عرض مشاركة واحدة
  #83  
قديم 09-29-2018, 12:13 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
المتن
ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.
الشرح
مع أنَّ جاحِدَ الفرائضِ الذي عاش بين المسلمين يَكْفُر ولا لأ؟ لو جاء واحد عايش بيننا يقول إن الصلواتِ الخمس ليست واجبة أو إن الزكاة غيرُ واجبةٍ أو أن الصيامَ غيرُ واجبٍ"صيام رمضان"قلنا:هذا كافرٌ لكن لو كان حديث عهدٍ بالإسلام ولا يُعَلَّمُ قلنا ليس بكافرٍ حتى يُعلَّم.
المتن
ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:
منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئنانًا به، فلا يكفر حينئذ؛ لقوله تعالى "مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"النحل 106.

الشرح
طيب هذا الرجل كَفَرَ كُفرًا صريحًا لكنَّهُ إيش؟ مُكرهٌ يعني يُقالُ له:إما أن تكفر إما أن تقولَ هذه الكلمة كلمة ُالكفر أو نقتُلَك فقالها دفعًا للإكراهِ لااطمئنانًا بالكفر فهذا لا يكفر بنص القرآن ؛ولا فرق على القول الراجح بين القول والفعل لعموم قوله"مَنْ كفَرَ باللهِ من بعدِ إيمانِهِ" فلو أُكرِهَ على السجودِ لصنمٍ أو على السجودِ لرئيسٍ وقيل له:إما أن تسجُدَ وإلا القتل فسجد؛ فإنه لا يكفر بشرط أن يكونَ سجودُهُ لدفعِ الإكراه؛ لاتعظيمًا وتقربًا لهذا الصنم؛ ولقوله تعالى "إلا مَنْ أُكْرِهَ وقلبُهُ مطمئنٌ بالإيمانِ".على أن بعضَ أهلِ العلمِ يقول:إنه لا يُشترطُ أن يفعلَ ذلك لدفعِ الإكراه بل المُشتَرَطُ أن لايفعلَ ذلكَ مطمئنًا بهِ فإن فعله مطمئنًا به فهذا يكفُر لأن قلبَهُ غيرُ مطمئنٍ بالإيمان.أما لوفعله وهوكارهٌ له وقلبُهُ مطمئنٌ بالإيمان فإنه لايكفر؛ وذلك لأن المراتِبَ ثلاثة ٌ: 1-إما أن يفعله تقربًا إلى هذا الصنم. 2-أو يفعله لدفع الإكراه. 3-أو يفعله فقط لأنهُ أُكرِهَ وفي ذلك الساعة وما على باله دفع الإكراه أو السجود للصنم. فإن فعله : 1-تقربًا لهذا الصنم فهو كافرٌ. 2-لداعي الإكراه ليس بكافرٍ. 3-لم يكن له نية لا بهذا ولاهذا ؛فالصحيح أنه ليس بكافرٍ لأن اللهَ يقول"إلامَنْ أُكرِهَ وقلبه مطمئنٌ بالإيمانِ"ولم يقل إلامَنْ أُكِره وفعلَهُ دفعًا للإكراه.والله-عز وجل-يعلمُ النياتِ ويعلمُ أن الإنسانَ قد ينوي هذا أو ينوي هذا. فالصواب أنه إذا كان قلبُهُ مطمئنًا بالإيمان فإنه إذا كفر وإن لم يكن قصدُه دفعَ الإكراهِ فإنه لايكفرُ.
رد مع اقتباس