عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 05-28-2011, 07:08 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
كيفية صلاة الاستخارة


ماهي الاستخارة ؟

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ
يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك
وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ
أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى
بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ
وهي : طلب الخيرة في شيء
وهي استفعال من الخير أو من الخيرة
بكسر أوله وفتح ثانيه ، بوزن العنبة ، واسم من قولك خار الله له
واستخار الله : طلب منه الخيرة
وخار الله له : أعطاه ما هو خير له
والمراد : طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما(1)
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِي
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ
يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ
ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ
وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ
وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي
وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي
ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ
وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي
أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ
وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي
قَالَ وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ " (1 )
باب ما جاء في صلاة الإستخارة

قوله أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموالي
بفتح اسمه زيد وقيل أبو الموال جده أبو محمد مولى ال علي صدوق
ربما أخطأ من السابعة
قوله يعلمنا الاستخارة
أي صلاة الاستخارة ودعاءها في الأمور
زاد في رواية البخاري كلها وفيه دليل على العموم
وأن المرء لا يحتقر أمرا لصغره وعدم الاهتمام به
فيترك الاستخارة فيه فرب أمر يستخف بأمره فيكون
في الإقدام عليه ضرر عظيم أوفى تركه

كما يعلمنا السورة من القران
فيه دليل على الاهتمام بأمر الاستخارة
وأنه متأكد مرغب فيه إذا هم أي قصد بالأمر
أي من نكاح أو سفر أو غيرهما مما يريد فعل أو تركه
فليركع ركعتين أي فليصل ركعتين الفريضة فيه
دليل على أنه لا تحصل سنة صلاة الاستخارة
بوقوع الدعاء بعد صلاة الفريضة
ثم ليقل أي بعد الصلاة
اللهم إني أستخيرك أي أطلب منك الخير أو الخيرة

قال صاحب المحكم استخار الله طلب منه الخير
وقال صاحب النهاية
خار الله لك أي أعطاك الله ما هو خير لك
قال والخيرة بسكون الياء الاسم منه
قال فأما بالفتح فهي
الاسم من قوله اختاره الله كذا في النيل بعلمك
الباء فيه وفي قوله بقدرتك للتعليل أي بأنك أعلم وأقدر
قاله زين الدين العراقي
وقال الكرماني يحتمل أن تكون للاستعانة وأن تكون للاستعطاف
كما في قوله رب بما أنعمت علي أي بحق علمك وقدرتك الشاملين
كذا في عمدة القاري
وقال القاري في المرقاة
أي بسبب علمك والمعنى أطلب منك أن تشرح صدري
لخير الأمرين بسبب علمك بكيفيات الأمور جزئياتها وكلياتها
إذ لا يحيط بخير الأمرين على الحققية إلا من هو كذلك
كما قال تعالى
" وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ " (3)

قال الطيبي
الباء فيهما إما للاستعانة أي أطلب خبرك مستعينا بعلمك
فإني لا أعلم فيهم خيرك وأطلب منك القدرة
فإنه لا حول ولا قوة إلا بك وإما للاستعطاف
انتهى مختصرا

وأستقدرك أي طلب منك أن تجعل لي قدرة عليه
واسألك من فضلك العظيم أي تعيين الخير وتبيينه وتقديره
وتيسيره وإعطاء القدرة لي عليه اللهم إن كنت تعلم
أن هذا الأمر أي الذي يريده

قال الطيبي معناه
اللهم إنك معلم فأوقع الكلام موقع الشك
على معنى التفويض إليه والرضا بعلمه فيه
وهذا النوع يسميه أهل البلاغة تجاهل العارف
ومزج الشك باليقين
يحتمل أن الشك في أن العلم متعلق بالخير أو الشر
لا في أصل العلم انتهى

قال القاري
والقول الآخر هو الظاهر ونتوقف في جواز الأول بالنسبة
إلى الله تعالى في ديني أي فيما يتعلق بديني ومعيشتي
وقع في البخاري ومعاشي

قال العيني
المعاش والمعيشة واحد يستعملان مصدرا واسما
وفي المحكم العيش الحياة عاش عيشا وعيشة ومعيشا ومعاشا
ثم قال المعيش والمعاش المعيشة ما يعاش به انتهى


فيسره لي وفي رواية البزار عن ابن مسعود فوفقه وسهله واقدر لي الخير
بضم الدال وكسرها أي يسره علي وأجعله مقدورا لفعلي
حيث كان أي الخير ثم أرضني به بهمزة قطع أي اجعلني راضيا به
يسمى حاجته أي أثناء الدعاء ثم ذكرها بالكناية عنها
في قوله إن كان هذا الأمر

وفي الحديث استحباب صلاة الاستخارة والدعاء المأثور
بعدها في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها
أما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف
فلا حاجة للاستخارة فيها

قال النووي
إذا استخار مضى بعدها لما شرح له صدره انتهى

وهل يستحب تكرار الصلاة والدعاء وفي الأمر الواحد
إذا لم يظهر له وجه الصواب في الفعل أو الترك
مما لم ينشرح له صدره

قال النووي وغيره
يستحب أن يقرأ في ركعتي الاستخارة في الأولى بعد الفاتحة
قل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد

وقال العراقي
لم أجد في شيء من طرق أحاديث الاستخارة ما يقرأ فيهما.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين
وثبت في أمره

كيفية صلاة الاستخارة ؟
(1) النية .. والنية محلها القلب أي لا يُتلفظ بها
(2) يصلي ركعتين من غير الفريضة
(3) بعد الانتهاء من التسليم يقرأ دعاء صلاةالاستخارة




وفقك الله لما فيه الخير والصلاح

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين





منقول بتصريف يسير

~~~
(1)(ابن حجر : فتح الباري في شرح صحيح البخاري)
~~~
(2) صحيح البخاري - كتاب التَّهَجُّد
بَاب مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى - رقم 1113
~~~
(3) البقرة - 216