عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-13-2018, 12:20 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي



54. (يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِه): قال سعيد بن جبير: ينفضون (أي الموتى) التراب عن رؤوسهم ويقولون: سبحانك اللهم وبحمدك.
55. ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ): إذا احتار عقلك بين قولين حسنين فآثر أحسنهما.
56. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن): من تمام العبودية لله: (حسن الكلام)، و(سوء اللسان) يقدح في العبودية.
57. في سنن البيهقي أن رسول الله ﷺ قال يوما لأصحابه: «انطلقوا بنا إلى البصير الذي في بني واقف نعوده»، وكان رجلا أعمى! فانظر رِقَّته وحسن كلامه وعدم جرحه للرجل بكلمة ولو فيها كان صادقا!
58. قال رجلٌ لرجل أمام عمر بن عبد العزيز: تحت إبطك، فقال عمر: وما أحدكم أن يتكلَّم بأجمل ما يقدِر عليه؟
59. قالوا: وما ذاك؟ قال: لو قال: تحت يدك كان أجمل.
60. (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم): انتقاء كلماتك فيه إفشال مؤامرة للشيطان.
61. كان الإمام البخاري مع أن صنعته الكلام في الرجال بالجرح والتعديل، يتورع عن الألفاظ القاسية، مثل كذَّاب، أو وضَّاع، أو متروك، ويختار كلاما أحسن مثل: فيه نظر، وإذا قال البخاري عن رجل: فيه نظر، فهو متروك لا يُقبَل حديثه.
62. (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمْ الْوَسِيلَةَ): يعني: أولئك الذين تدعون من دون الله كعيسى والعُزيْر والملائكة الذين زعمتم إنهم بنات الله، هؤلاء جميعا يتوسلون إلى الله ويتقربون إليه.
63. (وما نُرسل بالآيات إلاّ تَخْويفا): ومن الآيات كسوف الشمس وخسوف القمر، فلابد أن نكون بعد مشاهدة هاتين الظاهرتين أكثر خوفا من الله وأحسن عملا.
64. (ونخوِّفهم فما يزيدهم إلا طغيانا): آيات الله الزاجرة إن لم تزد في إيمانك كانت وبالا عليك، وأدَّت لقسوة قلبك، واجترائك على محارم الله.
65. (وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ): مِنَ الفَزُّ ، والفز هو «ولد البقرة الوحشيَّة لما فيه من عدم السُّكون والفرار»، وتستنهض ولدك الذي تكاسل، وتقول له: فز يعني انهض، والمعنى: استنهض أيها الشيطان من استطعت (بصوتك) أي بوسوستك، سواء أكان هذا الصوت من جندك من الأبالسة أمثالك، أو جندك من شياطين الإنس الذين يعاونوك.
66. (وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ): هي معركة حقيقية، فأجْمِع يا إبليس لبني آدم كل ما استطعت من وسائل الفتنة والإغواء لإضلالهم، وهو تمثيل لحال الشيطان الذي يحاربنا بمختلف قواته وكافة فصائل جيشه من فرسان ومشاة!
67. (وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ): مشاركة الشيطان للإنسان في المال بثلاثة أشياء:
68. الطلب المحرم: بأن يطلب زيادة المال عن طريق ربا، أو قمار، أو سرقة، أو غصب، أو غش، أو رشوة، أو بيع حرام كالخمر ونحوه.
69. الإنفاق المحرم: مثل ما يُعطى الكاهن أو العراف أو الساحر، أو مهر البغيِّ، أو شراء خمر، أو يسافر لمواطن ينفق فيها ما يلبي شهواته ونزواته المحرمة، أو يقع في الإسراف والتبذير الذي يلحقه بزمرة الشياطين.
70. المنع المحرم: مثل منع الزكاة المفروضة، وعدم أداء حج الفريضة، وعدم الوفاء بالنذر، والتقصير في النفقة على النفس والأهل.
71. (واستفزز من استطعت منهم): يتحدى بها الله إبليس ، بأن بعض عباد الله لا يستطيع الشيطان غلبته والانتصار عليه مهما فعل! اللهم اجعلنا منهم.
72. وكأن الله يقول لعدوه إبليس:افعل ما بدا لك .. كِد وامكر .. دبِّر وخطِّط .. فكل مكرك عليك .. وكل خططك ضدك .. وسيفك قاتلك .. وسهمك راميك.. ولن توقف دعوة الله مهما فعلت وحاولت، وهي طمأنة لكل مؤمن أنه لن يضره كيد إبليس ما دام بالله معتصما.
73. (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ): قال ابن جزي: معناه لأستولين عليهم ولأقودنهم، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشدّ على حنكها بحبل فتنقاد.
74. (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ): طريق التخلص من أغلال الشيطان سهل يسير: العبودية لله والاستعانة به!
75. {فَهُوَ فِي الآخرة أعمى. .} [الإسراء: 72] ليست وَصْفاً، وإنما تفضيل لعمى الآخرة على عمى الدنيا، أي أنه في الآخرة أشدّ عمىً، وعماه في الدنيا عمى بصيرة، لكن عَماه في الآخرة عمى بصر.
76. {وَأَضَلُّ سَبِيلاً}:سين: معلوم أنه كان ضالاً في الدنيا، فكيف يكون أضلَّ في الآخرة؟
77. جيم: لأن ضلاله في الدنيا كان يمكن تداركه بالرجوع إلى الحق، وأما ضلاله في الآخرة فلا يمكن تداركه.
78. ﴿ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا﴾ أكمل الخلق مفتقر إلى تثبيت الله له، وهو القائل ﷺ: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين»، فكيف بغيره؟!
79. (إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً): فيها أن العقاب يُضاعف على من زاغ بقدر علمه، وأن هبوط الأكابر على حسب صعودهم، وأن أخطاء الأحبة وإن قلَّت جلَّت.
80. ﴿ومن الليل فتهجد به﴾: قال البغوي: «قم بعد نومك، والتهجد لا يكون إلا بعد النوم، يقال: تهجد إذا قام بعد ما نام»، وكان التهجد فريضة على النبي ﷺ وعلى أمته، ونسِخ هذا في حق الأمة، وبقي وجوب القيام على النبي ﷺ.

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 03-13-2018 الساعة 12:48 AM
رد مع اقتباس