الموضوع: من جوامع الكلم
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 04-13-2011, 02:41 AM
أم حذيفة أم حذيفة متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,658
افتراضي

حديث:بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ
*******
قال البخارى
فى صحيحه:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ:
أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ
عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاقَالَ :
قَالَ :
(رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)(1)

الشرح
*******
الإسلام في حقيقته هو اتباع الرسل عليهم السلام
فيما بعثهم الله به من الشرائع في كل زمان ، فهم الطريق
لمعرفة مراد الله من عباده ،
فكان الإسلام لقوم موسى أن يتبعوا ما جاء به من التوراة ،
وكان الإسلام لقوم عيسى اتباع ما أنزل عليه من الإنجيل ،
وكان الإسلام لقوم إبراهيم اتباع ما جاء به من البينات والهدى ، حتى جاء
خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ،
فأكمل الله به الدين ، ولم يرتض لأحد من البشر أن يتعبده
بغير دين الإسلام الذي بَعث به رسوله ،
يقول الله عزوجل :
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَالإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
(2)

، فجميع الخلق بعد محمد صلى الله عليه وسلم ملزمون باتباع
هذا الدين ، الذي ارتضاه الله لعباده أجمعين .

ومن طبيعة هذا الدين - الذي ألزمنا الله باتباعه -
أن يكون دينا عالميا ، صالحاً لكل زمان ومكان ،
شمولياً في منهجه ، متيناً في قواعده ،
راسخاً في مبادئه ؛
ومن هنا شبهه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي
بين أيدينا بالبناء القوي ،
والصرح العظيم ،
ثم بين في الحديث الأركان التي يقوم عليها صرح الإسلام .

وأول هذه الأركان وأعظمها كلمة التوحيد بطرفيها:
" لا إله إلا الله ، محمد رسول الله " ،
فهي المفتاح الذي يدخل به العبد إلى رياض الدين ،
ويكون به مستحقاً لجنات النعيم ،
أما الطرف الأول منها " لا إله إلا الله " فمعناه أن تشهد
بلسانك مقرا بجنانك بأنه لا يستحق أحد العبادة
إلا الله تبارك وتعالى ،
فلا نعبد إلا الله ، ولا نرجو غيره ، ولا نتوكل إلا عليه ،
فإذا آمن العبد بهذه الكلمة ملتزمًا بما تقتضيه
من العمل الصالح، ثبته الله وقت الموت،
وسدد لسانه حتى تكون آخر ما يودع به الدنيا،
قال البخارى
فى صحيحه:
حدثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قال: حَدَّثَنَا وَاصِلٌ الْأَحْدَبُ عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
(
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي أَوْ قَالَ بَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ
مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ )
(3).


أما شهادة أن محمداً رسول الله ، فتعني أن تؤمن بأنه
مبعوث رحمة للعالمين ، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة ،
كما يقول الله سبحانه :
(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ
جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )(4)
******
ومن مقتضى هذه الشهادة أن تؤمن
بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان ؛
قال مسلم فى صحيحه:
(حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ وَأَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ أَبَا يُونُسَ حَدَّثَهُ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ
ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )(5)
ومن مقتضاها أن تؤمن وتعتقد أن كل من لم
يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم
ولم يتّبع دينه ، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة ،
ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ،
سواء أكان متبعا لديانة منسوخة أو محرفة أخرى ،
أم كان غير متدين بدين ،
فلا نجاة في الآخرة إلا بدين الإسلام ،
واتباع خير الأنام عليه الصلاة والسلام .
ومن الملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل
الشهادتين ركنا واحد ؛
وفي ذلك إشارة منه إلى أن العبادة لا تتم إلا بأمرين ، هما :
الإخلاص لله :
وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله ،
والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو مقتضى
الشهادة بأنه رسول الله .
******

الركن الثاني :
إقامة الصلاة المفروضة على العبد ، فالصلاة صلة بين
العبد وربه ، ومناجاة لخالقه سبحانه ،
وهي الزاد الروحي الذي يطفيء لظى النفوس المتعطشة
إلى نور الله ، فتنير القلب ، وتشرح الصدر .

وللصلاة مكانة عظيمة في ديننا ؛ إذ هي
الركن الثاني من أركان الإسلام ،
وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ،
وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في
أعلى مكان وصل إليه بشر ،
وفي أشرف الليالي ، ففي ليلة الإسراء في السماء السابعة ،
جاء الأمر الإلهي بوجوبها ،
فكانت واجبة على المسلم في كل حالاته ،
في السلم والحرب ، والصحة والمرض ،
ولا تسقط عنه أبداً إلا بزوال العقل .

وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر ،
يدل على ذلك
ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه ،
قال الاما م مسلم فى صحيحه:
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ قَالَ :
يَحْيَى أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ :
سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ (
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّ بَيْنَالرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ )
(6) .



التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 04-13-2011 الساعة 03:24 PM
رد مع اقتباس