عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 11-26-2020, 02:24 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي

1️⃣6️⃣
📖📚من قصص القرآن الكريم 📚
🔸قصة عالم من علماء بني اسرائيل : بلعام بن باعوراء

🍃: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) 175 الأعراف
🍃(ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) 176 الأعراف

آتيناه آياتنا:
إنها تظل نموذجاً لكل من آتاه الله علما وأكرمه بآياته فنأى عنها وأعرض واستبدلها بعرضٍ زائل فصار في النهاية مجرد...كلب..كلب يلهث!

مكانةٌ عظيمة هي!!، ووصفٌ مهيب وتزكيةٌ ربانية لا تدانيها تزكية مخلوق أو مدح فانٍ {الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} [الأعراف جزء من الآية: 175].

بذلك الوصف وتلك التزكية افتتح الله تلك القصة المهمة من قصص القرآن والتي هي رغم قصرها تحمل من المعاني والفوائد الشيء الكثير.

الوصف والتزكية قيل أنهما في حق عالم كان مع القوم الجبارين الذين سكنوا الأرض المقدسة

إبان بعثة نبي الله موسي عليه السلام فى الفترة التي أُمر فيها بنو إسرائيل بدخولها ولقد روي أن صاحب الوصف كان من العلماء الربانيين أطلعه الله على اسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى.

لكن ثمة كلمات قرآنية معدودة كانت تفصل بين هذا الوصف الشريف وتلك التزكية العظيمة وبين النقيض تمامًا فبعد أن كان الوصف شريفًا والتزكية ظاهرة تحول كل ذلك إلى وصفٍ آخر وضيع وصار مثله كمثل كلبٍ يسيل اللعاب النجس من بين شدقيه.

وبعد أن كان كريمًا عالي الدرجات بعلمه صارت الغواية نعته والانسلاخ حاله والخزي مآله، ذلك لأنه غيَّر وبدَّل ولم يرع للنعمة حقها ولم يعرف للعلم مقامه ولا للآيات التي في صدره قدرها ففرط فيها واختار أن يخلد إلى الأرض ويتقلب في ترابها الحقير ويلهث خلف شهواتها الدنيئة.
ولقد ورد ذكر ذلك وغيره في كثير من الآثار بعضها من الإسرائيليات التي نهينا عن تصديقها بإطلاق أو تكذيبها بإطلاق وورد كذلك في بعض الآثار عن الصحابة والتابعين منهم ابن عباس رضي الله عنهما أن هذا الرجل رغم علمه بآيات الله وقيل علمه باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، قد أغراه قومه ليستعمل علمه الذي آتاه الله إياه في صدّ نبي الله موسى وقومه عن دخول الأرض المقدسة.

لكن الرجل عالم بآيات الله ومدرك بوضوح أن موسى عليه السلام نبي مُكلم وأنه على الحق إلا إنه وعلى الرغم من كل ذلك سقط في الفخ وضعف أمام إغراءات الجبارين وقرر أن يستعمل علمه في صدِّ الحق والترسيخ للباطل بل والأدهى أنه أقدم على دعاء الله بأن ينهزم نبيه وأتباعه وأن يولوا الأدبار أمام القوم الجبارين
ولقد ورد في الأثر أنه فشل في مسعاه وكلما حاول أن يدعو على موسى صرف الله لسانه فدعا لموسى وقومه وكلما دعا لقومه الجبارين صرف الله لسانه فدعا على قومه حتى تدلى لسانه كالكلب اللاهث

🔸يقول عنه الله عز وجل : مثله في الخسة والدناءة ، كمثل الكلب ، إن طردته وزجرته فسعى لهث ، وإن تركته على حاله لهث ، وهو تمثيل بادي الروعة ظاهر البلاغة ..
🔸ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻳﺎﻣﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺛﺒﺖ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻚ ..
🔸إياك أن تظن أن الثبات والاستقامة ، أحد إنجازاتك الشخصية ، فإن الله عز وجل قال لسيد البشر :"ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا" قليلا" "..

🔸نسأل الله الثبات

يتبع باذن الله .

التعديل الأخير تم بواسطة أم حذيفة ; 11-26-2020 الساعة 02:29 AM
رد مع اقتباس