الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #54  
قديم 10-29-2018, 11:23 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(53) الطرق التي استخدمتها قريش في التعامل مع النبي وأصحابه في المدينة

1⃣ المراسلات والمفاوضات مع مشركي المدينة

🌱اختارت قريش طريق العلاقات الدبلوماسية والمراسلات والمفاوضات مع أهل المدينة، لكنها كانت مفاوضات تحمل تهديداً خطيراً للمدينة المنورة

🌱راسلت قريش زعيم المشركين في المدينة عبد الله بن أبي ابن سلول ، واستغلت طبيعته الخائنة التي لا تقدر على المواجهة، فأرسلت إليه وإلى مشركي المدينة بصفة عامة رسالة:

💥إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم باللات والعزى لتقتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح ذراريكم.

🌱وجاء التهديد موافقاً لهوى عبد الله بن أبي ابن سلول ؛ ولذلك جمع المشركين من الأوس والخزرج وقرر أن يقاتل المسلمين من الأوس والخزرج،

💡وهكذا تناسى عبد الله بن أبي ابن سلول تماماً عداءه القديم مع الأوس، لم يعد يذكر إلا الحرب العقائدية الآن، سيقاتل المسلمين من أبناء الخزرج، وسيضع يده في يد المشركين من أبناء الأوس
👈إنها سنة ثابتة، دائماً يجتمع أهل الباطل على اختلاف تصوراتهم وعقائدهم وطرقهم في التفكير لحرب المسلمين.

🌱حينها جاء الرسول صلى الله عليه وسلم وحاول أن يوقف الصراع قبل أن يبدأ، وصل إليهم بالفعل قبل القتال، لكنه لا يستطيع هنا أن يذكر بالجنة والنار والعقيدة والمبادئ الإسلامية؛ لأن هناك مشركين، فلا يستطيع أن يقول لهم: قال الله وقال الرسول

🌱فأخذ الرسول عليه الصلاة والسلام يضرب على وترين في منتهى الأهمية، وهما وتران يمثلان عاملاً مشتركاً بين الفريقين.

♨️الوتر الأول: وتر التحدي وإثارة النخوة والعزة والإباء،

قال لهم: (لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت قريش تكيدكم بأكثر مما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم).

💡وهكذا حرك فيهم عنصر التحدي لقريش، وأخذ يلفت الأنظار إلى مكيدة قريش، ويقول لهم: لستم أنتم الذين تخدعكم قريش بمكيدة مكشوفة كهذه.

♨️الوتر الثاني : كان في منتهى الأهمية أيضاً: وتر الرحم والقبيلة.

قال لهم: (تريدون أن تقاتلوا أبناءكم وإخوانكم؟)

💡هل سيقتل الأوسي أوسياً؟ هل سيقتل الخزرجي خزرجياً؟ هل سيقتل اليثربي يثربياً من نفس الوطن، ويعيش نفس الظروف ويتعرض لنفس المخاطر؟ وهكذا ذكرهم جميعاً بالمواطنة ليثرب.

🌱فلما سمع القوم هذا الكلام تفرقوا جميعاً مسلمهم ومشركهم، فهذه حكمة نبوية بالغة أنهت الفتنة الطائفية في داخل البلد الواحد تماماً

💥وأشد الناس فرحاً بهذه الفتنة الطائفية هم أعداء الأمة، فطرف ينهي طرفاً آخر، وطرف يقضي على طرف آخر، وهكذا كسرت شوكة الدولة دون عناء من الأعداء، وهذا الذي كانت تريده قريش، فالقائد الحكيم صلى الله عليه وسلم منع ذلك باقتدار

🌱وعلى كل المخلصين لهذا الدين أن يستوعبوا هذا الدرس تماماً، فما أكثر ما تثار الفتن الطائفية في البلاد الإسلامية، ولا تجر على البلد إلا الويلات والدمار، بل ما أكثر ما تثار الفتن بين المسلمين والمسلمين

💡فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نتجنب الصراع الداخلي بكل وسيلة، وبما يناسب الأفراد الواقعين في الفتنة، يعلمنا كيف نعرف الأرضية المشتركة بيننا وبين من يعيش معنا في البلاد، يعلمنا كيف نوحد لغة الحوار، وكيف يمكن أن نزرع فكرة المواطنة في نفوس كل من يسكن على أرض الوطن، بغض النظر عن دينه وعن عرقه وأصله، فهو منهج في غاية الحكمة؛

👈لذلك فشل المخطط الأول لقريش.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰


🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس