عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-24-2013, 03:29 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,031
المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

قال البخاري في صحيحه
-حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ قَالَ‏:‏ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -قَالَ‏:‏ ‏"‏ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ‏"‏‏.‏
فتح الباري بشرح صحيح البخاري / بَاب الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ/ حديث رقم 10

هنا
وهنا
"أنَّ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم سُئلَ أىُّ المسلمينَ أفضلُ قالَ: من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ"
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2628- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية


هذا تفسير للمسلم بأنه (مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ), وها هنا وجهان لتفسير المسلم بهذا الوصف، ومعلوم أن المسلم هو من شهد الشهادتين وأتى بالأركان, المسلم من صَدَقَ وبَرَّ, المسلم من لم يأتِ المحرمات، المسلم إلى آخره، فثمَّ صفات كثيرة للمسلم , فَلِمَ حصر هنا وصف المسلم بأنه من سلم المسلمون من لسانه ويده ؟
والجواب عن هذا من وجهين:
الوجه الأول : أنه هنا وصِفَ المسلم بهذا الوصف لأجل قلة من يسلم المسلمون من ألسنتهم وأيديهم، فهو وإن كان آتيا بالأركان الخمسة؛ لكنه قد يكون بصاحب غيبة أو وقوع في الأعراض, أو قذف، أو قد يعتدي بيده، أو أن يعتدي على أملاك الغير، أو أن يتصرف في أملاك الغير بغير إذنهم، إلى آخره، هذا قليل في المسلمين كما هو الواقع. فإذًا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبَّه بهذه الخصلة على أنَّ من أتى بهذه الخصلة وهم القليل فهم أحرى أن يأتوا بالخصال الأخرى من خصال الإسلام.

الوجه الثاني : أنه وصف المسلم بهذا الوصف لشدة الحاجة إليه، للتنبيه على أن هذا الوصف وهذا الواجب وهو سلامة المسلمين من اللسان والْيَدِ أن هذا واجب من واجبات الإسلام، ويجب أن يتعاهده المسلم؛ لأن المسلم الكامل هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، وهذا جاء مبيَّنا في آيات كثيرة في الحض على أن المسلم يجب أن يسلم المسلمون من لسانه كما قال جل وعلا (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ )[الحجرات:12] وقال أيضا جل وعلا " لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ " وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا "هنا النساء 148

، وقال أيضا جل جلاله ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ )[الإسراء:53]، وقال جل وعلا (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) [الحجر:85]،

ونحو ذلك من الآيات التي فيها نقاء المسلم وأنه صاحب قول طيب وأنه لا يخوض في أعراض إخوانه المؤمنين، وكذلك ما صح عنه عليه الصلاة والسلام في حديث أبي بكر وغيره أنه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قال في حجة الوداع : فَإِنّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ, كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هََذَا, فِي شَهْرِكُمْ هَذَا ، ....
*قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمنًى : "أَتَدْرون أيَّ يومٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ. قال: فإن هذا يومٌ حرامٌ ، أَفَتَدْرون أيَّ بلدٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: بلدٌ حرامٌ. أَتَدْرُون أيَّ شهرٍ هذا ؟ قالوا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: شهرٌ حرامٌ . قال : فإن اللهً حرَّمَ عليكم دماءَكم وأموالَكم وأعراضَكم ، كحرمةِ يومِكم هذا ، في شهركِم هذا ، في بلدكِم هذا" .
الراوي: عبدالله بن عمر-المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6043- خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
الدرر السنية


وفي حديث آخر أيضا في الصحيح : كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ. دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ.
~"لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ وفي روايةٍ : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : فذَكَرَ نحوَ حديثِ داودَ ، وزادَ ، ونقصَ وممَّا زادَ فيهِ إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ" الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2564- خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية
وإذا كان كذلك فوجب حينئذ أن يَسْلَم كل مسلم من المسلم الآخر في اللسان واليد والاعتداء على العرض أو على المال أو على ما يختص به أخوه المسلم. فإذًا على أحد هذين الوجهين أو على الوجهين معا يدل ذلك على أن مما يفسر به الإسلام التفسير الصحيح : أن المسلم الحق هو من يسلم المسلمون من لسانه ويده ، أما إذا كان وقَّاعا في أعراض إخوانه المؤمنين لا يحفظ لسانه لا من غيبة ولا من نميمة ولا من كذب ، وينتصر لنفسه بالباطل ويعتدي, هذا لم يأتِ بحقيقة الإسلام المطلوب من المؤمن ؛ لأن الإسلام المطلوب من المؤمن؛ منه ما يتعبد به ربه جل وعلا بأداء حق الله جل جلاله وأداء حق نبيه عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ ،ثم بأداء حقوق العباد وخاصة المسلمين في أن يسلموا من اللسان واليد وأنواع الاعتداء

إذا تبين هذا فإنه ينبغي أن يُنظر دائما إلى الارتباط القائم ما بين تحقيق الإسلام وسلامة المسلمين من لسان المسلم ويده, تحقيق الإسلام، فمن حققه وعبد الله جل وعلا حقا ،وحقق الشهادتين وأقام الصلاة ،وآتى الزكاة وصام وتعبد لله جل وعلا ذلا ،خضوعا وانقيادا، فإنه حينئذ سَيَتَنَكَّف بأن يؤذي مسلما ،سواء أكان ذلك المسلم قريبا له في النسب أم لم يكن قريبا له, سواء أكان جارا له أم لم يكن جارا له، فكيف إذن يكون المسلم إذا آذى والديه؟ أو إذا آذى أهله؟ أو إذا آذى جيرانه؟ أو إذا آذى من يعاشرهم دائما؟ وهكذا.

هنابقليل تصرف في تخريج الأحاديث

~.~. ~ .~ .~

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

أي المسلمين أفضل؟

أيها المسلمون، سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي المسلمين أفضل؟.........

"أنَّ النَّبىَّ صلى الله عليه وسلم سئلَ أىُّ المسلمينَ أفضلُ قالَ: من سلمَ المسلمونَ من لسانِهِ ويدِهِ"
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2628- خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 01-05-2014 الساعة 03:57 AM
رد مع اقتباس