عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-20-2017, 02:54 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,022
Mice2

المقطع الثاني
قواعد في أسماء الله تعالى

القاعدة الأولى: أسماء الله تعالى كلها حسنى

إنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ.وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه.
توطئة :
بدأ الشيخ العثيمين في مقدمته بالبسملة ثم خطبة الحاجة .بسم الله : الباء في بسم الله باء الاستعانة. أي أبدأ مستعينًا باللهِ طالبًا عونهُ . وقولك في خطبة الحاجة " نَحمده ونستعينه ونستغفرة " هذا من أعظم ما ينبغي في تحصيل العلوم؛ طلب العون من الله ، ولولا عون الله وتوفيقه للعبد ما حصَّلَ شيئًا ولا استفاد علمًا ، كما كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون:
لولا اللهُ ما اهتدينا ولا صُمْنَا ولا صَلَيْنَا
القواعد المثلى أي الفاضلة ، والأمثل هو الأفضل والمقدم عن غيره ، فهي قواعد مثلى ؛ أي فاضلة متميزة جيدة نافعة لطالب العلم .
وهذه القواعد أخذها العلماء بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه
وسلم التي من شأنِها أن تضبطَ لطالبِ العلمِ فهمَ أسماءِ اللهِ فهمًا صحيحًا بعيدًا عن فهومِ أهلِ الأهواءِ وأصحابِ الفرقِ المنحرفةِ الذين أصَّلُوا أصولًا كليةً، لكنها مبنيةٌ على أُسسٍ عقليةٍ زائفةٍ .
من شرح الشيخ عبد الرزاق عبد المحسن البدر لكتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
*تعريف القاعدة :
القاعدة في اللغة الأساس، وجمعها قواعد، وهي أسس الشيء وأصوله، سواء كان حسيًّا كقواعد البيت، أو معنويًا كقواعد الدين أي دعائمه، وقد جاء هذا اللفظ في القرآن الكريم، قال تعالى"وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ"سورة البقرة:127، أي أسسها.، فمعنى القاعدة في الآية الأساس وهو ما يرفع عليه البنيان، فكل ما يبنى عليه غيره يسمى قاعدة.
- القاعدة اصطلاحًا: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.هنا .


*القاعدة الأولى
أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا
حُسنَى"

أي بالغة في الحسن غايته– أي كماله - ، قال الله تعالى"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"1. وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرًا.

* مثال ذلك: "الحي" اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم، ولا يلحقها زوال. الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها.

* ومثال آخر: "العليم" اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يُسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان، قال الله تعالى "عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى"2). العلم الواسع المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً، سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه، قال الله تعالى"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"3). "وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ"4)، "يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"5.

* ومثال ثالث: "الرحمن" اسم من أسماء الله تعالى متضمن للرحمة الكاملة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، "لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(6) يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته، ومتضمن أيضاً للرحمة الواسعة التي قال الله عنها: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"7)، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين"رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا"8).
والحُسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال.
مثال ذلك "العزيز الحكيم". فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيراً. فيكون كل منهما دالاً على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلماً وجَوْراً وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.

______________
(1) سورة الأعراف، الآية: 180.
(2) سورة طه، الآية: 52.
(3) سورة الأنعام، الآية 59.
(4) سورة هود، الآية: 6.
(5) سورة التغابن، الآية: 4.
(6) رواه البخاري، كتاب الأدب (5999)، ومسلم، كتاب التوبة (2754).

(7) سورة الأعراف، الآية: 156.
(8) سورة غافر، الآية: 7.
مدونة منبر الدعوة هنا
***************
أسئلة على القاعدة الأولى
*ما هي أول قاعدة في أسماء الله تعالى؟
* ما معنى القاعدة اصطلاحًا ؟
*
على ماذا بنيت هذه القواعد ؟ وهل توجد قرينة على ذلك؟ وما الفرق بينها وبين غيرها من القواعد؟
*
ما وجه كون أسماء الله كلها حسنى؟
***************
إجابة أسئلة المقطع الثاني على القاعدة الأولى

*ما هي أول قاعدة في أسماء الله تعالى؟
أول قاعدة في أسماء الله تعالى:أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا حُسنَى"


* ما معنى القاعدة اصطلاحًا ؟
القاعدة اصطلاحًا: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها.

* على ماذا بُنيت هذه القواعد ؟ وهل توجد قرينة على ذلك؟ وما الفرق بينها وبين غيرها من القواعد؟
بُنيت هذه القواعد:
على التتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وتوجد قرينة على ذلك :وهي ذكر دليل كل قاعدة، وعلى سبيل المثال قاعدة "أسماءُ اللهِ تعالى كلُّهَا حُسنَى "بُنِيَت على قوله تعالى"وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى"
الفرق بينها وبين غيرها من القواعد:
أن هذه القواعد أخذها العلماء بالتتبع والاستقراء لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما أهلِ الأهواءِ وأصحابِ الفرقِ المنحرفةِ أصَّلُوا أصولًا كليةً، لكنها مبنيةٌ على أُسسٍ عقليةٍ زائفةٍ .

*
ما وجه كون أسماء الله كلها حسنى؟
أسماء الله كلها حسنى لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالاً ولا تقديرًا.

رد مع اقتباس