عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 10-09-2011, 06:14 PM
أمة الله أمة الله غير متواجد حالياً
مشرفه الملتقى عام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 741
افتراضي

ونتابع أجر المبيت بمزدلفة


عـن عبـد الله بـن ميمـون قـال:



( سـألت عبـد الله بـن عمـرو عـن المشـعر الحـرام ، فسـكت حتـى إذا هبطـت أيـدي رواحلنـا بالمزدلفـة قـال : أيـن السـائل عن المشـعر الحـرام ؟ هـذا المشـعر الحـرام .)(5)



قـال ابـن عمـر رضي الله عنهما : ( المشـعر الحـرام المزدلفـة كلهـا ) (6)





قـال جابـر بـن عبـد الله - رضي الله عنهما - فـي وصـف حجـة النبـي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : (.... فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى. فأهلوا بالحج . وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى به الظهر والعصر والمغرب و العشاء والفجر. ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس . وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة .

فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا
أنه واقف عند المشعر الحرام .



كما كانت قريش تصنع في الجاهلية . فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة. فوجد القبة قد ضربت له بنمرة . فنزل بها . حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء . فرحلت له . فأتي بطن الوادي . فخطب الناس وقال :


......... ثم أذن . ثم أقام فصلى الظهر . ثم أقام فصلى العصر . ولم يصل بينهما شيئا . ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حتى أتى الموقف . فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة




فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص

وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول بيده اليمني أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد



حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا



ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر وصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس...) (7)



فكانــت الخلاصــة ممـا ســبق :



أولا: المشـعر الحـرام هـو : جبـل صغيـر علـى حـدود جَمْـع ( مزدلفـة)

ثانيا:
وقـال النبـي- صلى الله عليه وسلم - ( وقفـت ها هنـا - عنـد الجبـل - وجمـع ( مزدلفـة ) كلهـا موقـف أي : مشـعر حـرام كمـا فهـم ابـن عمـر وأجـاب السـائل.

الثالث: المبيـت بهـا واجـب علـى أرجـح أقوال أهـل العلـم يجبـر تركـه بـدم . ( نجتـزئ بهـذا لأن المقـام ليـس مقـام تفصيـل فقهـي )

الرابع:
ينبغي على الحاج ذكر الله عند المشعر الحرام بعد صلاة الفجر حتى يسفر جدًا ثم يدفع من مزدلفة قبل الشروق .




يقـول صاحبنـا : فحرصـت علـى المبيـت فـي جمـع( مزدلفـة ) رغـم رخـص المرخصيـن بتركها ، وتمسـكت بالمبيـت بهـا ،

وزدت بأداء صـلاة الفجــر فيهـا ، ثـم توجهـت باحثًـا عـن المشـعر الحــرام (
الجبـل) فلـم أوفـق لدليـل يـدل عليـه ،

فعملـت بقـول رسـولنا صلوات ربي عليه: (
وقفـت هـا هنـا وجمـع كلهـا موقـف ) حيـث اشـتكيت لربـي عجـزي عـن الوصـول ، أناجيـه أنـي مـا قصـرت فـي اقتفـاء أثـر الرسـول ، فانتقلـت مـن سـنته الفعليـة إلـى العمل بسـنته القوليـة ، وكـان همـي الدعـاء بالتكبيـر والتهليـل والحمـد والثنـاء ، مسـتحضرًا الأجـر العظيـم ،

سـائلاً ربـي ألا يحرمنـه باسـمه الكريـم:


عـن أنـس بـن مالـك - رضي الله عنه - أنـه قـال : قـال رسـول الله -صلى الله عليه وسلم - : " يـا بـلال ! أنصـت لـي النـاس " . فقـام بـلال ، فقـال : أنصتـوا لرسـول الله ، فأنصـت النـاس ، فقـال : " معاشـر النـاس ! أتانـي جبرائيـل آنفًـا ، فأقرأنـي مـن ربـي السـلام ، وقـال : أن الله عـز وجـل غفـر لأهـل عرفـات ، وأهـل المشـعر ، وضمـن عنهـم التبعـات.


فقـام عمـر بـن الخطـاب فقـال : يـا رسـول الله ! هـذا لنـا خاصـة ؟ قـال : "
هـذا لكـم ، ولمـن أتـى مـن بعدكـم إلـى يـوم القيامـة ." فقـال عمـر بـن الخطـاب : كثـر خيـر الله وطـاب. (8)




صدقـــت يـا عمــر : كثــر خيــر ربّنـــا وطــاب.



فالله نسأل باسمه الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب:


ألا يحرمنا بذنوبنا عفوًا عباده القبولين به أصاب

وأن يجعل لنا إلى جَمْعٍ بفضله إياب ثم إيـاب

إنه قريب سميع مجيب لمن لجنابه أناب .

آمين آمين
(5) صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249 .
(6) صححه أحمد شاكر في : عمدة التفسير / رقم : 1 / 249
(7) صحيح مسلم بشرح النووي / ج8 / 15 - كتاب الحج / 19- باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم / رقم: 1218
(8) علق عليه الألباني في : صحيح الترغيب والترهيب / ج : 2 / ( 9 ) ـ باب : الترغيب في الوقوف بعرفة والمزدلفة ... / رقم : 1151 - قائلاً : صحيح لغيره.

يتبـــــــــ إن شاء الله ـــــــــــــــــــــع
مع كتاب مناسك وأجور


رد مع اقتباس