ، "أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ" يونس/62، 63. والآيات في ذلك كثيرة .
الشيخ المنجد .هنا .
*التقوى مِنَّةٌ من الله على عباده، وهي سمو في التدين يتضمن طاعة الله عز وجل ومراقبته سرًا وجهرًا، ولشرف التقوى وفضلها شرف الله أهلها في الدنيا والآخرة، وآتاهم ثمرة عملهم طيبة في الدارين، كرماً منه وجودًا على عباده جزاء ما قدموا.الشيخ أحمد فريد. هنا .
التقوى هي وصية الله ورسله للأولين والآخرين
التقوى عباد الله! هي وصية الأولين والآخرين، قال الله عز وجل"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ"النساء:131.
فلو كانت هناك خصلة هي أنفع للعباد في العاجل والآجل من تقوى الله عز وجل لأوصاهم الله عز وجل بها، فلما أوصى الله عز وجل الأولين والآخرين بتقوى الله عز وجل، كانت التقوى هي الغاية.
والتقوى كذلك عباد الله! هي وصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم؛ لما وعظ الناس موعظة بليغة، وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقالوا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا؛ لأن المودع يبلغ الغاية في الوصية، ويجتهد في إخلاصها، فلما أوصاهم وصية بليغة عظيمة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، قالوا"يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي". الشيخ أحمد فريد هنا .

"وعظَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومًا بعدَ صلاةِ الغداةِ موعِظةً بليغةً ذرِفَت منْها العيونُ ووجِلَت منْها القلوبُ فقالَ رجلٌ إنَّ هذِهِ موعظةُ مودِّعٍ فماذا تعْهدُ إلينا يا رسولَ اللَّهِ قالَ أوصيكم بتقوى اللَّهِ والسَّمعِ والطَّاعةِ وإن عبدٌ حبشيٌّ فإنَّهُ من يعِش منْكم يرَ اختلافًا كثيرًا وإيَّاكم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّها ضَلالةٌ فمن أدرَكَ ذلِكَ منْكم فعليْهِ بِسُنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ عضُّوا عليْها بالنَّواجذِ"الراوي : العرباض بن سارية - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2676 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - الدرر السنية .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 11-15-2016 الساعة 05:21 PM
رد مع اقتباس