عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 11-25-2010, 06:24 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,023



قواعد في أسماء الله تعالى


القاعدة الأولى

أسماء الله تعالى كلها حسنى

أي بالغة في الحسن غايته، قال الله تعالى:

(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُالْحُسْنَى)سورة الأعراف، الآية: 180

~.~.~.
الشرح

هنا قال بعض الناس:إننا لوعبرنا بقولنا:

"البالغُ فى الحُسن كماله"لكان أحسن

من قولنا:"(غايته)

ولكن نحن نقول:صحيح أن التعبيربـ"كماله"

قد يكون أحسن ولكن "غايته"معناه التي ليس

شيءٌ وراءها في الكمال

فتكون بمعنى كماله، وعلى هذا فالمراد بالغاية

ليس معناه أن أسماء الله تعالى لها منتهى

في الحسن، بل إنها في غاية الحسن، والمراد

فى أكمل مايكون من الحُسن،ولهذا وصفَ الله

باسم التفضيل فى قوله تعالى:"الحُسنى".

نعم
~.~.~.
الماتن

وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لانقص فيها

بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديراً
.

ولهذا نقول: إن الألفاظ إما أن تدل على معنى ناقصٍ

نقصاً مطلقاً وإما أن تكون دالة على كمال في

حالٍ ونقصٍ في حال وإما أن تكون دالة على

الكمال لكن لا غاية الكمال وإما أن تكون دالة

غاية الكمال هذه أربعة أقسام.

القسم الأول:-

الدالة على غاية الكمال تكون من أسماء الله

بمعنى أنه ليس فيها نقص أبدًا لااحتمالاً ولاتقديرًا ،

مثل السميعوالبصيروالعظيموالعليم إلى آخره ،

كل هذه كمال ليس فيه نقص

القسم الثانى:-

ما هو كمال لكن يَحتمل النقص بالتقديرفهذا لايُسمى

به الله ولكن يُخبر به عنه لأن باب الإخبارأوسع مثل:

المُتكلم والشائي أي الذي يشاء ، والمُريد, والصانع,

والفاعل وماأشبه ذلك. هذه كلمات لايُسمى

الله بها ولكن يُخبر بها عنه إخباراً مطلقا

فنقول : إن الله مُتكلم، وإن الله شاءٍ، وإنه مُريدٌ

و إنه فعالٌ. ولكن ليس من باب التسمية ولكن

من باب الإخبار.

لماذا لم تكن من الأسماء؟ لأن المتكلم قد يتكلم بما

يُحمد وقد يتكلم بما يذم،

لكن الكلام نفسه كمالٌ ،لكن مُتعلّـَقُ ذلك الكلام

قد يكون نقصاً وقد يكون ذماً.

فالمتكلم بالمعروف مُتكلمٌ بكمال والمُتكلم

بالمنكر متكلمٌ بنقص. الكلام نفسه كمالٌ ولكن

موضوع الكلام قد يكون نقصاً ، ولهذا لم يكن

من أسمائه ،وصح أن يُخبر به على سبيل الإطلاق،

و"المُريد" أصلُ إثبات الإرادة وأنَّ الفاعل يفعلُ

مايُريده فهذا كماله ،ولهذافالمُريد أكمل ممن لايُريد.

فالإنسان أكمل من الحيوان لأن إرادته أكمل

والحيوان أكمل من الشجر لأن إرادته أكمل

والمختارللشىءأكمل من المُكره عليه لأن إرادته أكمل.

لكن المراد! هل كل مراد ٍخير؟

قد يكون خيراً وقد يكون شراً.فلهذا لم تكن مريد

من أسماء الله لكن صارة مما يخبر به عنه.

القسم الثالث:-

الذى يحتمل نقصاً وكمالاً فى نفس المعنى

لافى المتعلـَّق؛ فهذالايُطلق على الله تعالى وإنما

يُذكر مُقيداً. مثل:المكرالخداعالاستهزاءوالكيد.

هذه ما نقول إن الله ماكر على سبيل الإطلاق،

ولا إن الله كائد لأن نفس الكيد ذاته؛ ينقسم إلى

محمود ومذموم فلا يمكن أن نطلقه على الله،

بل نقول إنَّه الله-عزوجل ماكرٌبمن يمكربه

ومستهزئ ٌبمن يستهزئ به وهكذا.

