الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 11-15-2018, 01:02 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي

67 ) وقفات مع سرية نخلة

🌱هذه السرية خرجت من المدينة المنورة في شهر رجب سنة 2هـ ؛ لاعتراض قافلة لقريش ستمر بمنطقة نخلة

🌱ونخلة منطقة تقع بين مكة والطائف، ولهذه السرية مشكلتان كبيرتان، المكان والزمان.

🔸أما مشكلة المكان:

💥فنخلة تقع على بعد حوالي 480 كيلو متراً من المدينة ، فهي مسافة طويلة ،
وفي نفس الوقت نخلة قريبة من مكة، فلو علم المشركون بأمر هذه السرية، فإن قتال هذه السرية سيكون أمراً ميسوراً عليهم

🌱ولذلك من المتوقع أن يتردد المسلمون في أمر الخروج في هذه السرية؛ لذلك اختار الرسول عليه السلام طريقة فريدة لإخراج هذه السرية .

🌱فكتب تكليف هذه السرية في كتاب مغلق، وأعطاه لقائد السرية عبد الله بن جحش رضي الله عنه، وأمره أن يسير بهذا الكتاب المغلق مدة يومين، وبعد يومين يفتح الكتاب ويقرؤه، وبعد أن فتح عبد الله بن جحش الكتاب وجد فيه: (إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف، فترصد بها عير قريش، وتعلم لنا من أخبارهم)
وأمره صلى الله عليه وسلم ألا يكره من معه على الخروج إلى هناك

🌱وهنا قام عبد الله بن جحش وقال لأصحابه: من أحب الشهادة فلينهض، ومن كره الموت فليرجع، وأما أنا فناهض، فنهضوا جميعاً معه واتجهوا إلى منطقة نخلة.

💡وسبب هذا التوجيه انه لو أنه أمر الصحابة أمراً مباشراً في المدينة بالخروج إلى هذه المسافة البعيدة قد يتردد البعض في التكليف، لكن إذا أتاهم التكليف بعد قطع مسيرة يومين -خمس الطريق تقريباً- فإنهم سيكونون على الاتجاه ولن يترددوا إن شاء الله،

🔸أما مشكلة الزمان :

💥 فهذا الخروج كان في شهر رجب، ورجب من الأشهر الحرم، والعرب بكاملهم سواء كانوا من المسلمين أو من الكافرين يحرمون القتال في الأشهر الحرم.
حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر الصحابة بالقتال لا تصريحاً ولا تلميحاً. قال لهم: (فترصد بها عير قريش، وتعلم لنا من أخبارهم) فقط.

🌱وصل الصحابة بالفعل إلى منطقة نخلة، ووجدوا القافلة ، لكنهم وصلوا في آخر ليلة من ليالي الشهر الحرام رجب، والقافلة متجهة إلى مكة، وبعد ليلة واحدة ستكون داخل مكة

💡فلو تركوا القافلة حتى تنتهي ليالي شهر رجب ستدخل القافلة حرم مكة، والقتال في مكة حرام كذلك، وستفلت القافلة، وهذه القافلة كانت فرصة كبيرة للمسلمين. خصوصا أنه لم يكن في القافلة إلا 4 رجال فقط، فالحراسة ضعيفة، والمسلمون كانوا عشرة

💡لكن في نفس الوقت كانت هذه السرية في آخر ليلة في الشهر الحرام رجب، والقتال فيه ممنوع

⁉فهل يتقيد الصحابة بالقوانين التي انتهكها عدوهم آلاف المرات، ويضيعون فرصة السيطرة على القافلة ❓ ، أم يرمون بالقانون عرض الحائط ويهجمون على القافلة ❓

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس