عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-16-2018, 11:06 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي


َ
43. ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾: الجزاء من جنس العمل، فكما تعفو عن الناس سيعفو الله عنك، وكما تغفر زلاتهم سيغفر الله زلتك.

44. ﴿الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ﴾: قال أبو السائب القاضي: «كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان، وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له: العلويون: هذا رجل من شيعتنا فقال: "معاذ الله هذا رجل طعن على النبي ﷺ. قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُلِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُلِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي خبيث فهو كافر، فاضربوا عنقه" فضربوا عنقه وأنا حاضر».

45. ﴿والطيبات للطيبين﴾: قال ابن عباس: «والطيبات من الأقوال للطيبين من الرجال»، فمقياس طيب العبد بحسب ألفاظ لسانه وكلماته.

46. ﴿وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ﴾: قال قتادة: قال رجل من المهاجرين: «لقد طلبتُ عمري كله هذه الآية، فما أدركتها: أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط، لقوله: ﴿وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم﴾».

47. ﴿قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم﴾ قدّم غض البصر على حفظ الفرج لأن النظر بريد الزنا، ومفتاح الفواحش.

48. ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾:

قال الإمام القرطبي: «البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته. ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله».

49. ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾: نستنبط منها قاعدة سد الذرائع، فإذا كان الضرب بالأرجل مباحا، لكنه يفضي إلى الحرام أو ما يقارب الحرام، وهو لفت الأنظار إلى زينة المرأة، ولذا نهى الله عنه.

50. ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]

قال الضحاك: «البَرُّ والفاجر»، فالتوبة تلزم الجميع.

51. قال ابن القيم: «وهذه الآية في سورة مدنية، خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه، بعد إيمانهم وصبرهم، وهجرتهم وجهادهم، ثم علَّق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه، وأتى بأداة لعل المشعرة بالترجي، إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون، جعلنا الله منهم».

52. قال عبد الله بن علي بن محمد التميمي: «شتان بين تائب يتوب من الزلات، وتائب يتوب من الغفلات، وتائب يتوب من رؤية الحسنات».

53. قال ابن الجوزي في حقيقة التوبة: «أتعتقد أن التوبة قول باللسان، إنما التوبة نار تحرق الإنسان، جرِّد قلبك من الأقذار، ثم ألبسه الاعتذار، ثم حَلهِ حُلة الانكسار، ثم أقمه على باب الدار».

54. قال ابن جزي: «والبواعث على التوبة سبعة: خوف العقاب، ورجاء الثواب، والخجل من الحساب، ومحبة الحبيب، ومراقبة الرقيب القريب، وتعظيم بالمقام، وشكر الإنعام».

55. ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع﴾: عن ابن عمر أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتهم فدخلوا المسجد، فقال ابن عمر: فيهم نزلت: ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع﴾.

56. ما الفرق بين التجارة والبيع؟التجارة هي العمل برؤوس الأموال بحثاً عن ربح، وأما البيع فهو أخص من التجارة، فلا يلزم أن يكون فيه ربح، فقد تضطر لبيع شيء غالٍ لاحتياجك إلى المال، فتبيعه بأقل من قيمته.

57. ﴿وَالَّذين كفرُوا أَعْمَالهم كسراب بقيعة يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا﴾: مثل ضربه الله لرجل عَطش، فَاشْتَدَّ عطشه، فَرَأى سراباً، فحسبه مَاء، فَظن أَنه قدر عليه، فلما أتاه لم يجده شيئا، وكذلك الكافر لا يكون على شيْء، حتَّى يَأْتيه الموت، فيكتشف ذلك.

58. ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾: ذكر الله ثلاث ظلمات: ظلمة البحر، وظلمة الأمواج، وظلمة السحاب؛ وكذلك الكافر له ظلمات ثلاثة. قال ابن عباس: شبَّه قلبه وسمعه وبصره بهذه الظلمات الثلاث، وقال غيره: الكافر لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، ويعتقد أنه يدري، فهذه المراتب الثلاثة شبه تلك الظلمات الثلاث.

59. ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ﴾: قال الطبري: إن رجلا من المنافقين اسمه بشر كانت بينه وبين رجل من اليهود خصومة في أرض، فدعاه اليهودي إلى التحاكم عند رسول الله ﷺ، وكان المنافق مبطلا، فأبىذلك وقال: إن محمدا يحيف علينا، فلنحكمكعب بن الأشرف، فنزلت الآية فيه.
رد مع اقتباس