القسم الرابع:-

ما هو نقصٌ محض فهذا لايُسمى اللهُ به ولايُوصف به.

مثل العمى ،الصمم ،العجز، فلا يمكن أن تقول إن

الله أعمى والعياذ بالله، أو أنه أصم أو أنه عاجز

مطلقاً، لاخبراً ولاتسمية.

والخلاصة:-

أنَّ الأقسام أربعة:

1-كمالٌ محضٌ فى ذاته وموضوعه فهذا يكون

من أسماء الله.

2-كمالٌ فى ذاته لا في موضوعه بل ينقسم، فهذا

يُطلق على الله خبراً ولايسمى به.

3-ما يكون كمالاً ونقصاً في ذاته ،فهذا لا يخبر

به عنه خبراً مطلقاً ،وإنما يخبر به عنه خبراً مقيداً

4- نقصٌ محضفهذا لايُوصف به ،لا خبراً ولا تسمية.

ولهذا فقول الله تعالى:"ولله الأسماء الحُسنى"

يعنى التى ليس فيها نقصٌ بوجهٍ من الوجوه.

هذه الأقسام الأربعة ذكرها شيخ الإسلام-رحمه الله-

فى مواضع متفرقة من كلامه

وهى صحيحة وواضحة.

~.~.~.

الماتن


* مثال ذلك: "الحي"

اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة

التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة

المستلزمة لكمال الصفات من
العلم، والقدرة،

والسمع، والبصر وغيرها
.

* ومثال آخر: "العليم"

اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي

لم
يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى

(
عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِيكِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)

سورة طه، الآية: 52.

العلم الواسع المحيط بكل شيءجملةً وتفصيلاً،

سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه،

قال الله تعالى

:(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ

مَا فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّايَعْلَمُهَا

وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ
الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلايَابِسٍ

إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
)

سورة الأنعام، الآية 59

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ

رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا
وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ

فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
)

سورة هود، الآية: 6


~.~.~.
الشرح

قوله"في ظُلُمات الأرض" كم ظلمة وما الذي

يمكن أن يكون من الظلمات ؟، حبة مندفنة

فى قاع البحر فى ليلة ذات مطر وغيم كثيف

كم تكون الظلمات؟

ظلمات أربع ،خمس؟ نشوف الآن:

فأولاً الطبقة التى غطتها فى الأرض ، ثانياً

البحرأملس، ثالثا الليل ،رابعاً السحاب ،خامساً المطر،

قال قائل : السحاب والمطرواحد ، قال الشيخ

لا السحاب الذي فوق ظلمة ،والمطرينزل ظلمة

ثانية ،مثلاً المطرينزل بينك وبين جبل أوبينك

وبين بيتك يحول بينك وبينه ولا لا ؟

يحول إذاً فهو ظلمة ،

إذاً الذي يمكننا الآن نعرف وقد تكون هناك أشياء

لانعرفها لكن الذي نعرف الآن خمس ظلمات

تُحيط بهذه الحبة الصغيرة التي قد لاتدركها

العين المجردة إذا كانت على الوصف الذي

وصفنا ،إذا كانت في قاع البحر فالله تبارك وتعالى

يعلمها وليس يعلمها فحسب ،

بل هى فى كتابٍ مبين مكتوبة.

وهذا دليلٌ على عموم علم الله عز وجل وسعته

وأنه لايخفى عليه شىءٌ فى الأرض ولا فى

السماء،أنت إذا آمنت بهذا العلم فأعتقد أن إيمانك

يردعك عن فعل ما يكرهه الله ويوجب لك أن

تقوم بما يحبه،لأنه مهما كتمت في نفسك فالله عالمه،

مهما كتمت ، أنت إن كتمته عن الخلق ولم

يعلموه فالله يعلمه. وثق بأنه إذا كان مما يكرهه

فسوف يطلع عليهالعباد سواءٌ أخبروك أم

لم يُخبروك، يعني الشيطان يأمرك بالفحشاء

فتفعل سِراً ما يعلمه إلا الله ،فيُلقى فى قلوب

الناس أنكَ فعلت ذلك ، وهذه نقطه يجب أن تهتم

بها، فتشعرإذا نظر الناس إليك تشعر كأنهم يؤنبونك

تشعر ذلك بنفسك وإن كانواهم يعني ما يقولون لك

هذا الشيء لكن الشيطان يلقي في قلوبهم ذلك،

فيسيئون الظن بك فينقلب ذلك على نفسك حتى إنك

تنظر إلى الناس وكأنما شاهدوا فعلك وهذا الشيء

غريب وعليه،

قال الشاعر:

