عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-16-2018, 11:05 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الحديث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 2,648
افتراضي



فهذا اكتساب استمالة، ودفع عداوة، وإطفاء لنيران الحقائد، واستنماء الود وإصلاح العقائد، فهذا طب المودات واكتساب الرجال.

19. {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}: قال أنس بن مالك: (يقول الرجل لأخيه ما ليس فيه، فيقول له: إن كنت كاذبًا، فإني أسأل الله أن يغفر لك، وإن كنت صادقًا فإني أسأل الله أن يغفر لي).

20. ﴿وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ﴾: يُؤَمِّن الله مَنْ شَاءَ من عباده، ولا يستطيع أحد أن يؤمِّن مَنْ أَخَافَهُ الله.. أمانك بيد الله وحده!

21. (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ): مناقشة عقلية وبرهان منطقي، لو كان هناك إلهان في هذا الكون لتنازعا واختلفا.

22. ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾: قال القرطبي: «ودلَّت الآية على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا أهو من أولياء الله أم من أعداء الله، ولولا ذلك لما سأل الرجعة».

23. ﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾: قال ابن عباس: «أي من رجحت حسناته على سيئاته ولو بواحدة».

24. قال رجل لزهيـر بن نعيم:ممن أنت؟ قال:من المسلمين. قال: أسألك عن النسب. قال:﴿فإِذا نُفِخ فِي الصور فلا أَنساب بينهم يومئذٍ ولا يَتساءلون﴾

25. ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾: لم يقل بما صلوا أو صاموا أو أنفقوا، لأن الصبر عبادة تؤديها متألما، وغيره من العبادت تؤديها متلذذا.

26. ﴿ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم ﴾: سُئلوا عن السنين فأجابوا بالأيام! لأن فزع يوم القيامة أطار عقولهم، وأراهم عشرات السنين أقل من يوم في جوار الخلود.

27. ﴿سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها﴾: كتب عمر رضي الله عنه إلى أهل الكوفة: «علِّموا نساءكم سورة النور»، لأن مقصود هذه السورة ذكر أحكام العفاف والستر وصون العرض..

28. ﴿وَفَرَضْناها﴾: فرضنا ما فيها من الأحكام، وشدَّدها ابن كثير وأبو عمر ﴿وَفَرَّضْناها﴾ لكثرة فرائضها أو المفروض عليهم، أو للمبالغة في إيجابها.

29. بدأ الله سورة النور بذكر عقوبة الزنا، فمن زنا محى الله نور الإيمان من وجهه وقلبه وعمله، فيسير متخبِّطا في ظلمات الذنب.

30. (وﻻ تأخذكم بهما رأفة في دين الله): ليس في إقامة الحدود شدة أو غلظة، بل فيها الخير الكثير لأنها تردع من تسوِّل له نفسه بالعدوان، ولذا في الحديث: «حدٌّ يقام في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين يوما».

31. (وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) مشاهدة تنفيذ أحكام الله مقصود شرعي يحدث أثر الردع في قلوب من يشاهده.

32. (ﻻ تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم): حزنك أو فرحك، وتشاؤمك أو تفاؤلك هو قرارك الشخصي واختيارك المبدئي، فلا تلم إلا نفسَك.

33. ﴿ ظنّ المؤمنون والمؤمناتُ بأنفسهم خيراً ﴾ بقدر إيمانك يكون حسن ظنك في المؤمنين حولك!

34. ﴿ ظنّ المؤمنون والمؤمناتُ بأنفسهم خيراً ﴾ : روي أن أبا أيوب الأنصاري لما بلغه خبر الإفك قال لزوجه: ألا ترين ما يقال؟

فقالت له: لو كنتَ بدل صفوان أكنت تظن بحرمة رسول الله سوءا؟ قال: لا. قالت: ولو كنت أنا بدل عائشة ما خنت رسول الله فعائشة خير مني وصفوان خير منك. قال: نعم.

35. ﴿إذ تلقونه بألسنتكم﴾: وقت الإشاعات والتربص يكون مصدر التلقي هو اللسان لا السمع ولا العقل، فلا تثبت من الأخبار، ولا روِيَّة في نشرها.

36. ﴿وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾:

قال المتنبي :

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم

37. (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ): كلمة واحدة تهوي بصاحبها في جهنم، فإياك ومحقَّرات الذنوب، فإنهن إذا اجتمعن على الرجل أهلكنه.

38. (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ): كلما عظم الذنب في عينك صغر عند الله، وكلما صغر في عينك عظم عند الله.

39. (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ): في حديث أبي هريرة مرفوعا: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»، ومعنى (ما يتبين فيها): أي لا يتأملها أخير هي أم شر، ولا يحسِب تبعاتها، وفي حديث بلال بن الحارث عن هذه الكلمة: «ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت». الاستخفاف باللسان مورِد الهلاك!

40. ﴿وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم﴾: ما آخر ذنب استهنت به؟! ولم تتألم لحدوثه؟! احذر أن يتعاظم ذنبك عند الله.

41. {يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ}: مجرد حب إشاعة الفاحشة يستحق صاحبه العذاب الأليم، فكيف بمن نشرها وحضَّ عليها؟!

42. ﴿يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا﴾: استدل العلماء بهذه الآية على أن الله يؤاخذ ببعض أعمال القلوب، حيث رتَّب الله العذاب على فعل القلب وهو (حبُّ) إشاعة الفاحشة.
رد مع اقتباس