عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-08-2015, 07:38 PM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
سر سعادة المرء في لسانه




سر سعادة المرء في لسانه



عجيبة تلك العضلة الصغيرة في جسم الإنسان
فبالرغم من صغر حجمها إلا أنها تصنع أعمالا عظيمة
فقد تمزق وتفرق وقد تجمع وتقرب
وقد تكون سببا لسعادة الإنسان في حياته
وقد تكون أيضا سببا في شقائه
وقد تكون سببا لزيادة الحسنات ورفعة الدرجات
وقد تكون سببا لكسب السيئات ومحق الحسنات
بل...!! قد تهوي به في دركات النار
إنها.... اللسان...!!! نعم.. اللسان
فحين يحسن الإنسان حديثه مع الآخرين وينتقي عباراته
ولا يتحدث إلا بأطيب القول وبما ينفع, وفيما يعنيه
ويذكر الله به جُلَّ وقته, كان ذلك سببا لسعادته وفلاحه؛

لأنه حفظ لسانه عن الوقوع في أعراض الناس
وعن الغيبة والنميمة التي تعد من كبائر الذنوب
والتي نهانا الله عن فعلها
بل وصور من يفعل ذلك بأبشع تصوير دلالة
على شناعة الفعل وعلى قبحه
فقال جل وعلا
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ
إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾ (1)

والغيبة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم
ذكرك أخاك بما يكره
ولو كان فيه
أما النميمة فهي
نقل الكلام من شخص لآخر بقصد الإفساد

وهاتان الصفتان الذميمتان من أكبر ما يفرق بين المجتمعات
ويمزق وحدتها, وتملأ القلوب غيظا وحنقا
وتسبب الحقد والضغينة والكراهية؛
لذلك نهانا الله عنها
وعلى النقيض أمرنا بالنطق بأطيب القول وأحسنه
في الدعوة إلى التوحيد وفي شتى المجالات؛
لأنه أدعى للقبول وأحرى للإجابة
وأقرب مثال لذلك أنه - سبحانه
حينما أرسل موسى وأخاه هارون إلى فرعون
ذلك الطاغية الكافر المتكبر ليدعواه إلى دين الله
أمرهما بأن يدعواه بالقول اللين
فقال تعالى: ﴿ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي
وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي *اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾(2)
وتفسير الآية ما ذكره الشيخ عبد الرحمن السعدي
في كتابه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
قَوْلًا لَيِّنًا: أي سهلا لطيفا برفق ولين وأدب
في اللفظ من دون فحش ولا صلف ولا غلظة
في المقال أو فظاظة في الأفعال لَعَلَّهُ
بسبب القول اللين
يَتَذَكَّرُ; ما ينفعه فيأتيه أَ وْ يَخْشَى;ما يضره فيتركه
فإن القول اللين داع لذلك
القول الغليظ منفر عن صاحبه ا.هـ.

وإذا كان هذا التصرف
وهذا التعامل مع الكافر وهو كافر
فمن البديهي أن يكون التعامل الجيد والحسن
مع المسلمين أولى وأحرى
لذا ينبغي على الإنسان المسلم أن يتحلى
بالأخلاق الحميدة الموجودة في عقيدة الإسلام
والتي علمنا إياها النبي الكريم
-صلى الله عليه وسلم-
وأن يراقب لسانه ويتحرى الصدق فيما يقول
ويحاسب نفسه على كل كلمة ينطق بها هل تكون
له في ميزان حسناته...؟؟
أم تكون عليه وتكون في ميزان سيئاته...؟؟
ومن واقع تجربة - حتى يحظى الإنسان بالقبول والمحبة
من جميع من هم حوله ويشعر بالسعادة
أذكر هذه النقاط التي أرجو أن تكون نافعة
إن شاء الله
أن يكون الإنسان بشوشا مبتسما فالابتسامة
في وجه أخيك صدقة وتفتح لك القلوب
أن يتحلى بأدب المجلس
من: إلقاء التحية, الإفساح في المجلس, احترام الكبير
ألا يتصدر المجلس بالحديث ويدع المجال للآخرين
بأن يتحدثوا
سؤال الآخرين عن أحوالهم والاحتفاء بهم
وتقديم المساعدة لهم إن احتاجوا لذلك
تحري الصدق في كل ما يقول وينطق
وفي الحديث"لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق

حتى يكتب عند الله صديقا" (3)
ــــــــــــــ


(1) (سورة الحجرات آية 12)
(2) (سورة طه آية 42 - 44 )
(3)الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2607
خلاصة حكم المحدث: صحيح

التعديل الأخير تم بواسطة هند ; 02-08-2015 الساعة 07:39 PM
رد مع اقتباس