عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 05-28-2011, 07:06 AM
هند هند غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,493
افتراضي




في سورة الضحى يقسم الله تعالى
بالضحى أي يقسم بالنهار
وإن أجمل ما في النهار وقت الضحى أي أجمل وقت في النهار
ليس شديد الحر
بل يجمع بين برد الليل و ضياء النهار



الضحى في اللغة :هو وقت ارتفاع الشمس بعد الشروق
وقتها
وقت الضحى يبدأ من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح
ويحصل ذلك بعد خمس عشرة دقيقة تقريباً بعد بزوغها
إلى أن يقوم قائم الظهيرة
وهو قُبيل زوال الشمس بزمن قليل
وقدَّره بعض العلماء بعشر دقائق تقريباً قبل دخول وقت الظهر
فيمكن أن تؤدى في أي ساعة من هذا الوقت

قال الإمام مسلم في صحيحه


حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ الشَّيْبَانِيُّ
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى أَهْلِ قُبَاءَ وَهُمْ يُصَلُّونَ
فَقَالَ صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إِذَا رَمِضَتْ الْفِصَالُ " (1)
وفي رواية لابن مردويه في تفسيره
" وهم يصلون بعدما ارتفعت الشمس "
ومعنى رَمَضَت : احترَقت أخفافها مِن شِدّة الحرّ
والرَّمْضاء : هي التراب السَّاخن مِن شِدَّة وَهَج الشَّمس
وهي شدة الحرِّ
والفصيل : هو الصَّغير مِن الإبِل



قال الإمام المناوي في فيض القدير: وفي رواية لمسلم
" إذا رمضت الفصال"
أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها لشدة الحر
فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد حر الرَّمضاء
فتحرق أخفاف الفصال لمماستها



فضلها

صلاة الضحى من النوافل المستحبة ولها فضل عظيم

قال الإمام مسلم في صحيحه
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي
قال حدثنا مهدي وهو ابن ميمون
قال حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل
عن يحيى بن يعمر
عن أبي الأسود الدؤلي ،عن أبي ذر
" عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ
وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ
وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ
وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى"(2)


وقال صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى
" ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره " (3)


وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال
[ بعثَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم سَرِيَّة
فغنِموا وأسرعوا الرَّجعة
فتحدَّث النَّاس بقُرْبِ مَغزاهم وكَثرَة غنيمَتهم وسُرعة رَجعتهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ألا أدلُّكم على ما هو أقرَب منهم مَغزى
وأكثر غَنيمَة وأوْشَك رَجعة ؟
من توضأ ثم غَدَا إلى المسجدِ لِسبحَة الضحى
فهو أقرَب مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة " (4)





والحاصل أن صلاة الأوابين هي ( صلاة الضحى )
لقوله عليه الصلاة والسلام
" لا يُحافِظ على صلاةِ الضُّحى إلا أوَّاب
وهِي صلاةُ الأوَّابِين"(5)


وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت إلى الأوابين
لأن النفس تركن فيه إلى الدعة والاستراحة
فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة
رجوع من مراد النفس إلى مرضاة الرب
ذكره القاضي. انتهى.





كيفيتها




فأقلها ركعتان لهذا الحديث، وأكثرها ثمان
قال الإمام البخاري في صحيحه

حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قال حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ
قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى
يَقُولُ مَا حَدَّثَنَا أَحَدٌ أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُصَلِّي الضُّحَى غَيْرُ أُمِّ هَانِئٍ فَإِنَّهَا قَالَتْ : " إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَاغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ
فَلَمْ أَرَ صَلَاةً قَطُّ أَخَفَّ مِنْهَا
غَيْرَ أَنَّهُ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ " (6)



وإذا صلاها أكثر من ركعتين
فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
"صلاةُ الَّليلِ والنَّهارِ مَثْنى مَثْنى"(7)





فهنيئاً لمن حافظ على صلاة الضحى
وهنيئاً لمن لم يشغله عنها شاغل
وهنيئاً لمن عمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
التي ورد في شأنها
قال الإمام البخاري في صحيحه
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قالأَخْبَرَنَا شُعْبَةُ
قال حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ الْجُرَيْرِيُّ هُوَ ابْنُ فَرُّوخَ
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ : " أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ
لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ " (8)




{ هذا ما تيسر لي جمعه وتنسيقه من مجموعة فتاوى
من موقع إسلام ويب والحمد لله رب العالمين }
~~~
(1)صحيح مسلم - كِتَاب صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا
باب صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
رقم 1238 748
~~~
صحيح مسلم بشرح النووي - كتاب صلاة المسافرين وقصرها
باب يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة - رقم 720
~~~
(3) الراوي: أبو الدرداء و أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني
المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 465
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(4)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر
المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 10/125
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
~~~
(5)الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي
المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 9955
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~
(6)فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب التَّهَجُّد
باب دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى ثماني ركعات - رقم 1122

~~~
(7) الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني
المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1295
خلاصة حكم المحدث: صحيح
~~~(8)صحيح البخاري - كتاب التَّهَجُّد
بَاب صَلَاةِ الضُّحَى فِي الْحَضَرِ- رقم 1124