إذا ساءَ فِعلُ المَرْءِ ساءت ظنونه ** وصدَّق ما يكادوه من توهُّمِ

فهذه من أسرارحكمة الله-عزوجل-أنَّ ما يُخفيه

الإنسان فى نفسه وإن كان لم يُطلع عليه أحد فإنَّ

الله تعالى يعلم به وإذاعلم الله به أوشك أن يُطلع

عباده على ذلك،

بل قد قال ابن القيم-رحمه الله-:إن الشيطان(نفسه)

الذى أمرك بالسوء يُلقى فى قلوب الناس أنك

فعلت ذلك السوء وإن لم يطلعوا عليك ،

هذه مسألة تُوجب للإنسان أن يحترس غاية

الاحتراس من الذنوب وإن خفيت

فالله عزوجل يعلم كل شيء


~.~.~.
الماتن


(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ

مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ

بِذَاتِ الصُّدُورِ
)

سورة التغابن، الآية: 4


*
ومثال ثالث: "الرحمن"

اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة،

التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم،

"لله أرحم بعباده من هذه بولدها"

رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)،

ومسلم، كتاب التوبة (2754).

يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته

وألصقته ببطنها وأرضعته،
ومتضمن أيضاً

للرحمة الواسعة التي قال الله عنها:

(
وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)

سورة الأعراف، الآية: 156

وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين:

(رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً)

سورة غافر، الآية: 7

والحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل

اسم على انفراده، ويكون
باعتبار جمعه إلى غيره،

فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال
.

~.~.~.
الشرح

يعني أسماءُ الله تعالى كلها حُسنى على انفرادٍ وقد

ينضافُ إلى هذاالحُسن-الذى اكتسبه الاسم

اكتساباً ذاتياً- ينضافُ إليه حُسنٌ آخر بانضمامه

إلى غيره، فيكون من مجموع الأمرين كمالٌ آخر،

وهذا موجود في القرآن كثير ،فكثيراً مايقرن

الله تعالى بين اسمين وتجد أن فى ضم

أحدهما إلى الآخركمالاً لايحصل بانفراد

أحدهما عن الآخر.

~.~.~.
الماتن


مثال ذلك: "العزيز الحكيم".

فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن
كثيراً. فيكون

كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه
،

وهو العزة في
العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم،

والجمع بينهما دال على كمال آخر

وهو أن
عزته تعالى مقرونة بالحكمة،

فعزته لا تقتضي ظلماً وجوراً وسوء فعل،

كما قد
يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز

منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم
ويجور

ويسيء التصرف.

وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز

الكامل بخلاف
حكم المخلوق وحكمته فإنهما

يعتريهما الذل
.

~.~.~.
الشرح

فهمتم الآن هذا العزيز الحكيم يقرن الله

بينهما كثيرا ،ًليش؟ لأننا نستفيد من قرن

العزيز بالحكيم فائدة عظيمة وهي أن عزته

مقرونه بالحكمة، لأن العزة

وحدها قد ينتج عنها سوء التصرف والظلم

والجَوْركما لو وجدنا ملكاً عزيزاً في ملكه لايعارضه

أحدتجد هذا الملك إن لم يسعفه الله تعالى

بالعناية تجده لكمال سلطانه وعزته يظلم

ويجور ولا يبالِي. ما عنده حكمة.

كذلك أيضاً من الناس من يكون حكيماً لكن ليس

عنده عزة وغلبة فيكون عنده حكمة يتصرف

تصرف حسناً طيباً ويضع كل شيء بموضعه

لكن ما عنده تلك القوة التي ينفذ بها ما أراد

وما حكم، فالله عز وجل عزته مقرونة بالحكمة

وحكمته مقرونة بالعزة، وباقتران الاسمين

بعضهما إلى بعض يحصل كمالٌ أخر وهو

عزةٌ في حكمة وحكمةٌ في عزة.


التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 10-24-2011 الساعة 01:22 AM