عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-15-2016, 03:35 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
تفسير سورة الملك


تفسير سورة الْمُلْكُ
"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1"
- إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2891 | خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر السنية

"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1"

تَبَارَكَ: تفاعل من البركة، و البركة تأتي بمعني: النماء، والزيادة، وتأتي بكثرة الخير، ودوامه،
والحافظ ابن القيم -رحمه الله- تكلم عن هذا المعني، وابن جرير -رحمه الله- يقول: تَبَارَكَ يعني: تعاظم وتعالى.
قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في قولة تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ: "البركة نوعان:
أحدهما: بركةٌ هي فِعْلَه سبحانه، والفعل فيها بارك ويتعدى بنفسه تارة وبأداة "على"، وبأداة "في" تارة، والمفعول منها مُبارَك.
والنوع الثاني: بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة، والفعل منها: تبارك، ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا يصلح إلا له -عز وجل-.
ابن سِيدَه، قال في المحكم والمحيط الأعظم "7 /23": "وتباركَ اللهُ: تَقدَّسَ وتَنزَّهَ وتعالى وتَعاظمَ، لا تكونُ هذه الصِّفة لغيره" هنا

"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 1"
- يُمَجِّدُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيُخْبِرُ عِبَادَهُ بِأنَّهُ المَالِكُ المُتَصَرِّفُ فِي جَمِيعِ المَخْلُوقَاتِ بِمَا يَشَاءُ، لا مُعَقِّبَ عَلَى حُكْمِهِ، وَلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ، وَهُوَ ذُو قُدْرَةٍ عَلَى فِعْلِ كُلِّ شَيءٍ، لا يَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ مَانِعٌ.
تَبَارََكَ- تَعَالَى- وَتَمَجَّدَ، أَوْ تَكَاثَرَ خَيْرُهُ.
بِيَدِهِ المُلْكُ- بِيَدِهِ الأَمْرُ، وَهُوَ صَاحِبُ النَّهْيِ والسُّلْطَانِ.

تعالى الله وتعاظمَ عمَّا سواه ذاتا وصفات وفعلا, وتكاثرَ خيُرهُ وبِرُّهُ على جميعِ خلقهِ, الذي بيده مُلْكُ الدنيا والآخرةِ وسلطانِهِمَا, نافذ فيهما أمرُهُ وقضاؤُهُ, وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ. تفسير السعدي هنا
"
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ "2"

وقدم الموت لقوله: "وَكُنتُمْ أمواتًا فأحيَاكُم" ولأنه أدعى إلى حسن العمل.تفسير البيضاوي - وَهُوَ الذِي أَوْجَدَ الخَلائِقَ مِنَ العَدَمِ، ثُمَّ خَلَقَ المَوْتَ الذِي تَنْعَدِمُ بِهِ الحَيَاةُ، لِيَقْهَرَ عِبَادَهُ، وَجَعَلَ لِكُلٍ مِنَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ مَوَاقِيتَ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ. وَقَدْ خَلَقَ اللهُ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَخْتَبِرَكُمْ، وَلِيَعْلَمَ أَيُّكُمْ يَكُونُ أَحْسَنَ عَمَلاً، وَأَكْثَرَ وَرعاً عَنْ مَحَارِمِ اللهِ، وَأَسْرَعَ فِي طَاعَتِهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَاللهُ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزُ الشَّدِيدُ الانْتِقَامِ مِمَّنْ عَصَاهُ،- وَهُوَ الغَفُورُ لِذُنُوبِ مَنْ أَنَابَ إِليهِ.
"وَهُوَ العَزِيزُ " الغالب الذي لا يعجزه من أساء العمل. "الغَفُورُ" لمن تاب منهم.
خَلَقَ المَوْتَ- أَوْجَدَهُ أَوْ قَدَّرَهُ أَزَلاً.
لَيَبْلُوَكُمْ- لِيَخْتَبِرَكمْ فِيمَا بَينَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ.
أَحْسَنُ عَمَلاً- أَصْوَبُهُ أَوْ أَكثَرُهُ إِخْلاصاً.

أيسر التفاسير

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 05-22-2016 الساعة 04:48 AM
رد مع اقتباس