عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 06-04-2011, 02:38 AM
الصورة الرمزية أم أبي التراب
أم أبي التراب أم أبي التراب غير متواجد حالياً
مدير
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 4,016
كيف تكون متبِعًا غير مبتدعٍ في شهر رجب ؟

ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه حذَّر من مخالفة أمره :
قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنَا
إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا ،عَنْ أَبِي عَامِرٍ، قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو،قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ ،عَنْ ،سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ثَلَاثَةُ مَسَاكِنَ فَأَوْصَى بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ مِنْهَا قَالَ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ "
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ
"

صحيح مسلم / 30 ـ كتاب : الأقضية / من عمل عملا ليس عليهأمرنا فهو رد / حديث رقم : 18 ـ 1718 / ص : 448 .
* وعن جابر بن عبد الله ؛ قال : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إذا خطب ..... ويقول :
" أما بعد . فإن خير الحديث كتاب الله . وخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . وشر الأمور محدثاتها . وكل بدعة ضلالة ..... " .

صحيح مسلم / 7 ـ كتاب : الجمعة / 13 ـ باب : تخفيفالصلاة والخطبة / حديث رقم : 43 ـ 867 / ص : 204 .

ومن القواعد ـ الكلية ـ الفقهية الهامة :
الأصلُ في عاداتِنا الإباحَة حتى يجيءَ صارفُ الإباحَـهْ .



وليس مشروعًا من الأمور غيرُ الذي في شرعِنا مذكورْ .
فالأصل في العادات ، أي الأمور الدنيوية من مآكل
ومشارب : الحِل والإباحة حتى يرد في الشرع ما يحرمه .
مثل : الأصل في الطعام الحِلّ ، ولكن هناك نص يخرج لحم الخنزير من هذا الأصل فيحرم .


وعلى العكس في العبادات :
الأصل في العبادات التوقف والتحريم حتى يرد نص بمشروعية هذه العبادة فيخرجها عن الأصل وهو عدم المشروعية .

*وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في القواعد النورانية الفقهية " فباستقراء الشريعة نعلمُ أنَّ العبادات التي أوجبها الله أو أحبَّها لا يثبت الأمر بها إلا بالشرع " .ا . هـ .
وعلى هذا جرى السلفُ الصالحُ ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة والتابعين .
* فعن سعيد بن المسيب : أنه رأى رجلًا يصلي بعد طلوع الفجـر أكثر من ركعتين ، يُكثِرُ فيهما الركوع والسجود ، فنهاه .
فقـال : يا أبا محمد ! يعذبني اللهُ على الصلاة ؟ !
قال " لا ، ولكن يعذبُكَ على خلاف السنة " .
رواه البيهقي وغيره بسند حسن .

قال شيخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في " إرواء الغليل " 2 / 236 : بعد إيرادِه هذا الأثر :
" وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب ـ رحمه الله تعالى ـ ، وهو سلاحٌ قويٌ على المبتدعةِ الذين يستحسنون كثيرًا من البدع باسمِ أنها ذِكْرٌ وصلاةٌ ! ! ثم ينكرون على أهلِ السنةِ إنكار ذلك عليهم ، ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكرَ والصلاة ! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافَهم للسنةِ في الذِّكرِ والصلاةِ ونحو ذلك ".ا . هـ .

علم أصول البدع / الشيخ : علي حسن علي عبد الحميد / ص : 72 .
فلا عبادة إلا بنص من القرآن أو السنة الصحيحة .

وتطبيق ذلك :

الصيام عامة مشروع في دين الله ، ولكن تخصيص أوقات معينة مثل : شهر رجب أو غيره لأفضليته ، دون نص بذلك ، فهذا غير مشروع ، ويدخل في البدع .


* وقال الحافظ ابن حجر في : تبيين العجب بما ورد في شهر رجب :
ـ لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين ، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة .

ـ وقال عبد الرزاق في مصنفه : 4 / 292 :
عن ابن جريج عن عطاء : كان " ابن عباس "
ينهى عن صيام رجب كله ؛ ألاَّ يُتَّخذ عيدًا .
إسناده صحيح .

تبيين العجب بما ورد في شهر رجب / للحافظ ابن حجر العسقلاني / ص : 70 .

روي عن أحمد عن خرشة بن الحر قال :
رأيتُ عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها في الطعام ويقول : كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية
.

إرواءالغليل في تخريج أحاديث منار السبيل / تحقيق الشيخ الألباني /ج : 4 / حديث رقم : 957 / ص : 113 / صحيح .
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني :
وليس هو في " المسند " للإمام أحمد ، فهو في بعض كتبه الأخرى التي لم تصل إلينا ، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " .
ورُوِي نحو ذلك ، عن أبي بكرة .
قال ابن حجر :
فهذا النهي منصرف إلى من يصومه معظمًا لأمر الجاهلية .

أمَّا إنْ صامه لقصد الصوم في الجملة ، من غير أن يجعله حتمًا ، أو يخص منه أيامًا معينة يواظب على صومها ، أو ليالٍ معينة يواظب على قيامها ، بحيث يظن أنها سُنَّة ،
فهذا مَنْ فَعَلَهُ من السلامة مما استثني ، فلا بأس به ، فإن خص ذلك ـ بشهر رجب ـ أو جعله حتمًا ،فهذا محظور

* عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال " لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي . ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام . إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم " .
صحيح مسلم / 13 ـ كتاب : الصيام / 23 ـ باب : تحريم صوم أيام التشريق / حديث رقم : 148 ـ ( 1144 ) / ص : 273 .

* وقال النووي ـ رحمه الله ـ :
" ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب بعينه ،ولكن أصل (1)الصوم مندوب إليه ".
ا . هـ .السنن والمبتدعات ... للشقيري / ص : 125 .-------------------------------

( 1 ) أصل الصوم مندوب إليه : أي أن الصيام عمومًا مندوب إليه في أي وقت ، فالإسلام يرغب في عبادة الصيام لما فيها من الفضل والخير الكثير للصائم .

التعديل الأخير تم بواسطة أم أبي التراب ; 03-12-2019 الساعة 09:02 PM