الموضوع: دروس من السيرة
عرض مشاركة واحدة
  #117  
قديم 01-17-2019, 03:12 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,643
افتراضي


📌(116) موقف النبي من نقض بنو قريظة للعهد

🌱وصل الخبر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبل أن يأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أي رد فعل أراد أن 👈 يستوثق من الخبر، فأرسل مجموعة من الصحابة للتأكد ، وقال لهم: (انطلقوا حتى تنظروا: أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم، أم لا؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه، ولا تفتوا في أعضاد الناس) أي: إن كانوا حقاً قد غدروا فلا تذكروا ذلك أمام الناس؛ لكي لا يحصل إحباط (وإن كانوا على الوفاء فاجهروا به للناس).

💥أما المسلمون اليوم فينشرون أخباراً وخططاً وتسليحاتٍ وأعداداً وإمكانياتٍ للعدو على صفحات الجرائد وعلى شاشات التلفاز، فيشعر المسلم المشاهد لهذه الأخبار أنه لا يوجد أمل ولا توجد فائدة أبداً.

💡لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا أنه ليس كل ما يُعرف يقال، وذهبت المجموعة الإسلامية إلى بني قريظة، وتكلموا معهم مباشرة: أما زلتم على العهد؟ فجهر يهود بني قريظة بالسوء، وسبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقالوا: من رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، ثم رجع الصحابة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وقالوا: عضل والقارة، أي: غدروا كغدر عضل والقارة، وهي القبائل التي غدرت بالمسلمين عند ماء الرجيع، فحزن الرسول صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً لهذا الخبر، حتى إنه تقنع بثوبه -أي: غطى رأسه بالثوب- ومكث طويلاً صلى الله عليه وسلم يفكر ما الذي سيحصل؟ وبعد ذلك رفع رأسه فجأة، وقال للمسلمين بصوت عال: (الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين! بفتح الله ونصره) وهو يحاول قدر المستطاع أن يرفع من همة الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.

🌱وعلى الرغم من محاولات الرسول عليه الصلاة والسلام لتجنب انتشار الخبر إلا أنه شاء الله سبحانه وتعالى للخبر أن ينتشر، وهذا أيضاً له حكمة واضحة، وهو الابتلاء والتنقية والتمييز بين صفوف المسلمين وصفوف المنافقين، فكل ما حدث من الأحزاب وحصار المدينة كانت درجة من درجات الابتلاء، أما الآن فقد وصل المسلمون إلى ما نسميه مرحلة الزلزال، وهي المرحلة التي يُزلزل فيها المسلمون زلزالاً لا يثبت فيه إلا الصادق حقاً، أما المنافق سواء كانت درجة نفاقه كبيرة أو صغيرة لا شك أنه سيقع.

〰🌸🍃〰🌸🍃〰

a
🌷همسات الأوابين🌷
رد مع اقتباس