عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-16-2015, 12:51 AM
الصورة الرمزية أم سليمان
أم سليمان أم سليمان غير متواجد حالياً
مشرفة ملتقى البراعم والأسرة المسلمة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 458
افتراضي


فإذا قال قائِلٌ: ماذا تقولون في حَديثِ أبي ثعلبة الخُشَنِيِّ- رَضِيَ الله عنه- أنَّ
النبيَّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- قيل له: إنَّا بأرضِ قومٍ أهل الكتاب، أفنأكُلُ في
آنِيَتِهم؟ فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (( أمَّا ما ذكرتَ مِن أهل الكتاب،
فإنْ وَجدتُم غيرَها فلا تأكلوا فيها، وإنْ لم تَجِدُوا غيرَها فاغسلوها وكُلوا فيها ))
.(1)
فهذا الحَدِيثُ أمَرَ فيه النبيُّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- بغَسل أواني أهل الكِتابِ
قبل أن نستعمِلَها، فماذا يُقالُ عن هذا الحَديثِ وهو مُعارِضٌ لَحدِيثِ جابِرٍ
رَضِيَ الله عنه؟


قال العُلَماءُ: الأمرُ هُنا مَحمولٌ على الاستحباب؛ يعني ليس على الوجوبِ،
بل هو على الاستحبابِ احتياطًا، جَمْعًا بينه وبين الأدِلَّةِ الأُخرى.
فنَجْمَعُ بين حَديثِ جابرٍ وحَدِيثِ أبي ثعلبة أنَّ الأفضلَ هو غَسْلُها قبل استعمالِها،
فإنْ لم تُغسَل قبل استعمالِها، فهذا جائِزٌ؛ لأنَّ الصحابةَ- رَضِيَ الله عنهم- كانوا
يفعلون ذلك، ولا يَعِيبُ عليهم النبيُّ صلَّى الله عليه وآلِهِ وسلَّم.

أو يُقالُ:
إنَّ حَديثَ أبي ثعلبة معناه أنَّه إذا تَحقَّقنا نَجاسةَ هذه الأواني،
فحِينئذٍ يَجِبُ أن تُغسَلَ، وأمَّا إذا لم نتحَقَّق نَجاستَها، فالأصلُ هو عَدَمُ وجوبِ
غَسْلِها، كما دَلَّت عليه الأحاديثُ الكثيرةُ.
(1)
قُلتُ : يا نبيَّ اللهِ، إنا بأرضِ قَومٍ أهلِ الكتابِ، أفنَأكُلُ في آنِيَتِهِم
؟ وبأرضِ صَيدٍ، أَصيدُ بقَوسي، وبكلبي الذي ليس بمُعَلَّمٍ وبكلبي
المُعَلَّمِ، فما يَصلُحُ لي ؟ قال : ( أمَّا ما ذَكَرتَ من أهلِ الكتابِ :
فإن وَجَدتُم غيرَها فلا تأكُلوا فيها، وإن لم تجِدوا فاغسِلوها وكُلوا
فيها . وما صِدتَ بقَوسِك فذَكَرتَ اسمَ اللهِ فكُلْ، وما صِدتَ بكلبِك
المُعَلَّمِ فذَكَرتَ اسمَ اللهِ فكُلْ، وما صِدتَ بكلبِك غيرِ مُعَلَّمٍ فأَدرَكتَ ذَكاتَه فكُلْ ) .

الراوي : أبو ثعلبة الخشني المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5478 خلاصة
حكم المحدث : [صحيح]

__________________