الموضوع: قصص وعبر
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-21-2012, 07:52 PM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
افتراضي حب النفس لاغير

حب النفس لاغير

قال النسائي في سننه
أخبرنا موسى بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو أسامة،
عن حسين- وهو المعلم -،عن قتادة، عن أنس ،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه من الخير "
سنن النسائي / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب الإيمان وشرائعه / باب علامة الإيمان / حديث رقم : 5017 / التحقيق : صحيح
مكتبة الشيخ الألباني الإلكترونية
انتظروا القصة
أحبائي إن النفس أمارة بالسوء ، لذا نستعيذ بالله من شرور أنفسنا ، ولا ضير من وجود آفة من آفات القلوب بشرط
الاعتراف بها ومحاولة التخلص منها
هيا نعيش قصة هذه الفتاة
وهي تدعى صفية ، هذه الفتاة كانت متفوقة في دراستها وفي كل شيء ولكن كان هذا لكي لايعلو ولا يتفوق عليها أحد وتشعر بالحزن لو تفوق عليها أحد أو حتى تساوى معها ، كانت تحب نفسها فقط ، وتتمنى الخير لنفسها فقط ، وحاول والديها تخليصها من هذه الآفة بشتى الطرق ، لكنهما فشلا في تقويمها وتخليصها من هذه الآفة

حدث

في ذات يوم قالت المعلمة في المدرسة من يجيد

الاستذكار والنجاح في الامتحان له هدية فاجتهدت صفية كي لايسبقها أحد وبالفعل تفوقت على زميلاتها في الامتحان
وأعطتها المعلمة الهدية التي وعدت بها وهي كتاب أذكار
محقق الأحاديث
ثم التفتت المعلمة لتلميذة أخرى تدعى زينب وقالت لها ،
زينب إن إجابتك جيدة جدًا وأقل من إجابة صفية بنصف درجة فقط ، وأنت يا زينب تتمتعين بخلق هادئ وطيب ورسولنا الكريم مدح هذا الخلق

*قال البخاري في كتابه الأدب المفرد
464 حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا ابن عيينة ،عن عمرو ،عن ابن أبى مليكة ،عن يعلى بن مملك ،عن أم الدرداء، عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير، أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق، وإن الله ليبغض الفاحش البذى "

الأدب المفرد للبخاري /تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني /حديث رقم: 464 / التحقيق : صحيح
مكتبة الشيخ الألباني الإلكترونية


لذا لك أنت أيضًا يازينب هذه الهدية ،كتاب أذكار
محقق مثل صفية

ففرحت زينب ونظرت لصفية لتهنئا نفسيهما ، ولكن المفاجأة صفية تبكي بكاءًا شديدًا وتقول هذا ظلم أنا فقط التي أستحق هدية وليس لزينب الحق في ذلك

فقالتلƒ¦ زينب لƒ¦، لاتبكي يا صفية لاحاجة لي بالهدية أمام حزنك ودموعك هذه

حتى لوكنت أنا الفائزة والمتفوقة في الامتحان ، سأعطيك الهدية لتسعدي

{ ... وَيُؤْثِـرُونَ عَلَـى أَنفُسِـهِمْ وَلَـوْ كَـانَ بِهِـمْ خَصَاصَـةٌ ... } . سورة الحشر / آية : 9 .
فضل الإيثار:
أثنى الله على أهل الإيثار، وجعلهم من المفلحين، فقال تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ
هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ
يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
الحشر: 9
الأثرة:
الأثرة1 هي حب النفس، وتفضيلها على الآخرين، فهي عكس
الإيثار، وهي صفة ذميمة ، فما أقبح أن يتصف الإنسان بالأنانية وحب النفس، وما أجمل أن يتصف بالإيثار وحب الآخرين
اندهشت المعلمة وحزنت جدًا لرد فعل صفية كيف هذا !؟، العلم نتعلمه ليثقلنا وينفعنا ،وليكون وسيلة لإعلاء كلمة الحق وليس لأنفسنا حظ سوى رضا الله عز وجل ، ما هذا ؟!!!

غضبت المعلمة وقررت أن تهذب صفية وتعينها على نفسها لتتخلص من هذه الآفة - حب النفس والأنانية -

فقالت لها طالما تحبين أن تكوني وحدك الفائزة والحائزة على كل شيء ، إذن سنتركك وحدك في كل شيء ولن يكلمك أحد ولن يهتم بك أحد ، وهذا مثلما تفعلين ، وبالفعل أصبحت صفية لايكلمها أحد ولا تهتم بها المعلمة كما سبق، وكذلك زميلاتها تركنها وحيدة
فحزنت صفية لهذه الوحدة ، وغدت كثيرة البكاء والحزن ، فلاحظت أمها هذا ، فسألتها عما ألم بها ، فقصت صفية على أمها كل ماحدث ، ابتسمت الأم بداخلها وسرت من موقف المعلمة التي فعلت ما لم تستطع الأم فعله ، وعزمت الأم على إكمال المسير مع المعلمة لتشفى ابنتها من هذا الداء ، فقالت لها الأم ، لم لاتحاولين ابنتي الحبيبة استرداد حب معلمتك وصديقاتك ؟
قالت صفية لأمها بلهفة شديدة : كيف ذلك يا أمي ؟
قالت لها حاولي تعلم الإيثار والرفق وحب الخير للغير ،
وعندما يصبح هذا سجية فيك ويظهر في سلوكك
ستري ماذا يحدث
قالت صفية أنا معك يا أمي دليني كيف أتحول لهذا
الخلق العظيم لأصبح مثل زينب ؟
أولاً حبيبتي صفية دعينا نصوب الطريق العمل لابد أن يكون لله أي ابتغاء مرضات الله ثم السبل له تكون صحيحة أي لاتخرج عما أمر به الله ليوفقك الله ويقبل عملك لابد أن يكون عملك خالصًا وصوابًا


نبدأ حبيبتي بالرفق وحسن الخلق في كل أمورنا

ونبدأ بشراء هدية لزينب من مصروفك الخاص لتشعري

بأن ما تبذليه فهو من قلبك خالصًا لله وبالفعل فرحت صفية بالفكرة وتواعدت مع أمها لشراء

هدية تسعد زينب
فجمعت صفية كل مصروفها وحرمت نفسها من شراء
الحلوى التي تحبها من أجل هدية زينب وأخذت تفكر ماذا تحب زينب لأهدي لها ما تحب هي وليس ما أحب أنا ،
وتذكرت صفية أن زينب قد أسرت لها في بعض اللقاءات
أنها تتمنى أن تشتري لها أمها إسدال للصلاة مثل
إسدال أمها ،ولكنها تستحي أن تطلب ذلك من أمها
لكي لاتزيد عليها الأعباء
فقررت صفية أن تجاهد لتجمع ثمن الإسدال من مصروفها الشخصي ، وأخلصت في ذلك ، وبالفعل ذهبت صفية من أمها للسوق واشترت اسدال لزينب ، وفي اليوم التالي ذهبت صفية المدرسة وهي فرحة منشرحة الصدر لتلقى صديقتها زينب ،
وقابلت صفية زينب بوجه متهلل فرحًا وقالت لها
حبيبتي زينب أحضرت لك هدية أرجو أن تقبليها مني
فتعجبت زينب مما طرأ على سلوك صفية وترددت زينب في قبول الهدية ولكنها تذكرت قول الرسول الكريم
" تهادوا تحابوا " فقبلت الهدية

*قال البخاري في كتابه الأدب المفرد
594 حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا ضمام بن إسماعيل ،قال :سمعت موسى بن وردان ،عن أبى هريرة ،عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" تهادوا تحابوا "

صحيح الأدب المفرد / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / حديث رقم : 495/ التحقيق :حسن
وعلمت المعلمة ما حدث من صفية ، فسعدت كثيرًا ،
فقد نجحت المعلمة في دورها التربوي ،فأحضرت المعلمة كثير من الحلوى ، وكلفت صفية بتوزيعها على كل تلميذات فصلها
،بعد أن قبلت المعلمة صفية وضمتها ضمة الأم الحنون الراضية غن ابنتها الغالية ، فقامت صفية بتوزيع الحلوى على زميلاتها ومعلمتها ونسيت نفسها من فرحتها بكسب حب كل هذه القلوب ، فأثنت المعلمة عليها خيرًا ، فقامت زينب بإعطاء صفية نصيبها من الحلوى ، ولكن صفية رفضت أن تحرم زينب منها ، فقامت زينب باقتسامها مع صفية
فتضاحكا وطعما الحلوى في ظل الحب في الله

2 - المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله ، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء . [ ثم ] قال : [ فخرجت فأتيت ] عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ ، فقال [ عبادة بن الصامت ] : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، عن ربه تبارك وتعالى : حقت محبتي على المتزاورين في ، وحقت محبتي على المتحابين في ، وحقت محبتي على المتناصحين في ، وحقت محبتي على المتباذلين في ، [ و ] هم على منابر من نور ؛ يغبطهم النبيون والصديقون [ بمكانهم ]

الراوي: معاذ بن جبل- المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الموارد - الصفحة أو الرقم: 2129-خلاصة حكم المحدث: صحيح

هنا





التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-20-2018 الساعة 04:49 AM